
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـاغِلُ النـاسِ فـي ممـزِّ اللَّيالي
قَصــدُ كــونينِ شــاهِدٍ وَخَيــالي
فهــمُ مِــن نُفوســِهِم فـي جِهـادٍ
وَخِصــــامٍ وَإِحنَــــةٍ وَنِضــــالِ
صـــَبَغوا أَرضَ كـــونِهِم بِــدِماءٍ
فـي طِلابِ الكَـونِ البَعيـدِ المَنالِ
فَأَسـاءوا مِـن حَيثُمـا قَصَدوا الإِح
ســانَ عَــن غَفلَــةٍ وَبَعـضِ الخِلالِ
وَالتَـوى قَصـدُهُم وَمـا فَطِنـوا ثُمَّ
تَمــادَت أَشــواطُهُم فـي المَجـالِ
رُبَّ قَـــومٍ دَرَوا وَلكِــن دَعــاهُم
مَطمَــعُ النَّفــسِ هِــزَّةً لِلمَعـالي
إِنَّ موســى أَثــارَ حَربـاً عَوانـاً
وَقراهــــا مُحَمَّـــدٌ بِالنبـــالِ
وَالفَقيـرُ المِسكينُ عيسى نَهى الأَق
وامَ عَــن لَطمَــةٍ وَصــَفعِ قُــذالِ
فَالصــُّدورُ الأَقطـابُ فـي تـابِعِيهِ
مَــن تُـرى أفتـاهُم بِحَـرب سـجالِ
يــا لَيَــومٍ أُصـيبَ كلـوينُ فيـهِ
فــي فَرَنسـا بِحـرِّ نـارِ الوبـالِ
لَعِـــبَ الســَّيفُ نخــوة بِــذَويهِ
فَاسـتَهانَ النُّفـوسَ وَهـيَ الغَوالي
رَحمَتــاهُ زهــاء ســِتِّينَ أَلفــاً
مِـــن رَضـــيعٍ وَنســوَةٍ وَرِجــالِ
مـا جَنـوا غَيرَ جحدِهِم عصمَة البا
بـا ذنوبـاً وَتَـركِ بَعـضِ المَجالي
لَـم تَـدَع مِنهُـم سـُيوفُ الفرنسـي
س ســـِوى قــوتِ رَخمَــة وَرِمــالِ
فعــلُ يَـومٍ تَبَـرَّأَ العَطـفُ مِنهُـم
وَجَفـاهُم داعـي النهـى عَـن تقالِ
وَدَعــوهُ عَلــى اِغتِــرارٍ جِهـاداً
يُكســِبُ الأَجـرَ وَاِبيِضـاضَ الخِصـالِ
وَهُــمُ القَــومُ يَــدَّعونَ كَمــالاً
بِجِلاهُ صــــَدرُ التمَـــدُّنِ حـــالِ
وَيـحَ موسـى أَمـا رَأى ما دَهى قَو
مــه مِمَّـن منـوا بِحَلـقِ السـُّبالِ
بِــدِماهُم رَكــاردو رَصــَّعَ التّـا
ج غــداةَ التَّتويــجِ لا بِــاللآلي
وَاِشـتَفى الـرُّوسُ مِنهُمُ وَاِستَباحوا
دَمَهُــم فـي بولونيـا بِـالعَوالي
عَــلَّ عيســى رَأى بِرومَــةَ نـاراً
مِــن بَعيــدٍ تَشــُبُّ ذاتَ اِشـتِعالِ
وَرَآهـــا تُقــرى بهــامِ ذَويــهِ
حَنَقـــاً فــي تَخمــطٍ وَاِختِيــالِ
نــارُ نيــرونَ غـادَرَتهُم جِبـالاً
مِــن رَمــادٍ بِشــَرّ مُـرِّ النكـالِ
مِــن صــَريعٍ عَلــى عِظـام صـَريعٍ
وَجمــوعٍ عَلــى اللَّهيــبِ عِيــالٍ
مِــن شــَوِيٍّ عَلــى جِمــارِ شــَوِيٍّ
وَنُفــــوسٍ ســــَوائِلٍ وَســـَوالي
حُمَّـتِ السـُّحبُ مِـن زَفيـرِ البَرايا
بَيـــنَ حُـــرٍّ وَحُـــرَّةٍ وَمــوالي
فَنُفــــوسٌ بَــــريئَةٌ فَحُطــــامٌ
فَقُصــــورٌ رَفيعَـــةٌ ذاتُ بـــالِ
بُــدِّلَت وَحشــَةَ البِلــى وَعَفاهـا
بُركـــانٌ مِـــن لهبــةٍ مُتَــوالِ
رمِــدَ الجَــوُّ بِالــدُّخانِ وَنيـرو
نٌ يَــراهُ شــَكلاً بَــديعَ الجَمـالِ
طَــرب الــرّوحِ ضـاحِكاً كُلَّمـا أَج
جَ لَهيــــــبٌ بِــــــأَعظُمٍ وَقِلالِ
وَكَفــى عيســى مـا جَنـاهُ عَلَيـهِ
قَــومُ موسـى مِـن شـِرَّةٍ وَاِغتِيـالِ
غَضـــِبَ الســـَّيفُ غَضــبَةً لِــذَوي
أحمَـدَ فَـاِهتَزَّت راسـِياتُ الجِبـالِ
يـا لغـاراتٍ بِـالعِراقَينِ فَالشامِ
فَمِصـــرٍ فــأرضِ بَحــرِ الغَــزالِ
فَالأَغــاريقِ فَالفَرنجَــةِ فَالهِنـدِ
فُتوحــاً إِلـى البُحـورِ التَّـوالي
فَالصـَّقاليبِ الـرومِ شـَرقاً وَغَرباً
صــالَ فيهـا الحَنيـفُ كُـلَّ صـيالِ
نَهــلَ الســَّيفُ ثُــمَّ عَـلَّ نَجيعـاً
وَدَهــــى الخـــافِقينِ أَيُّ اعتِلالِ
رُبَّ يَـــومٍ مَضـــى لأُمَّــةِ موســى
ألهَـبَ النّـاسَ مِـن شـِفارِ النصالِ
بوشـــعٌ دَوَّخَ البَســـيطَة حَتّـــى
الفــارُ وَالضــب نُهمَـةً لِلقتـالِ
وَالفَراعيــنُ ثُــمَّ آشــورُ سـالَت
أَرضــُهُم بِـالنُّفوسِ جُهـدَ النِّـزالِ
وَسـِواهُم مِـن قَبلِهِـم ثُـمَّ قَبلَ ال
قبـلِ أَو بَعـدَ البُعـدِ تِلـوٌ فَتالِ
أَجهَـدَ النّـاسَ قَصـدُ مـا بَعد هذا
الكَونُ بَحثاً مُنذُ العُصورِ الخَوالي
وَعَنــاهُم مَصــيرُهُم بَيــنَ رَجــمٍ
بِغيــــوب وظنَّــــةٍ وَاحتِمـــالِ
فِــــرَقٌ جمَّــــةٌ وَرَأيٌ شــــَتيت
فـــي تلاحٍ وَجهــدٍ قيــلَ وَقــالِ
فِئَة تَحســـبُ الحَيـــاةَ فَنـــاءً
وَتعــدُّ الخُلــودَ عَيــن المحـالِ
تهلِـكُ النَّفـسُ عِنـدَهُم مِثلَمـا تَغ
دو جُســومُ الوُجـودِ طـرّا بَـوالي
وَســِواهُم يَــرى الخُلــودَ وَلكِـن
فـــي طُقــوسٍ وزخــرفٍ وَمَجــالي
وَيَصــوغونَ فــي المعــادِ كَلامـاً
تَصـغُرُ النَّفـسُ عِنـدَهُ فـي الجدالِ
يَســلُبُ الغُـرُّ مِنهُـم صـِفَةَ الخـا
لِـقِ مِـن علـم الغَيـبِ غَيـر مُبالِ
وَتَــرى غَيرَهُــم يَقــولُ مَقــالاً
غَيــرَ هــذا وَذاكَ دونَ اعتِــدالِ
يَزعمــونَ الوُجــود كـانَ قَـديماً
ثُــمَّ يَبقــى عَلـى دَوامِ المَطـالِ
حَيَــــوانٌ وَجامِــــدٌ وَنَبــــاتٌ
عـالِيَ النَّـوع كـانَ أَو غَيـر عالِ
صـــُوَرٌ شــَكلُها يَحــولُ مُحــالاً
جارِيـــاً بَيـــنَ لحمَــةٍ وَاِنحِلالِ
حَيَـــوانٌ يَنحَــلُّ شــَكلاً فَيحيــي
حَيَوانــاً وَعُنصــُراً غَيــرَ بــالِ
وَجَمــادٌ يَــزولُ وَجهــاً فَيُنشــي
ذا حَيــاةٍ أَو جامِــداً بِـالزّوالِ
كُلُّهــا شــَتّى بَيــنَ دَفـعٍ وَجَـذبٍ
تَتَعــاطى الحَيــاةَ مــالاً بِمـالِ
بَيــنَ هـذا غَـذاً يَصـيرُ المُغَـذَّى
لِحَيــاةِ الوُجــودِ حَـذوَ النّعـالِ
رُبَّ عَيـشٍ قَـد حـالَ عَيشـاً مِـراراً
وَهـوَ فـي ظُلمَـةٍ مِـنَ العِلـمِ خالِ
ذاكَ مـا قَـد تَبَلتَـعَ النّـاسُ فيهِ
ضــِدُّ آبــادٍ قَــد خَلَــونَ طـوالِ
صـــَدِّقوني بِـــأَنَّني لَســتُ أَدري
أَيُّهُـــم فَحــلُ جنَّــةٍ وَاختِبــالِ
وَاللَّــبيبُ الَّــذي يحيـر جَوابـاً
يَحسـَبُ الكُـلَّ إِسـوَةً فـي الخِبـالِ
صــانِع الكَــونِ خــالِقٌ وَعَظيــمٌ
وَحَكيـــــمٌ وَكامِــــلٌ ذو الجلالِ
منـذُ صـُنع الوُجـودِ أَودَعَـهُ الخا
لِــقُ ســرَّ الحَيــاةِ غَيـرَ مُنـالِ
وَجبـــة مــرَّة رَصــينُ اِنتِظــامٍ
ثُــمَّ مـرّاً يَجـري طَليـقَ اعتِقـالِ
جِــدَّةُ الخَلــقِ لَـو فَكَّـرت مَلِيّـاً
صــورَةُ الحَــقِّ عِنـدَ رَبِّ الكَمـالِ
هكَــذا تَـركُ النـاسِ غَفلاً ضـياعاً
فيــهِ نَقــضٌ لِحِكمَــة المُتَعـالي
وَيَظُـــنُّ الأغــرارُ ذلِــكَ يُــزري
خُلُــقَ العِلــمِ إِنَّهُــم فـي ضـَلالِ
ذاكَ مـا العَقـلُ يَصـطَفيهِ قَبـولاً
ثُمَّـةَ العِلـمُ وفـقَ مَبـدا اِتِّصـالِ
إِنَّ هــذا إِن كُنــتَ تَســأَلُ حَقّـاً
لَهــوَ الحَــقُّ فَــانتحلهُ وَغــالِ
وَاللَّـبيبُ اللَّـبيبُ مَـن خافَ يَوماً
وَاِتَّقـى اللَّـهَ فـي جَميـلِ الفعالِ
وَاِنتَحــى تَوبَــةً إِذا زَلَّ يَرجــو
فــي زَوالِ الحَيـاةِ حسـنَ المـالِ
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إدهالملقب بالملاط.شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان)، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.!ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد.ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا.له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط).