
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعنـي مِـنَ الدارِ أَبكيها وَأَرثيها
إِذا خَلَـت مِـن حَـبيبٍ لـي مَغانيها
ذَرِ الرَوامِــسَ تَمحـو كُلَّمـا دَرَسـَت
آثارُهــا وَدَعِ الأَمطــارَ تَبكيهــا
إِن كانَ فيها الَّذي أَهوى أَقَمتُ بِها
وَإِن عَــداها فَـإِنّي سـَوفَ أَقليهـا
أَحَــقُّ مَنزِلَــةٍ بِــالتَركِ مَنزِلَــةٌ
تَعَطَّلَــت مِــن هَـوىً عِلـقٍ لِأَهليهـا
أَمكَنـتُ عـاذِلَتي في الخَمرِ مِن أُذُنٍ
يُغنـي صـَداها جَوابـاً مَن يُناديها
أَقـولُ لَمّـا أَدارَ الكَـأسَ لـي قُثَمٌ
الآنَ حيـنَ تَعـاطى القَـوسَ باريهـا
يـا أَلبَـقَ الناسِ كَفّاً حينَ يَمزُجُها
وَحيــنَ يَشــرَبُها صـِرفاً وَيَسـقيها
قَـد قُمـتُ فيهـا عَلـى حَدٍّ يُوافِقُنا
وَهَكَــذا فَأَدِرهــا بَينَنــا إيهـا
إِن كـانَتِ الخَمـرُ لِلأَلبـابِ سـالِبَةً
فَـإِنَّ عَينَيـكَ تَجـري فـي مَجاريهـا
فـي مُقلَتَيـكَ صـِفاتُ السـِحرِ ناطِقَةٌ
بِــاللَفظِ واحِــدَةٌ شـَتّى مَعانيهـا
فَاِشـرَب لَعَلَّـكَ أَن تَحظـى بِسـَكرَتِها
فَالشـَأنُ إِن سـاعَدَتنا سـَكرَةٌ فيها
وَمُخطَـفِ الخَصـرِ فـي أَردافِـهِ عَمَـمٌ
يَميــسُ فــي حُلَّـةٍ رَقَّـت حَواشـيها
إِذا نَظَـرتُ إِلَيـهِ تـاهَ عَـن نَظَـري
فَــإِن تَزَيَّــدتُ دَلّاً زادَنــي تيهـا
عــاطَيتُهُ وَضــِياءُ الصــُبحِ مُتَّصـِلٌ
بِظُلمَـةِ اللَيـلِ أَو قَد كانَ يُضويها
كَأسـاً كَـأَنَّ دَبيـبَ النَمـلِ فَترَتُها
لَـديغُها يَشـتَفي مِـن نَفـثِ راقيها
فَلَـم نَـزَل نَتَعـاطى الكَـأسَ مُذهَبَةً
كَــأَنَّ طَــوقَ جُمـانٍ فـي نَواحيهـا
حَتّـى إِذا أَلبَسـَتهُ الكَـأسُ حُلَّتَهـا
وَنــامَ شــارِبُها سـُكراً وَسـاقيها
كَتَبــتُ فـي غَيـرِ قِرطـاسٍ بِلا قَلَـمٍ
فــي حاجَـةٍ عَرَضـَت لـي لا أُسـَمّيها
فَقــامَ يوســِعُني شــَتماً وَأوسـِعُهُ
حِلمـاً وَقَـد بَلَغَـت نَفسـي أَمانيها
صـَنائِعُ الخَمـرِ عِنـدي غَيـرُ ضائِعَةٍ
حَتّـى يَقـومَ بِهـا شـُكري فَيَجزيهـا
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.