
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمـا لِلفَـتى فـي العَيشِ مِن نَكَدٍ بُدُّ
فَيَحيـا وَلَـو يَومـاً وَلَيـسَ لَـهُ ضـِدُّ
أسـىً كُـلَّ يَـومٍ تِلـوَ مُعتَـركِ القِلى
يُســـاوِرُهُ جُهـــدٌ وَيَصــحَبُهُ جُهــدُ
وَلِلمَــرءِ مِـن جَلّـى أَمـانيهِ هـاجِسٌ
يُخَفِّـفُ مِـن عِبـءِ النَّـوائِبِ ما يَبدو
يَـبيتُ مِـنَ الآمـالِ فـي ثَـوبِ طـامِعٍ
إِذا مـا عَفـا قَصـدٌ يجِـد لَـهُ قَصـدُ
يَـرومُ صـَفاءُ العَيـشِ مِـن عِندِ دَهرِهِ
وَيَجهَــلُ أَنَّ العَيـش لَيـسَ لَـهُ عِنـدُ
فَمـا تملِـك الأَيّـامُ مِـن نَفسِها رِضىً
وَلا خُلُــقُ الأَيّـامِ مِـن عَهـدِهِ الـوُدُّ
لِكُـلِّ امـرئٍ فـي العَيـشِ حَـظٌّ يَنالُهُ
فَــذا حَظُّــهُ صــابٌ وَذا حَظُّـهُ شـَهدُ
فَقَـد يسـلمُ الخِـبُّ اللَّئيمُ مِنَ الأَذى
وَيَشـقى بِتَبريحِ الرَّدى الأَروَع الجعدُ
فَمـا فـي محـالِ الدَّهرِ لِلحِلمِ منزعٌ
وَلا لِلعَــوادي فــي تَلَوُّنِهــا حَــدُّ
هَـبِ الـدَّهرَ أعطـى الحُـرَّ آجِلَ حِلمِهِ
بِعــاجِلِهِ فَــالحِلمُ يَصــرَعُهُ الجِـدُّ
فَلَيـسَ مِـنَ المَقـدورِ لِلمَـرءِ مُنقِـذٌ
وَلَـو أَنَّ أجنـادَ السـَّماءِ لَـهُ جُنـدُ
وَمـا يَرتَجـي مِـن طـائِلِ العَيشِ رَبُّهُ
وَحـــاذِرهُ نَقـــدٌ وطيّبـــهُ وَعــدُ
إِذا كانَ عَيشُ المَرءِ وَقفاً عَلى الأَسى
فَأنكـدُ لَزبـاتِ الحِمـامِ هُـوَ الرّغدُ
وُقيــتَ الـرَّدى إِنَّ الخطـوبَ كَـثيرَةٌ
نَظـائِرُ تخـدي بِالمَكـارِهِ أَو تَعـدو
وَلكِــنَّ بِالإِســكَندَرِ الخَطــبَ واحِـدٌ
تَلَظَّــت لَــهُ الأَرواحُ لَيـسَ لَـهُ نِـدُّ
فَمــا قَبــلَ مَنعــاهُ مُصـابٌ نُجلُّـه
وَإِن جَلَّــــت الأَرزاءُ كَلّا وَلا بَعـــدُ
مُصـابٌ عَلـى العِلمِ الوَثيقِ اِنقِضاضهُ
وَفــي مهــجِ الآدابِ مِـن وَقعِـهِ حَـدُّ
فَلَو كانَ يَحيا المَرءُ بِالعِلمِ خالِداً
لمـا ضـَمَّ رِزق اللَّـهِ فـي زَمَـنٍ لحدُ
وَلَــو رَدَّ آسٍ قَبلــه رائِدَ الــرَّدى
بِـوَفرِ النُّهى وَالخُبرِ لَم يُعيهِ الرَدُّ
ولَـو أَنَّ حمـد النّـاسِ للمـرءِ دارئٌ
أتيّـاً مـن المكـروه أنقـذه الحمدُ
وَهــذا دَليــلُ اللَّــهِ أَنَّ قَضــاءَهُ
عَلـى النـاسِ حَتـم مـا لِنافِـذِهِ صَدُّ
بَلـى إِنَّـهُ الآسـي الَّـذي زانَ عِلمَـهُ
خِلالُ العلـى وَالفَضـلُ وَالخلـقُ الجدُّ
طَويــلُ أَنـاةِ الـرّوحِ عِنـدَ عَليلِـهِ
عَلـى حُسـنِ خُلق لا الجَبانُ وَلا الصَّلدُ
رَؤوف بِــهِ عطفــاً كَـأَنَّ الَّـذي بِـهِ
مِنَ السقمِ فيهِ لا المداجي وَلا الجَعدُ
كَــثيرٌ هَزيـزِ النَّفـسِ هَمّـاً بِـبرئِهِ
فَلا شــاغِلٌ نــاسٍ وَلا ضــائِرٌ بُعــدُ
يُصـيبُ مَرامـي الـدَّاءِ ما جَسَّ نابِضاً
وَلا مَــدَّ مِــن كُــلٍّ لِصــاحِبِهِ زنـدُ
عَلـى أَنَّـهُ الجَلـدُ المحقِـقُ باحِثـاً
فَمــا فــاتَهُ عِلــمٌ وَلا خـانَهُ جـدُّ
وَمـا فيهِ مِن هَمٍّ لِذي الوَفرِ فَوقَ ما
