
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
البارِحَــة غَنّـى عَلـى الأَغصـان
قُمــري فهيَّــج لوعـة الحَزيـن
أَمسـى يُـرَدِّد فـي الدُجى أَلحان
تُشــجي وَتــابع بَعـدَها أَنيـن
فَحَـنَّ حَيـران الشـجي الوَلهـان
شــَوقاً إِلــى أَحبـاب نـازِحين
وَمـا جَـرَت لِـه حين بَكى أَجفان
فَمـا لَـه أَجـرى دَمعـيَ المَعين
نــادَيت لَمّـا جَـنَّ مـن ولـوعه
حَـتى أرقـص البانه شَجى سُجوعه
جفنـك لمـاذا مـا جَـرَت دُموعه
لَـو كـانَ يـا قُمري معك أَشجان
مِثلـي وَحملـك فـي الهَوى رَزين
جَــرى كَــدَمعي مَــدمعك شـَنّان
عَلـى الشـَمال تجريـه وَاليَمين
خضـبتَ يا قُمري البَنان وَالساق
وَزانَ جيـــدك طرفــك الحســن
وَصـــَفَّقت لــك راحــة الأَوراق
فـي الـرَوض وأرقَص سجعك الفنن
وَأَشـجَت مَعـاني سـجعك العشـاق
حَـتى بَكـوا مـن لوعَـةِ الحـزَن
وَأَغليـت دمعـك وَالشَجى الحَنان
مَــدامِعه تَجــري مَـع الحَنيـن
أَمــارَة الوَلهـان فَيـضُ طَرفـه
مِسـكين تلهيـه لـوَعته وَلَهفـه
مــن طـوق جيـده وَخِضـاب كَفِّـه
مـا هَكَـذا يـا سـاجِعات البان
مـن كـانَ قَلبه في الهَوى رَهين
يَرقُــص إِذا غَنّـى ثَمِـل سـَكران
وَهـو بِـدَمعِه فـي الهَـوى ضَنين
مـا لِلشـَجي العاشـِق وللـورقي
يَصـنَع بِنَفسِه ما اِشتَهى الحمام
ومــن عِشــق لا دمعتــه تَرقـى
وَلا لِقَلبِـــه يَنطَفـــي غَــرام
يَكفيــه أَشــجانه وَمـا يَلقـى
عَمَّـن وَفـى أَو خـان في الذّمام
دائِم شــَجي لا يَعـرِف السـُلوان
يَشـكي هَـوى فـي مُهجَتِـه دَفيـن
مِسـكين مـن قَلبِـه رَقيـق عشّاق
تثنيه إِلى ريم الغُويرَ الأَشواق
زيـن السـَوالِف بـابليَّ الأَحداق
نـوني الحَـواجِب سـاحِر الأَجفان
بَــدر المُحيّـا بـاهِر الجَـبين
فـي وَجنَـتيه جَنـات فـي نيران
وَطــلّ يَجــري فــوق ياســمين
مــن عشــقتِه أَمسـَيتُ لِلسـُّمّار
حَــديث يُطــرِب ذكــرى السـَّمر
وهمــتُ فـي الأَغصـان وَالأَقمـار
وَمنيــتي ذا الغصــن وَالقَمَـر
وَبــتُّ أَرقــب نســمة الأَسـحار
أَقـول عَسـى أَو ذا النسيم خبر
هَل عِلم من مزرى الدُّمى الغزلان
حيـنَ تلفـت الأَجيـاد حـور عين
غَــزال وَرَّد بِالحَيــا خــدودِه
يَهـوى الغَزال لَو يَلتَفِت بجيده
أَنـا أعشـِقه وَاهوى بأن أعوده
أَمسـى سـَمير الجـؤذري الفَتّان
وَأُعــانِقه وَالنــاس نــايمين
آهـي عَلَيـه لَـو زارَنـي أَحيان
وَلا يُطيــل الهجــر كــل حيـن
لَــو زارَنـي أَو بِالسـَلام حَيّـا
أَحيـا فُـؤادي الموجـع الجِراح
لَيـتَ البَخيـل بالوَصل وَاللُقيا
تَعَلَّـــم الإِحســـان وَالســماح
مـن جـود عـز الـدين وَالدُنيا
وَحـاتِم الجـود عَنتَـر الكِفـاح
فَريسـَته يَـومَ الهيـاج فُرسـان
هزبـر لِـه سـمر القَنـا عَريـن
أَسـَد حَمـى باسـِه حِمـى خميسـِه
طلـق المحيـا إِن حَمـي وطيسـِه
فـي مشـتَبك سـمر الرِّماح خيسه
وَأحـرف اسـمه تهـزم الشـجعان
فَيَنثَنـوا فـي الـرَّوع مُـدبرين
وَفـي وثـاقِه كَـم قـرن أَقـران
مـا عايَنوا في الناسِ له قَرين
يـا ناصـِر الـدين مفخرك أَضحى
كالشــَمس جلّا نورهــا الــدّجَن
لَــك فخــر لا يُطمـس وَلا يُمحـى
زانَــت رقــومِه صـَفحَة اليمـن
يهنيــك عيـد الفطـر وَالأَضـحى
وَعــادَت أَعيـادك مَـدى الزَّمَـن
سـألتُ مـن هُـو كل يوم في شان
علـــوَّ شــانِك دائِمَ الســنين
لا زلـت عـالي الشـان يا محمَّد
تَحمــي لَنـا مـا أسسـِه وَشـيَّد
مِــنَ المَعــالي جـدك الممجـد
لا زِلـت تَحمـي بِالقنـا المران
مــا شـادَ يَحيـى جـدُّك الأَميـن
وَفَــوقَ رأسـِهِ ترفـع البنيـان
يــا مَلـك آل الأَنـزع البَطيـن
بَقيـتَ تَشـفي المجـد إِن أَشـفا
وَتَســتَمِع شــَكوى الأخ الــوَفي
أَشـكو عَلَيـك جفنـي جَفا الإِغفا
ووجــد قَلــبي لَيــسَ يَنطَفــي
وَرمــز قــولي عنــك لا يَخفـى
مَـع الـذكا مـا يوضـح الخَفـي
فَكَـم ذَكـي قَـد كـانَ بالعنوان
مَعنـى المُعنـوَن يفهمـه يَقيـن
مِـنَ اللسـان حالي لسانه أَفصح
وَفـي التسـارير سـر لَيسَ يبرح
عَلَيـه لِسـان الحـال وَشى فَصَرَّح
كَمـا وَشـى عَـن روضـه الريحان
مــن النســائم حـول ناشـقين
وَفــاح بِهَــذا عرفهـا أَلـوان
يســجى بِهــا عشــاق شـايقين
محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين الحسيني الكوكباني.شاعر غزل، من بيت مجد وإمامة في كوكبان (باليمن)، أورد المحبي نموذجاً حسناً من شعره.كان يوصف بالعلم والعفاف، وكان شعره يفعل بالقلوب ما فعلت بفؤاده العيون.نظم (كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمين علي بن أبي طالب)، و(نظم نظام المريب في لغة الأعاريب)، و(ديوان شعر - خ) جمعه السيد عيسى بن لطف الله.