
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَأَيـتُ مِـنَ الـدُنيا كَغَـدرِ الكَواعِبِ
تُواصــِلُنا يَومــاً وَتَنــأى بِجـانِبِ
إِذا اِختَبَرَ الدُنيا الكَريمُ رَأى بِها
ســُمومَ الأَفـاعي لا سـُمومَ العَقـارِبِ
فَإِيّــاكَ أَن تَغتَــرَّ مِنهــا بِزَبـرَجٍ
فَتَرمــي بِأَنيــابٍ لَهــا وَمَخــالِبِ
وَأَبناؤُهـا أَيضـاً لَـدى الحَقِّ مِثلَها
لَهُــــم وُدُّ خِلّانٍ وَرَوغُ الثَعــــالِبِ
فَــوُدُّهُمُ خــبّ إِذا مــا اِختَبَرتَهُـم
قُلــوبُهُم عِنــدي قُلــوبُ النَواصـِبِ
فَإِيّــاكَ مِـن قُـربِ الَّـذينَ عَنَيتَهُـم
وَجــانِبهُم فَــالخِبُّ أَخبَــثُ صــاحِبِ
وَصــاحِب أُناســاً يَعمَلــونَ لِرَبِّهِـم
فَآســارهُم شــُربٌ أَلَــذُّ المَشــارِبِ
أولَئِكَ أَهـلُ العِلـمِ وَالحِلمِ وَالحِجا
فَلازم وَزاحــم عِنــدَهُم بِالمَنــاكِبِ
تُحَـــزُّ دُرَراً مَنظومَـــةً فــي قَلائِدٍ
مِـنَ الكَلِمـاتِ الغُـرِّ صـيغَت لِكـاتِبِ
فَمِنهُـم نَجيـبُ النَجـرِ أُمّـاً وَوالِداً
أَخـو الفَضلِ وَالأَفضالِ مُحيي المَناقِبِ
أَناصــِرَ ديــنِ اللَــهِ ظِـلَّ مَليكـه
حَليـفُ النَـدى فـي شَرقِنا وَالمَغارِبِ
جُزيـتَ مِـنَ الرَحمَـنِ جَـزلَ المَـواهِبِ
وَحُـزتَ مِـنَ العَليـاءِ أَعلى المَراتِبِ
أَمَــن مَــدحُهُ فَــرضٌ عَلِمـت وُجـوبَهُ
وَلَيــسَ مُصــيباً مَــن أَخَـلَّ بِـواجِبِ
يَمينُـكَ ذاتَ الطـولِ وَاليمنُ وَالنَدى
وَجَــدُّكَ نِعـمَ الجَـدُّ شـَمسُ الكَـواكِبِ
وَأَنَّـــكَ كَهـــفٌ للأَنـــامِ وَجُنَّـــةٌ
وَحِصــنٌ مَنيـعٌ عِنـدَ ضـيقِ المَـذاهِبِ
لِكُــلٍّ نَصــيبٌ مِنــكَ تُعطـي تَقَرُّبـاً
إِلـى اللَـهِ مَحضـاً لَـم تَشُبهُ بِشائِبِ
وَحَيـثُ قَبـولُ البِـرِّ يَسـتَعبِدُ الفَتى
قَبِلـتُ عَطـاءَ الشـَيخِ زَيـنِ المَناقِبِ
تَغَرَّســتُ فيـكَ الجـودَ حَتّـى وَجـدتَهُ
وَهِمّتُــكَ العُليــا لَـدى كُـلِّ نـائِبِ
وَأَبصـرت لَحـظَ الغَيـبِ جـودُكَ مُمرِعاً
وَشـاهَدتُ مِنـكَ الغَـوثَ مِـن كُلِّ جانِبِ
وَصـَلتُ إِلـى مَلـكِ المُلـوكِ مُباركـاً
وَأَنـتَ الوَصـولُ البَـرُّ نَجـلُ الأَطايِبِ
وَلَمّـا وَجَـدتَ العِـزَّ وَالفَوزَ بِالعُلا
مَـعَ البِـرِّ بِالإِنسـانِ صافي المَشارِبِ
عَرَجـتَ إِلـى العَليـاءِ وَالجِـدُّ صاعِدٌ
بِإِعطــائِكَ الإِخـوانَ جَـزلَ الرَغـائِبِ
وَمَـن طَلَـبَ الآمـالَ بِالمـالِ نالَهـا
إِذِ المــالُ مِعـراجٌ لِنَيـلِ المَـآرِبِ
وَمَـن يُـرِدِ العَليـاءَ فَـالجودُ سـُلَّمٌ
وَبــــابٌ لِطُلّابِ العُلا وِالمَناصــــِبِ
وَمَـن خَطَـبَ العَلياءَ بِالبَأسِ وَالنَدى
تَجِـدهُ عَلـى التَحقيـقِ أَنجَـحُ خـاطِبِ
وَمَــن كـانَ ذا عَقـلٍ وَجـودٍ وَصـارمٍ
فَقَـد فـازَ بِالعَليـاءِ مِـن كُلِّ جانِبِ
سـُلوكُكَ نَهـجَ العَقـلِ دَبـر العَواقِب
بِتَقـديمِكَ التَجريـبَ قَبـلَ التَقـارُبِ
فَـإِنَّ اِختِبـارَ المَـرءِ قَبلَ اِختِيارِهِ
جِبِلَّــةُ لُــبٍّ فــي المَعـارِفِ ثـاقِبِ
فَثِــق بِالَّــذي جَرَّبــتَ ثُـمَّ وَجَـدتَهُ
لَـدى الخُـبرِ بِـالتَجريبِ نَجلُ أَطايِبِ
وَكُـن راغِبـاً عَمَّـن سـِواهُ مِنَ الوَرى
وَدَع كُـــلَّ خِــبٍّ وَاِصــرِمَنَّ وَجــانِبِ
أَفـادَنِيَ التَجريـبُ خُـبرُ أَخي الرَخا
فَـأَلفَيتُ مَـن جَرَّبـتُ مِثـلَ العَقـارِبِ
وَأَحـوَجَني دَهـري إِلـى مـالِهِم فَلَـم
يَجـودوا بِشـَيءٍ وَاِسـتَباحوا مَثالِبي
أرانـي صـَحيحاً عِنـدَ أَوقـاتِ ثَروَتي
ســَليماً مِـنَ الأَسـقامِ لَسـتُ بِعـاطِبِ
وَإِنّـي لَأَهـوى الشـَيءَ لِلطِـبِّ وَالدَوا
وَتَعـديلُهُ الخَلـطَ الَّـذي هُـوَ غالِبي
وَلَكِنَّمـــا الإِفلاسُ يَمنَعُنــي الَّــذي
أُحِــبُّ وَأَهــوى مِـن جَميـعِ مَطـالِبي
مَـتى قُلتُ أَبغي الأَمرَ قالَ ليَ اِصطَبِر
وَإِن رُمـتُ فِعـلَ البِـرِّ فَهـوَ مُحارِبي
فَقوتِــلَ إِفلاســي وَأَبعَــدَ بِـالغِنى
فَـــإِنّي أَرى الإِفلاسَ أَقبَــحُ صــاحِبِ
وَلَـو كُنـتُ أَشكو الفَقرَ لِلشَيخِ ناصِرٍ
لَفــارَقَني فَقــري وَجــانَبَ جـانِبي
وَلَـو شـِئتَ صـَرفَ الفَقـرِ عَنّي مُعجِلاً
لَرُحــتُ إِلَيــهِ وَاِمتَطَيــتُ رَكـائِبي
وَقُلـــتُ إِلَيـــهِ إِنَّ قنَّــكَ مُملِــقٌ
وَأَودَعـتُ هَـذا القَـولَ بَعـضَ كَتائِبي
خَليلَــيَّ إِنَّ الصــَبرَ فيــهِ مَثوبَـةٌ
لَـدى البُـؤسِ وَالضَرّا وَعِندَ المَصائِبِ
إِذا لَـم يَكُـن بُدٌّ مِنَ الصَبرِ فَاِصبِرَن
عَسـى الصَبر يُدني مِن قِرانِ الحَبائِبِ
وَينكِحُــكَ الغيــدَ الحِســانَ مُعجلاً
وَتَحظـى بِوَصـلِ الغانِيـاتِ الكَـواعِبِ
لَعَـلَّ الكَريـمَ البَـرَّ يَمنَحُني الغِنى
وَيوصـِلُني الحـورَ الحِسـانِ الحَواجِبِ
وَيَرزُقُنــي مِــن بَعـدِ فَقـرِيَ ثَـرَوةً
وَمــالاً جَـزيلاً مِـن جَزيـلِ المَـواهِبِ
وَيُبـــدِلُني مِـــن هَــذِهِ بِخَريــدَةٍ
تُحِــبُّ وَتَرضــى عَـن جَميـعِ مَـذاهِبي
جَميلَــةُ قَــدٍّ كَالنَبــاتِ حَــديثُها
بَديعَــةُ حُســنٍ لَــم تَشـُبهُ بِكـاذِبِ
مــورَّدَةُ الخَــدَّينِ كَالشـَهدِ ريقُهـا
يُعيــدُ نَشـاطي ثُـمَّ يُحيـي تَرائِبـي
كَظَبيَــــةٍ قَنّـــاصٍ وَلَكِنَّهـــا إِذا
رَمَـت طَرفَهـا صـادَت بِمِثـلِ المَخالِبِ
كَـــدُرَّةِ غَـــوّاصٍ تَراهـــا غَنِيَّــةً
بِحُسـنِ الحُلـى عَن صَبغِ تِلكَ الخَواضِبِ
وَبَيضــاءَ كَالقرطــاسِ صـَفحَةُ خَـدِّها
لَهــا شــَعرٌ مِثـل المِـدادِ لِكـاتِبٍ
لَــهُ ظُلمَــةٌ كَاللَيـلِ أَسـوَدَ حالِـكٍ
وَمِـن تَحـتِ صـُبح أَو شـُعاع الثَواقِبِ
لَهــا كُحـلٌ بِـالمُقلَتَينِ فَـإِن غَـدَت
لِكُحلِهِمـا فَالسـَيفُ أَمضـى القَواضـِبِ
تَراهـا لَـدى اللَيلِ البَهيمِ وَنورُها
يَفـوقُ وَيَعلـو فَـوقَ نـورِ الكَـواكِبِ
خَليلــي إِنَّ الزُهــدَ يُعقِــبُ راحَـةً
وَيوصــِلُكَ الفِــردَوسَ ذاتَ الرَغـائِبِ
فَكُـن قانِعـاً إِن جُعـتَ فيهـا بِبلغَةٍ
وَعَــن عَطـشٍ فَـاِقنَع بِمَـصِّ المَشـارِبِ
وَكُـن قانِعـاً عِنـدَ الشـِتاءِ بِكُلِّ ما
يُكنِّـكُ عَـن بَـردِ الحَشـا وَالجَـوانِبِ
وَفـي الصـَيفِ فَاِقنَع بِالقباءِ وَتَحتَهُ
قَميــصٌ وَســِروالٌ لِســَترِ المَعـائِبِ
وَضـــَع فــي مَصــيفٍ فَــوقَ رَأســِكَ
يَقـي الـرَأسَ وَالعَينَينِ ضُرَّ الضَوارِبِ
وَضــَع فيــهِ بِـالرِجلَينِ خُفّـاً لِأَنَّـهُ
يَقيـكَ عَمـى العَينَيـنِ شـَرُّ المَصائِبِ
وَفــي كُــلِّ فَصــلٍ فَاِلبسـنَّ عَمامَـةً
وَكُـن قانِعـاً فيهـا بِقَـدرِ المناسِبِ
وَمِـن تَحتِهـا فَـاِلبِس قُلُنسـُوَةً تَقـي
وَتَمنَـعُ عَنـكَ الريـحَ مِـن كُـلِّ جانِبِ
وَعِنـــدَ مَنــامٍ فَــاِقنَعنَّ بِمَفــرَشٍ
وَمِــن تَحـتِ رَأسـِكَ فَـاِقنَعنَّ بِـواجِبِ
وَكُــن قانِعــاً فيهـا بِمـا ذَكَرتُـهُ
لِأَنَّـــكَ ذو جِســـمٍ نَحيــلٍ وَشــاحِبِ
خَليلَــيَّ إِنَّ الفَقــرَ فيــهِ مَذَلَّــةٌ
فَقُـم وَاِجتَهِـد وَاِقطَع مُتونَ السَباسِبِ
لَعَلَّــكَ بِالأَســفارِ تَحظــى بِعــالمٍ
يُريـكَ مِـنَ الأَسـفارِ بَعـضَ الغَـرائِبِ
وَعَلَّــكَ إِن ســافَرتَ فُــزتَ بِماجِــدٍ
نَبيــلٍ مُنيـلٍ مُسـعِدٍ فـي النَـوائِبِ
فَمَــن حَصــَّلَ الأَمـوالَ فَهـيَ حِبـالُهُ
إِلى الفَوزِ بِالدارَينَ أَعلى المَراتِبِ
وَأَحمَـــدُ رَبّــي ذا الجَلالِ مُصــَلِّياً
عَلــى خَيــرِ مَبعـوثٍ وَأَفصـَحِ خـاطِبِ
وَآلِ رَســـولِ اللَــهِ حُفّــاظ ســِرِّهِ
فَــإِنَّهُمُ هُــم خَيــرُ مــاشٍ وَراكِـبِ
محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن صالح بن خميس بن مخزوم الإصبعي الأولي.ولد في بيت علم وفقر فأبوه وجده وعماه علماء، ولبعضهم مصنفات وكتب ورسائل.وأصله من البحرين هاجر منها بسبب الاضطرابات الجارية في تلك الفترة والتجأ إلى القطيف حيث عاش في كنف الشيخ أحمد بن صالح البحراني لم تذكر كتب التراجم الكثير عن سيرته أو حياته.