
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اليَــوم حُلّـيَ عاطـل العَليـاء
اليَـوم جـرَّ الـدَهر ذَيـل بَهاء
اليَــوم تَــوجت العُلا وَتَبَرَجـت
عِنـدَ المُنـى فـي حُلـة السَراءِ
أَوفـى الزَمـان بِعَهـدِهِ لِزَفافه
خَيـر النِسـاء لِسـَيد الخُلَفـاء
لَـم تَسـمَع الآذان قَبـل هِدائها
بِحَمامــة زُفــت إِلــى فَتخـاء
أَمثـال حَـدٍ مـا تَـرى أَم أَيكم
قَــد بُشــِرَت بِتــآلف الأَهـواء
مـا إِنَّهـا لِسـماتُ سـَعدٍ بَشـَرت
أَطيارُهـــا بِســَعادة وَنَمــاء
زُفـت إِلى بَدر العُلا شَمس الضُحى
فَتَوَســَطا فَلَكــي سـَناً وَسـَناء
كِفــآ عُلا وَســِيادة قَـد أُلِّفـا
وَمِــن السـُعود تَـألف الأَكفـاء
وَتَطابَقــا روحاهمـا فَتمازَجـا
مثـلَ اِمتِـزاج الماء بِالصَهباء
بِــاليُمن وَالاقبــال وَالسـَراء
وَســـَعادَةٍ مَوصـــولَةٍ بِنَمــاء
طَلَعـت بِـأَفلاك السـُعود نجومَها
فانجـاب لَيـل الحُـزن وَالغماء
لِلّـهِ عرسـاً يـا خَليفَـةُ إِنَّهـا
لَمســـيرة بِمـــآتم الأَعــداء
صــُنعٌ خَلَعـتَ بِـهِ عَلـى الـوَرى
حُللاً مِــن الســَراء وَالنَعمـاء
لَبسـت بِـهِ الأَيـام بُردَ جَمالها
وَتَبَرَجَـــت فــي حُلــة الخُيَلاء
لَمـا رَفعـتَ مُوججـاً نار القِرى
فيــهِ لــدانٍ وَافــد وَلنــاء
لبـاك منثـالين في عدد الدَبى
زُمــر يَضــيق بِهُـنَ كُـلُ فَضـاء
تَسـعى بِهُـم قَدمُ المُنى وَتَحثهم
حـثَّ الظمـاء إِلـى ورود الماء
حَتّـى إِذا حَلّـوا النَدى وَأَينَعَت
لَهُــمُ رِيـاض البَشـر وَالادنـاء
كَرعـوا لِحَـوض المُكرَمات كَأَنَّما
فـازوا بَعـدنٍ قَبـل وَقـت جَزاء
إِن يَكـثروا عَدَداً فَقَد أَوسَعتَهُم
صـَدراً تَضـيقُ لَـهُ فَلا البَيـداء
صـَيرتَ عاصـية المُنـى منطاعَـةً
تَلقــاكَ بِالاذعــان وَالاغضــاء
فـا أَمـر بِما تَهوى تُطعك فَإِنَّهُ
كـادَ العَـروسُ يَعـد في الأمراء
فَرقـتَ شـَمل المال مُغتَبِطاً بِما
جَمَعــتَ مِـن مَجـدٍ وَمِـن عَليـاء
وَرَفَعـتَ سـَمك المُكرَمـات بِهمـةٍ
جَـرَت مَطارِفهـا عَلـى الجَـوزاء
عظمـت فَلـم تَحفـل بِغَير عَظيمَةٍ
إِن العَظـائم مِـن حِلى العُظَماء
هَـل يَسـتَطيع جُحـود فَضلك حاسِدٌ
وَعلاكَ أَشــهر مِـن ضـِياء ذُكـاء
شـَهد النَـدى وَالبَأس أَنك واحِدٌ
فـي المَجـد دونَ مَسـاجل وَكِفاء
فَاِسـحَب ذُيولَ المُكرَمات سَوابِقاً
وَانعــم وَحيــدَ الفَضـل وَالآلاء
وَاشكر صَنيع المُستَعين المُرتَضى
ملـك المُلـوك وَسـَيدِ الرُؤَسـاء
لَقَــد اِنتَقـاكَ لِسـره وَلِجَهـره
وَحَبــاكَ ممتنــاً بِخَيـر حِبـاء
غَـرَسَ المَكارم مِنكَ في أَرض زَكَت
غَرســاً فَــأَثمر غَرسـَهُ بِوَفـاء
فَلَئن نَضــاكَ مهنــداً لِأُمــورهِ
فَلَقَــد نَضــا ذا هَبَّـةٍ وَمَضـاء
وَلَئن صـَفَوت لَـهُ فَما أَولى وَما
أَرضـاه مِـن كُـل الـوَرى بِصَفاء
أَعلاكَ قَـدراً وَاِصـطَفاكَ مَكارِمـاً
حَتّــى كَأَنــك واحِــدُ الأَبنـاء
وَكَفـاكَ تَشـريفاً وَفَخراً أن تُرى
ب الجَعفـــري مُــؤهلاً لِبِنــاء
قَصـرٌ غَـدا فيـهِ السُرور مُعرسا
يَغشــى العُيـون بِسـاطع اللألاء
تَطـأ الـدمقسَ بِأَرضـِهِ أَقدامُنا
عَوضــاً مِــن الآجـر وَالبوغـاء
وَنَــرى نَمـارق صـورة مَصـفوفة
مَوشـــيةَ الأَقطــار وَالأَرجــاء
مِـن أَبيـض فـي أَحمَر قَد أَشبَها
صـَلفَ الغـواة وَخَجلـة العَذراء
أَرض دَحاهـا حُسـنَها مِـن سـُندس
مُتَهلـــلٍ كَالرَوضــة الغَنــاء
بُنيـت عَلـى أَرض الدمقسِ ستوره
فـي خـالص العقيـان خَيرَ سَماء
لَـولا تَنـاهي حُسـنَه لَـم نَختَلف
أَنـا حَللنـا مِنـهُ فـي صـَنعاء
قُلـدت أَعبـاء الفَضائل وَالعُلا
فَـاِنهَض بِمـا قُلـدتَ مِـن أَعباء
وَتَعَلَقــت بِـكَ غَبطَـةً أَسـبابُها
كَتَعلـــق الأَفعــال بِالأَســماء
أَنـتَ الَّـذي سسـتَ الأُمور بِفطنَةٍ
نَظَــرت بِعَينــي حنكـة وَدَهـاء
طَـوراً تُـرى لينـاً وَطَوراً قَسوة
كَالــدَهر يمــزجُ شـَدَةً بِرَخـاء
فَكَأَنَّمـا الرَحمَـنُ صـاغَكَ خالِصاً
مِـن مـاء أَحكـامٍ وَنـار ذَكـاء
كَـم لَيـلِ خَطـبٍ قَـد جَلَوت ظَلامه
بِســـِهام فهــمٍ ســاطع الآراء
لَـكَ راحـة خُلِقَـت لَضـَبط أَعنـة
وَلِهَــز مرهفــةٍ وِبَــذل حِبـاء
لَـو لامَـسَ الحَجَـرُ الأَصَمَّ بنانها
لِأَذابَ قَلــب الصــَخرة الصـَماء
زَهـرت بِـوَجهِ زُهيرٍ الدُنيا كَما
راقَــت بِحِلــيٍ لَبـةُ الحَسـناء
مـا الـدَهرُ إِلّا أَدهَـمٌ أَفعـالَهُ
بجـــبينه كَــالغُرَّة الغَــرّاء
تَنــدى أَســرةُ وَجهِـهِ وَيَمينـه
فــي حالـة السـَراء وَالضـَراء
وَيَجـولُ فـي سـَطحيهِما للمُرتَجي
مـاءان مـاء نَـدىً وَمـاء حَياء
يـا بَهجَةَ الدُنيا وَزَهرَة أَهلِها
وَسـَواد مُقلَـةِ عَينِهـا الحَوراء
إِن القِيــادة خُطَـةٌ قَـد قَلَـدَت
بعلاك عِقـــدي ســُؤددٍ وَبَهــاء
فَاِسـَحب ذُيـولَ قِيـادة وَسـِيادَةٍ
كســـياك بُــردي هَيبَــةٍ وَعلاء
أَنـتَ الَّـذي أَنعثتنـي بِمَكـارمٍ
جَلَــت فَواضــلها عَـن الأحصـاء
وَكَسـَوتَني حُلَـلَ المـبرة عِندَما
كَشـَفتَني الـدُنيا فَكُنـتُ غِطائي
فَلأكســوَنَّكَ مِـن بَـدائع مَنطِقـي
حُلَلاً مُطَـــرَزَةً بتـــبر ثَنــاء
وَلأَشــكرنَّكَ مــا تَراخَـت مُـدَتي
شـُكر الرِيـاض لِواكـف الأَنـواء
أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها.وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار.ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية.ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.