
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا مِنَّـةَ إِمتَنَّهـا السـُكرُ
مـا يَنقَضـي مِنّـي لَكَ الشُكرُ
أَعطَتـكَ فَـوقَ مُنـاكَ مِن قُبَلٍ
مَـن قيـلَ إِنَّ مُرامَهـا وَعـرُ
يَثنـي إِلَيـكَ بِهـا سـَوالِفَهُ
رَشـأَ صـِناعَةُ عَينِـهِ السـِحرُ
ظَلَّـت حُمَيّـا الكَـأسِ تَبسُطُنا
حَتّـى تَهَتَّـكَ بَينَنـا السـَترُ
فـي مَجلِـسٍ ضـَحِكَ السُرورُ بِهِ
عَـن ناجِـذَيهِ وَحَلَّـتِ الخَمـرُ
وَلَقَـد تَجوبُ بِنا الفَلاةُ إِذا
صـامَ النَهـارُ وَقالَتِ العُفرُ
شـَدَنِيَّةٌ رَعَـتِ الحِمـى فَـأَتَت
مِلـءَ الجِبـالِ كَأَنَّهـا قَصـرُ
تَثنـي عَلـى الحاذَينِ ذاخُصَلٍ
تَعمـالُهُ الشـَذَرانِ وَالخَطَـرُ
أَمّــا إِذا رَفَعَتــهُ شـامِذَةٌ
فَتَقــولُ رَنَّـقَ فَوقَهـا نِسـرُ
أَمّــا إِذا وَضــَعَتهُ عارِضـَةٌ
فَتَقـولُ أُرخِـيَ فَوقَهـا سـَترُ
وَتُســِفُّ أَحيانــاً فَتَحسـَبُها
مُتَرَســـِّماً يَقتــادُهُ أَثَــرُ
فَإِذا قَصَرتُ لَها الزِمامَ سَما
فَــوقَ المَقـادِمِ مِلطَـمٌ حُـرُّ
فَكَأَنَّهـــا مُصــغٍ لِتُســمِعَهُ
بَعـضَ الحَـديثِ بِـأُذنِهِ وَقـرُ
تَنفـي الشَذا عَنها بِذي خُصَلٍ
وَحـفِ السـَبيبِ يَزينُهُ الضَفرُ
تَــترى لِأَنفــاضٍ أَضـَرَّ بِهـا
جَـذبُ البُـرى فَخُـدودُها صِفرُ
يَرمـي إِلَيـكَ بِهـا بَنو أَمَلٍ
عَتَبـوا فَـأَعتَبَهُم بِكَ الدَهرُ
أَنــتَ الخَصـيبُ وَهَـذِهِ مِصـرُ
فَتَـــدَفَّقا فَكِلاكُمــا بَحــرُ
لا تَقعُـدا بِـيَ عَن مَدى أَمَلي
شـَيئاً فَمـا لَكُمـا بِـهِ عُذرُ
وَيَحِـقُّ لـي إِذ صـِرتُ بَينَكُما
لا يَحِـــلَّ بِســـاحَتي فَقــرُ
النيـلُ يُنعِـشُ مـائُهُ مِصـراً
وَنَـداكَ يُنعِـشُ أَهلَـهُ الغَمرُ
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.