
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعــاني أَجـرعِ الغَمّـا
فَجَفنــي بِالأَســى نَمّـا
وَخلانــــي أصـــيحابي
وَسـَهمُ الغَـدرِ قَد أَصمى
فَلَـم أبصـر أَخـاً يُرجى
وَلا خــــالاً وَلا عَمّـــا
وَجَـدَّ الـدَّهرُ فـي قَهري
يحــثُّ الهِمَّــةَ الشـَّمَّا
ســَقاني جُرعَــةً مَــرَّت
دَعَتنـي بَعـدَها السـمّا
رَأَيـتُ النـاسَ تَخشـاني
كَــأَنّي وَأَبــي الحمّـى
فَلا أَدري أَحَيّـــاً بِــتُّ
أَم ميتــاً قضـى ظُلمـا
أَرى بَينـي وَبَينَ البُؤسِ
وِدّاً طافِحــــاً يَمَّـــا
أَمــا مِــن مُفسـِدٍ واشٍ
ســَعى بِالوَشـي مُهتَمّـا
فَخَلّــى ودّنــا شــَملاً
شـَتيتاً لَـن يَـرى لَمّـا
يَمينـاً حـارَ عَقلـي في
حَيــاةٍ تُشـبِهُ الحُلمـا
أَرى فيهـا مِـن الأَضدادِ
مــا يَسـتَوقِفُ الفَهمـا
أَعــاجيبٌ قَضــَت مِنّــي
شــُؤوناً بِــالأَذى جُمّـا
فَــبي كَالضــَّربِ آلامـاً
وَمــا مِـن ضـارِبٍ هَمّـا
وَكَالتَّجريــحِ أَوجاعــاً
وَمـا مِـن جـارِحٍ أَدمـى
وَكَالنّيرانِ تَشوي الروحَ
ثُــمَّ اللَّحـمَ وَالعظمـا
وَلا نــــارٌ وَلا جَمـــرٌ
وَلا مـا يُشـعِلُ الفَحمـا
وَكـــالأَدواءِ أَعراضــاً
تُـذيبُ الصـَّخرَةَ الصـَّمّا
وَمــا مِـن عِلَّـةٍ تُشـكى
لِطِــبٍّ يُــبرئُ السـُّقما
وَكَــالأَغلالِ فــي جِسـمي
وَلَـم أَحمِـل بِـهِ دُهمـا
وَعَقـــلٌ ذاهِــلٌ ســاهٍ
ســـَجينٌ موثــق رَمَّــا
كَــأَنِّي غَيــرُ مَوجــودٍ
وَمَوجــودٌ قَــد اهتَمَّـا
أشـُكُّ اليَـومَ بـي حَتّـى
وجــودي خِلتُــهُ وَهمـا
فَقَبلـي لَـم يَكُـن سـِجنٌ
يعـمُّ الـرّوحَ وَالجِسـما
حَـبيسُ الـرّوحِ عَـن حِـسٍّ
وَفِكــرٍ ســرَّ أَو غَمّــا
وَعَــن حِفـظٍ وَعَـن ذِكـرٍ
وَعَـن حُكـم وَلَـو مهمـا
حَـبيسِ الفِعلِ ثُمَّ النُطقِ
لا حَتّــــى وَلا أَمّــــا
وَلا ســــَمعٌ وَلا شـــَوقٌ
وَلا لَمــــسٌ وَلا شـــَمَّا
قــوى مَحبوسـَةٌ جَمعـاء
مِمّـــا خَــصَّ أَو عَمَّــا
فَعــــالٌ وَاِنفِعـــالات
وَلا حريـــــة ثَمَّــــا
وَحَســـّاس جَمــادٌ فــي
زَمــانٍ واحِــدٍ حُكمــا
مقــودٌ غَيــر مُختــار
كَـــأَنّي آلَـــةٌ صــَمّا
إِذا مـــا حَشــرةٌ أَزَّت
عَرَتنــي هِــزَّةٌ رُغمــا
وَإِن صـَرَّ الـذُّبابُ الغَث
ثُ صــَرَّت أَضــلُعي مِمّـا
وَيَـأتيني البُكـا عَفواً
وَيعصـيني البُكـا لَمّـا
وَلا أَسـطيعُ جَـذبَ النَّـف
سِ عَـن ضـحكٍ بِـيَ اِئتَمّا
وَلا أَقــوى عَلــى ضـحكٍ
إِذا يَمَّمتُــــهُ أَمّـــا
وَحــالٍ كَـالغِنى شـَكلاً
بِفَقـــرٍ مــدقعٍ نَمّــا
طَعـــامٌ شــائِقٌ حلــوٌ
وَلكِــن مَـرَّ لـي طَعمـا
وَنَـــومٌ دونَ تَهـــويمٍ
تَــراهُ أعينــي حَتمـا
شـُؤونٌ لَـو رَواها الحُر
رُ نـالَت سـَمعَ مَـن صُمّا
وَقــالوا جنَّــةٌ عـاثَت
بِعَقلـي فَـاِلتَوى رَقمـا
وَقـالوا إِنَّمـا القِسـّي
سُ فيــهِ نــافِعٌ حَسـما
خُرافــــاتٌ وَأَوهـــامٌ
تَعيـبُ العَقـلَ وَالعِلما
وَقـــالوا أَنَّـــهُ داءٌ
لِأَعصــابي قَــدِ انضـَمَّا
وَمِنهُـم مَـن رَأى شـَيئاً
وَلا كَنَّــــى وَلا ســـَمَّى
فَهـذا النـزرُ مِمّـا بي
عَلـى مـا اسطَعتُهُ نظما
وَلا ارتــــادَ لِلأَيّـــا
مِ تمـــديحاً وَلا ذَمّــا
فَـذا حَظّـي مِـنَ الدُّنيا
فَــدَعني لا تَــزِد عَمّـا
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إدهالملقب بالملاط.شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان)، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.!ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد.ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا.له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط).