
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَيــلٍ تَكــادُ الكَـفُّ تلمـسُ جِلـدَهُ
تَرامَـت بِـهِ الظلمـاءُ سُدلاً عَلى سُدلِ
سـَرَيتُ بِـهِ لَـم أسـتَخِر غَيـرَ صـاحِبٍ
مِـنَ الهِنـدِ يرضي كُلَّ شَيءٍ سِوى خذلي
تَـرى الجَـوهَرَ الهِندِيَّ في مَتنِ نَصلِهِ
يَـدُبُّ دَبيـبَ النّمـلِ في مَدرَجِ النّملِ
بيهمـاءَ لَـم أسـمَع بِارجـاءِ جَوِّهـا
ســِوى اِطحَــلٍ يَعـوي لِعاوِيَـةٍ طُحـلِ
وَارقَـط رابـي المتن مُستَحصَد الشّوى
كَقَنطَــرَة البـاني عَلـى عُمُـدٍ عَبـلِ
خَفيـفٍ ضـَبور الـوَعثِ تَنفي مَتى عَدا
يَـداهُ الحَصـى كَالمُستَطيرِ مِنَ النَّبلِ
هريــتٍ لــه شــدقان مثـلُ مَغـارة
وَوَجـهٌ عَلَيـهِ شـارَة الغَـدرِ وَالخَتل
مُفَطّــحُ مــا بَيـنَ المَسـائِحِ باسـِلٌ
باســــجرِ حملاقٍ وَكالِحَـــةٍ عُصـــلِ
فَزَمجَــر لمـا اسـتافَ ريـحَ فَريسـِهِ
وَزفَّ عَلـى المِعـزاءِ فـي خِفَّةٍ الرّألِ
فَقُلـتُ رُوَيـداً يـا أَبا الأبرد اِتَّئد
فَلَـم يَـكُ قـوتُ النّمرِ صَمصامَةً مِثلي
فَجاشـَت بِـهِ جَيّاشَةُ الحِقدِ ما ارعَوى
وَأقبَـلَ مِثـلَ السـَّهمِ مِرجَلَـهُ يَغلـي
فَصــادَمَهُ فــي هِمَّـةِ النَّجـمِ ماجِـدٌ
يَـرى أَنَّ عِبـءَ العـارِ شَرٌّ مِنَ القَتلِ
تنمّــر فَاِستَأســَدتُ لكِــن بِمَــأزِقٍ
عَلـى غَيـرِ صُمِّ المروِ ما وَقَعَت رِجلي
هَــوَيتُ عَلَيــهِ بِالمَهنَّــدِ فَــالقى
بِصـَرّاء أبلَـت بِـالجرازِ كَمـا يبلي
فَلَـم يَبـقَ إِلّا مقبِـضُ النَّصلِ في يَدي
فَقُلـتُ لِزَنـدي أَنـتَ أمضى مِنَ النَّصلِ
وَلَــم تَــكُ إِلّا لَمحَــةٌ ثُــمَّ ضـَمَّنا
عِنــاقٌ كِلانــا فيـهِ مُعتَنِـق الصـَّلِّ
فَمِلـــتُ عَلَيـــهِ آخِـــذاً بِمقــذّهِ
بِكَـفٍّ وَأخـرى بَيـنَ لَحيَيـهِ كَالكَبـلِ
وَمنّـــا بِأرجـــاءِ الفَلاةِ زَمــاجِرٌ
دَوِيَّ هَزيـمِ الرَّعدِ في العارِضِ الوَبلِ
فَمـا زِلـتُ أَن فَرَّجـتُ شدقَيهِ فَارتَمى
وَخــارَ خَـواراً هَـزَّ مُرتَكـز السـَّهلِ
فَــألقَيتُهُ شـَطرَين مِـن عِنـدِ حَلقِـهِ
إِلى حَيثُ وَصل الجيدِ بِالكاهِلِ العَّبلِ
وَفـي الأَرضِ مِـن أَزل العِـراك وَبَأسِهِ
تَبَيَّــنُ كَالأُخـدودِ فـي عُقَـدِ الرَّمـلِ
فَبـاتَ رَوِيَّ الغـلِّ مِـن منهـل الرّدى
أَبو الأبرَدِ العاتي وَفاز أَخو الشّبلِ
وَقُمــتُ فَأعــدَدتُ المُــدى وَسـَلَختُهُ
وَأقلَعـتُ عَنـهُ أنفـضُ النَّعلَ بِالنَّعلِ
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إدهالملقب بالملاط.شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان)، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.!ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد.ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا.له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط).