
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا الأرحبِـــيُّ وَلا ســـَليلُ العيــدِ
أَدنــاكَ مِـن بَـرَدى غـداةَ العيـدِ
حملتــكَ أَنفـاسُ البخـارِ تُثيرُهـا
لَهَــواتُ مُتَّقِــدِ الغَليــلِ عَميــدِ
حَـــرّانُ صــادٍ غَيــرَ أَنَّ شــِفاءَه
بِالنــارِ لا بِالسَّلســَلِ المَــورودِ
عـالي الجِـدارِ مِـنَ الصَّفيحِ مُلَملمٍ
كَالحِصـنِ مِـن زُبَـرِ الحَديـدِ مشـيدِ
القـاطِرُ النّـارِيُّ قَيـدَ الطَّـرفِ في
غُلَــواءِ ثَــورَةِ شــَوطِهِ المُريــدِ
المُســتَعِزُّ عَلــى اليَفـاعِ بِمـارِجٍ
نـــارٍ تَســعرُ غَيــرَ ذاتِ خُمــودِ
وَالمُســـتَقِلُّ عَلـــى قُعِــيٍّ حُفَّــلٍ
مــن نجــره عَبـلِ الوشـائِج سـودِ
كَالقـائِدِ المِغـوارِ فَوقَ الطِّرف في
صــَدرِ الطَّليعَــةِ لَيـسَ بِالرعديـدِ
كَالأَشــعَثِ البَــدَوِيِّ قــائِدِ غـارَةٍ
غَـزواً عَلـى اليَعبـوبِ غَيـرَ لَهيـدِ
يَخزو الرِّياحَ مَتى تَرامى الغَليُ في
حُجُــراتِ غــور أُتــونِهِ الأخـدودي
كَــالبَرقِ تَصــحبُهُ البُـروقُ مُظَلَّلاً
بِغَمــامِ لَيــلِ دُخــانِهِ المَمـدودِ
يَحـدو لَـهُ حـادي اللَّظـى وَيَقـودُهُ
فَــاعجَب لَــهُ مِــن قـائِدٍ وَمَقـودِ
يَقتــادُ مُعتَزِمــاً قِطــارَ حَوافِـلٍ
عَجِلاً ثِقــالاً لَــم تَكُــن بِــالقودِ
قُــورٌ بِشــاكِلَةِ القِبــابِ يَجُرُّهـا
طــودٌ بِشــَكلِ الجوســق المَعقـودِ
فَتخــالُ جامِـدَةَ الجِبـالِ سـَوائِراً
فَـوقَ الجِبـالِ وَفـي صـُدورِ البِيـدِ
وَتَــرى عُكاظـاً فـي رَفيـعِ بِنـائِهِ
جــدَّ المَســيرَ عَلـى سـُراطِ حَديـدِ
أَو طـورَ سـينا فـي ضـَبابِ غَمـائِمٍ
يَــومَ الكَليــمِ وَقاصــِفاتِ رعـودِ
يَعــدو فَيَجتـاب التَّنـائِفَ نافِـذاً
كَالســـَّهمِ بَيــنَ أَعِقَّــة وَريــودِ
يُــدني قصـيَّ الغـاي غَيـرَ مواكـلٍ
لَيــسَ البَعيـدُ وَقَـد عَـدا بِبَعيـدِ
مــاضٍ فَمــا عـرفَ الكَلالَ وَلا شـَكا
عَــرَّ المغــابِنَ أَو نِقــابَ جُلـودِ
لا الشــَّمسُ صــامِخَةً تَــرُدُّ عِنـانَهُ
يَومــاً وَلا ظُلُمــاتُ لَيــلٍ مــودي
يطـوي الضـِّياءَ عَلى الظَّلامِ مُغامِراً
طَــيَّ الصــَّحائِفِ أَو كَطَــيِّ بُــرودِ
وَالبِــدعُ أَنَّ فَــتىً الــفَّ يَسوسـه
فَــــذّاً فَيَكفيــــه طلابَ مزيـــدِ
طـوراً يَخُـدُّ مِـنَ الثُّلـوجِ شـَوامِخاً
شـــُمّاً وَطــوراً راســِياتِ جَليــدِ
يَغـدو نَضـيدُ الثَّلـجِ جِلبابـاً لَـهُ
وَالنّــارُ فـي الأَحشـاءِ ذاتُ وقـودِ
يـا رُبَّ يَـومٍ فَـوقَ صـوفر قَـد بَدا
وَالريــحُ نـادَت بِالسـَّحائِبِ جـودي
كَكَتيبَــــة زِنجِيَّــــة مَلمومَـــةٍ
فـــي قُبطُـــرِيٍّ ناصـــِعٍ مَســرودِ
إيـهٍ وَلَيـلٍ فـي المُـروجِ سـَرى بِهِ
وَالــدُّجن قَيَّــدَتِ الــدُّجى بِقُيـودِ
فَحَســبتُ ســارينا المفحّـم قطعَـةً
مِــن زَورِ ذاكَ الحِنــدِسِ المَصـفودِ
حَتّـى اِنتَحـى فيـهِ الصَّديعَ وَأقبَلَت
أَقــوامُ قَيصــَرَ ناشــِراتِ بُنــودِ
فَــوَقَفتُ مِــن جَنّـاتِ جِلّـقَ مَوقِفـاً
قــادَ النَّعيـمَ إِلَيـكَ غَيـرَ شـرودِ
وَوَثقــتُ مِـن فِـردَوس عَـدنٍ بِالَّـذي
ذكــرَ الأَيمَّــةُ مِــن نَعيـمِ خُلـودِ
يَكفـي مِـنَ الـدُّنيا دِمَشـقاً أَنَّهـا
مِنهــا بِمَوضــِعِ حِليَــةٍ مِـن جيـدِ
وَكَأَنَّهــا وَجَمــالُ حُــوّ رِياضــها
خــالٌ بِخَــدِّ المَشــرِقِ المَــورودِ
لَيـتَ الزَّمـانَ قَضـى لِجَفني أَن يَرى
رَحباتِهــا وَاِحتَــزَّ حَبــلَ وَريـدي
وَكَفــاكَ أَنَّـكَ قَـد نَزَلـتَ شـعابها
فَحَللـــتَ أَطيَــبَ تُربَــةٍ وَصــَعيدِ
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إدهالملقب بالملاط.شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان)، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.!ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد.ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا.له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط).