
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا عَمـرو أَيـنَ عُمَيـرٌ مِن كُدى يَمَنٍ
لَقَـد هَـوَت بِكَ يا عَمرو الرِياحُ وَبي
طــولُ اِرتِحـالٍ وَأَحـظٍ غَيـرُ طائِلَـةٍ
وَغَيبَــةٌ نـاهَزَت عَشـراً مِـنَ الحِقَـبِ
عـادَ الحَـديثُ إِلـى مـا جَـرَّ أَطيَبَهُ
وَالشـَيءُ يَبعَـثُ ذِكـرَ الشَيءَ عَن سَبَبِ
إيـهٍ عَـنِ الكُديَـةِ البَيضاءِ إِنَّ لَها
هَـوىً بِقَلـبِ أَخيـكَ الـوالِهِ الوَصـِبِ
راوِح بِنـا السَهلَ مِن أَكنافِها وَأَرِح
رِكابَنــا لَيلَهـا هـذا مِـنَ التَعَـبِ
وَاِنضـَح جَوانِبَهـا مِـن مُقلَتَيـكَ وَسَل
عَنِ الكَثيبِ الكَريمِ العَهدِ في الكُثُبِ
وَقُــل لِســَرحَتِهِ يــا سـَرحَةً كَرُمَـت
عَلـى أَبـي عـامِرٍ عِـزّي عَلـى السُحُبِ
يـا عَذبَةَ الماءِ وَالظِلِّ اِنعَمي طَفَلاً
حُيّيـــتِ مُمســِيَةً مَيّــادَةَ القُضــُبِ
مـاذا عَلـى ظِلِّـكَ الأَلمـى وَقَد قَلَصَت
أَفيــاؤُهُ لَـو ضـَفا شـَيئاً لِمُغتَـرِبِ
أَهكَــذا تَنقَضـي نَفسـي لَـدَيكَ ظَمـاً
اللَـهَ فـي رَمَـقٍ مِـن جـارِكِ الجُنُـبِ
لَـولاكِ يـا سـَرحَ لَم نُبقِ الفَلا عُطُلاً
مِـنَ السـُرى وَالـدُجى خَفّاقَـةُ الطُنُبِ
وَلَــم نَبِـت نَتَقاضـى مِـن مَـدامِعِنا
دَينـاً لِتُربِـكِ مِـن رَقراقِهـا السَرِبِ
أَخـاً إِذا مـا تَصـَدّى مِـن هَـوى طَلَلٍ
عُجنــا عَلَيــهِ فَحَيَّينـاهُ مِـن كَثَـبِ
مُســتَعطفينَ ســَخِيّاتِ الشــُؤونِ لَـهُ
حَتّــى تُحــاكَ عَلَيـهِ نُمـرُقُ العُشـُبِ
ســَلي خَميلَتَــكِ الرَيّـا بِآيَـةِ مـا
كــانَت تَــرِفُّ بِهــا ريحانَـةُ الأَدَبِ
عَـن فِتيَـةٍ نَزَلـوا عُليـا سـَرارَتِها
عَفَــت مَحاســِنُهُم إِلّا مِــنَ الكُتُــبِ
مُحــافِظينَ عَلــى العَليـا وَرُبَّتَمـا
هَـزّوا السـَجايا قَليلاً بِاِبنَةِ العنبِ
حَتّـى إِذا مـا قَضَوا مِن كَأسِها وَطَراً
وَضــاحكوها إِلــى حَـد مِـنَ الطَـرَبِ
راحـوا رَواحـاً وَقَـد زيدَت عَمائِمُهُم
حِلمـاً وَدارَت عَلـى أَبهـى مِنَ الشُهبِ
لا يُظهِـرُ السـُكرُ حـالاً مِـن ذَوائِبِهِم
إِلا اِلتِفـافَ الصـَبا في أَلسُنِ العَذَبِ
المنزليـنَ القَـوافي مِـن مَعاقِلِهـا
وَالخاضــِدينَ لَـدَيها شـَوكَةَ العَـرَبِ
غــادَوا بِحَلبَتِهِــم مِكناسـَةً فَغَـدَت
بِغُـرِّ تِلـكَ الحُلـى مَعسـولَةَ الحَلَـبِ
وَلا كَمكناســَةِ الزَيتــونِ مِـن وَطَـنٍ
أَحسـِن بِمَنظَرِهـا المُربي عَلى العَجَبِ
لَـو شـِئتَ قُمـتَ مَعي يا صاحِ مُلتَفِتاً
إِلــى سـُوَيقَةَ مِـن غَربِيِّهـا الخَـربِ
هَــلِ الرِيــاحُ مَـعَ الآصـالِ ماسـِحَةٌ
مَعـاطِفَ الهَـدَفِ المَمطـورِ ذي الحَدَبِ
وَهَــل بِغُــرِّ اللَيـالي مِـن مُعَرَّجَـةٍ
عَلـى المَسـِيلَةِ مِـن لَيلاتِهـا النُخَبِ
وَهَــل صــَبيحاتُ أَيّـامٍ سـَلَفنَ بِهـا
يَبـدو مَسـاها وَلَـو لَمحـاً لِمُرتَقِـبِ
مِـنَ المَقـاري الَّـتي سالَت لِمُبصِرِها
مِــن فِظَّــةٍ وَعَشــاياهُنَّ مِــن ذَهَـبِ
بيـــضٌ مُوَلَّعَــةُ الأَســدافِ عــاطِرَةٌ
أَشـهى مِـنَ اللَعَـسِ المَنضوخِ بِالشَنَبِ
يــا صــاحِبي وَيـدُ الأَيّـامِ مُثبِتَـةٌ
فـي كُـلِّ صـالِحَةٍ سـَهماً مِـنَ النُـوَبِ
غِــض عَبرَتَيــكَ وَلا تَجــزَع لِفادِحَـةٍ
تَعــرو فَكُــلُّ سـَبيلٍ مِـن سـَبيلِ أَبِ
محمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبد الله البلنسي.شاعر وقته في الأندلس، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته.كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره.وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب، أقام مدة بغرناطة، وسكن مالقة وتوفي بها.له ديوان شعر.