يُصــادِفُ مِنـهُ مُعـدَمٌ مـا لَـهُ جلـدُ
يُرجـى زَوالُ السـقمِ مـا لاحَ عـائِداً
وَتُســفِرُ آمــالُ الشــفاء وَتَعتَــدُ
فَحَســبُكَ مِنـهُ مـا إِذا قـالَ قـائِل
فُلانُ أَتــى فَـالرازِحُ الـدّاءِ يَشـتَدُ
يَكــادُ يَنــالُ الـبرءَ قَبـلَ عِلاجـه
وُثوقــاً بِـهِ علمـاً يُعَـزِّزهُ الرشـدُ
فُـؤادٌ كَمـا يَذكو الضِّرامُ مِنَ الغضا
وَرَأيٌ كَمـا تَمضـي المُحَـدَّدَةُ الهِنـدُ
وَصـَدرٌ إِذا اِسـتَطلَعتَ مـا في نِصابِهِ
تَبَيَّنــتَ أَيَّ الفَضــلِ يُحـرِزُهُ الجِـدُّ
فَمِــن عَجَـبٍ أَن يَجمَـعَ العِلـمَ كُلَّـهُ
وَغـرَّ السـَّجايا وَالعُلـى رجـلٌ فـردُ
وَمــا هَمُّــهُ الأَقصــى بِـوَفرٍ مُجَمَّـعٍ
وَلكِــن ثَــوابٌ هَـمُّ مُحـرِزِهِ المَجـدُ
مُــرؤَةُ حُــرٍّ أَدَّبتــه يَــدُ النُّهـى
فَمــورِدُ غايــاتِ الكَمـالِ لَـهُ وِردُ
وَمـا بَعـضُ ما فيهِ مِنَ الفَضلِ كُلُّ ما
أَقـولُ وَلكِـن أعجَـز القـائِلَ الوجدُ
يُزاحِـمُ مـا تُملـي مَعـانيهِ خـاطِري
فَيوســِعُهُ نظمــاً فَيثقِلــهُ العَــدُّ
رَآهُ الـرَّدى حصـناً يَقي الناس غَدرَهُ
فَكـادَ لَـهُ كَيـداً أفـاقَ لَـهُ الحِقدُ
فَهَــدَّمَهُ فــي يَـومِ بُـؤسٍ دَجَـت بِـهِ
طَوالِـعُ حُسـنِ الفـالِ وَاِحتَجَبَ السَّعدُ
فَكَـم مِـن عَليـل بَعـدَهُ قابلِ الشفا
سَيَقضـي عَلـى رغـمِ الأُساةِ وَإِن جَدّوا
ســَيَبكيهِ ذو ســقم وَيَرثيـهِ ناحِـل
وَتَحمَــدُهُ الأَيّـامُ مـا بَعُـدَ العَهـدُ
وَيــذكرُهُ قَـومٌ وَقـاهُم مِـنَ الـرَّدى
عَلـى حيـنِ جَدَّ الدَّاءُ وَاِستَوثَقَ الحَدُّ
وَلا عَجَــــــبٌ إِنَّ الأُســـــاةَ قَلائِل
وَإِن كَـثروا حيـنَ العدادِ إِذا عدوا
فَمـــا لِطــبيب حَظُّــهُ وَاِجتِهــادُهُ
وَلا لأديـــبٍ مِـــن خَضــارِمِهِ ســِندُ
فَمـا اِنفَـكَّ حَيـا ثُـمَّ ميتـاً مُحَسَّداً
عَلـى الفَضـلِ مَهدُ المُعجِزاتِ لَهُ مَهدُ
أَما لَيتَما بي ما بِهِ وَهوَ في الثّرى
وَلَيـسَ بِـهِ مـا بـي وَلـي قَدَمٌ تَعدو
فَمــا كُــلُّ ذي روحٍ بِحَــيٍّ حَقيقَــةً
وَلا كُــلُّ ميــتٍ مـن يُغيبـهُ اللَّحـدُ
أَلكنــي إِلـى نَـوحٍ يُبَـرِّحُ بِـاللّهى
وَكِلنــي لِشــَجوٍ بَعـضُ بـارِدِهِ وَقـدُ
وَدونَــكَ مِنّــي باكِيــاً لَـجُّ دَمعِـهِ
إِذا جَفَّــتِ الأَنــواءُ ثـارَ لَـهُ مَـدُّ
وَحَســبُكَ مَفقــوداً حَميــداً مَصـيره
فَـإِن الكَريـمَ الـبرَّ مَوعِـدُهُ الخُلدُ
فَمــا كُــلُّ مَفقــودٍ عَزيـزٌ وُجـودُهُ
وَلا كُــلُّ مَوجــودٍ يعــزُّ لَــهُ فَقـدُ
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إدهالملقب بالملاط.شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان)، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.!ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد.ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا.له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط).