
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تُريــكَ مَضـاءَ المُرهَفـات المَضـارِبُ
وَتَكشــِفُ أَســرار الأَنـام التَجـارب
بِفكـر الفَـتى يَبـدو لَـهُ كُـلُ غامِضٍ
وَتَـدنو مِـن العَقـل الأُمور العَوازب
وَمَــن جَـرّب الأَشـياء يَـزدد بَصـيرَةً
وَتَظهَــر إِلَيــهِ كُــلُ يَـومٍ غَـرائِب
وَكُـن بِمـراة الفكـر للعقـل ناظِراً
يَبــنِ لَـكَ أَن النـاس طُـرّاً ثَعـالب
يَعـد شَريفَ القَوم ذو المال لا الَّذي
قَــد أَكــدى وَإِن كُنـتُ عُلاً وَمَناسـِب
وَبِالأَصــغَرينَ المَــرءُ كـانَ مُعظَمـاً
وَمـا أَصـغراه اليَـوم إِلا المَكاسـب
فَكُــن جامِعـاً لِلمـال مُقتَنيـاً لَـهُ
يَكُــن لَـكَ ذكـرٌ فـي العُلا وَمَراتِـبُ
وَمَــن طَلـبَ الـدُنيا بِغَيـرِ دَراهِـمٍ
وَلا هِمَــةٍ تَبعــد عَلَيــهِ المَطـالب
فَهـوّن عَلَيـكَ الهَـول في جَنبِ جَمعِها
فَحَيـث يَكـون المـال ثَـمَّ الرَغـائب
وَمَـن لَـم يُخـاطر في الجَسيم بِنَفسِهِ
يَعـش مكـدياً وَالفَقـر بئس المُصاحب
فَعـش مكـدياً إِن شـئت أَو عش مُملكاً
فَلَيـسَ بِغَيـرِ المـال تَـدنو المآدب
وَمَــن لَـم يَكسـِّبه الثَـواء بِبَلـدة
ثَــراءً يَكســبهُ النَـوى وَالسَباسـِبُ
إِذا بعُــدت هِمّــات قَــومٍ تَغرّبــت
مَشــارق أَرضــيه لَــهُ وَالمَغــارب
قَريـن الفَـتى مَـرآة مَضـمره الَّـذي
تَـرى مـا طَـواه فَاِنتَقـد مِن تُصاحِب
بِأَخــدانِهِ تُــدرى خَفيّــات أَمــره
أَلَـم تَـرَ أَن الشـبهَ للشـبهِ جـاذِبُ
فَــدَع قَرنــاء السـوء لا تـدنينهم
فَمــا قرنــاء الســوء إِلّا نَـوائِبُ
أَخٌ كـانَ لـي قَـد كُنـت أَحسـَبُ أَنَّـهُ
دِلاصــي وَســَيفي ان نَحــاني طـالب
قَــرَرتُ بِــهِ عَينــاً فَلَمـا بِلـوته
إِذا هُــوَ يَبغــي عــثرَتي وَيُراقـب
وَمـن محـص الأخـوان بـالخَبَر تَنكشف
بخُـــبرهم مِنهــم إِلَيــهِ عَجــائب
وَإِنــي لَأَســتبقي صـَديقي وَإِن جَفـا
وَأَرضـى بِمـا يَـأتي بِـهِ وَهـوَ غاضب
وَلَسـت عَلـى مـا قَـد جَنـاه مُعاقِباً
وَإِن غـاظَني شـَرُّ الرِجـال المُعـاقب
بَلــى رُبَمــا أَوليتَـهُ عتـب مُشـفِقٍ
وَلَيــسَ بِمســتبقيك مَــن لا يُعـاتب
وَمَـن لَـم يَكُن يُغضي لِخلٍّ عَلى القَذى
يَعـش دونَ خِـلٍّ أَو يَمـت وَهُـوَ عـاتب
تَغَيــرَ مِــن أَصــفيته مـاء خُلَـتي
وَلا ذَنــب إِلا أَننــي فيــهِ راغِــبُ
وَمــا رابَــهُ إِلا الوَفــاء بِعــدَه
وَحَمــــلُ خِلالٍ كلهــــن مَنــــاقِب
وَقَــد كـانَ حَقـاً أَن يُراعـيَ وَدَنـا
وَلَكــن اِخــوانَ الزَمــان عَقــارِبُ
أَبــا حَســَن إِن الحَــديث مَســاقُهُ
إِلَيـكَ فَمـا هَـذي الأُمـور العَجـائب
أَتُبــدي اخــاءً ثُــم تَضــمر ضـَده
وَتُظهــرَ لــي سـِلماً وَأَنـتَ محـارِب
وَأَسـقيكَ مـاءَ الود صَفواً مِن القَذى
وَأَنــتَ لَـهُ بِالغـلِّ وَالحقـد شـائِبُ
وَيــا عَجَبــاً ضــِدانِ فيـكَ تَجَمعـا
فُــؤادك يُقصــيني وَأَنــتَ تُعــاقب
أَتنقــد أَشــعاري وَتَرقــبُ عَـثرَتي
وَأَقــربُ مِـن هَـذا إِلَيـكَ الكَـواكب
وَتُطلـق فـي نـادي ابن باقٍ بِنَقضِها
كَـأَن ابـن بـاقٍ فـي حبالـك حـاطِب
أَلــم تَتَحَقــق يــا أَخيــرقُ أَنَّـهُ
عَلَيــكَ بِاثبــات الحَقــائق واثـب
إِذا رُمــت اِخفـاء الحُقـوق بِباطِـلٍ
تزخرفــه فَــاِنظُر بِـهِ مَـن تُخـاطب
لَقَـد جئتَهـا بِلِقـاءَ كَالشـَمس شَهرةً
تُشــينك مــا خبَّــت بركـب رَكـائب
كَفـاكَ اِجتِـراءً أَن نَقـدتَ فَلـم تَجد
هُنالــك إِلّا مِــن بِســَيفي يُضــارب
مَحاسـِنُ قَـولي رُمـت اِخفـاء فَضـلِها
فَمــا أُبــتَ إِلا وَهِـيَ فيـكَ معـايب
وَعِنــدَ ثُبــوت الحَـق يَزهَـق باطِـلٌ
كَمـا تَنجَلـي عِنـدَ الصَباح الغَياهب
وَمَــن رامَ أَن يُخفـي مَحاسـن غَيـرِهِ
تلــح مِــن مسـاويه إِلَيـهِ عَجـائب
إِذا ما عَدا الإِنسان في الشَيء طَوره
تَعَــدت إَلَيــهِ بِـالغموز الحَـواجب
أَلا لَيــتَ شــعري وَالظُنـون كَـثيرَةٌ
أَخانَــك جَــدٌّ مِنــكَ أَم أَنـتَ لاعـب
أَبــت قُلــةُ الانصــاف إِلّا قَطيعَــةً
وَلَــو أَن مَـن يُبـدي الخِلافَ أَقـارِبُ
وَمَــن نـازع الأَخـوانَ يَكـثر عَـدوه
بِحَــق وَتَســتَحوذ عَلَيــهِ المَثـالِب
مَـتى لَـم يَكُن عَقلُ الفَتى هادياً لَهُ
تَضـق فـي مَسـاعيهِ عَلَيـهِ المَـذاهب
وَمَـن كـانَ مُغتابـاً صـَديقاً فَبُعـدُهُ
عَلــى كُــلِ حــالٍ لا مَحالـة واجِـبُ
يَريـــكَ عَلـــيٌّ عَفـــةً وَدَماثَـــةً
وَصـــَفو وِدادٍ جَمــرُ وَاريــهِ ذائِبُ
وَذاكَ رِيــــاءٌ كُلُــــهُ وَتَصــــنّعٌ
تَغـــذى عَلَيــهِ لا طِبــاعٌ تُناســِبُ
وَقَــد يَتَحَلّــى ذو الرِيـاء بِعـادَةٍ
فَتُحســَبُ طَبعـاً لَكـن الطَبـع ذاهـب
وَكُـــل اِختِلافٍ مُســـتَحيلٌ وَذاهِـــبٌ
يُفـارق أَهليـهِ وَمـا الطَبـع ذاهِـبُ
أَلَــم تَــدرِ أَنـي يـا عَلـيٌّ مهنـدٌ
بِـهِ مِـن شَبا الهنديّ تَفري المَضارب
وَإِن عَفـــاريت القَصـــائد مُـــرَّدٌ
لَهــا أَسـهم فـي كُـل غَيـبٍ صـَوائب
أَميــر القَــوافي بَيـنَ فَكـيَّ آمِـرٌ
إِذا شــئت لَـم يَحجبـه عَنـيَ حـاجِبُ
فَكَيـفَ عَلـى اللَيـث اِجترأت مخاطِراً
أَلَـم تَخـشَ أَن تُرديـكَ مِنـهُ مَخـالب
أَرادَ عَلـــيٌ أَن يُجـــرب ســـَيفَنا
فَهُــز عَلَيــهِ مِنــهُ أَبتَــرُ قاضـِب
أَقــول لَـهُ وَالمُقـتُ يُـزري بِعجبـه
مَـتى سـاجلت فَيـضَ البُحور المَزائب
نَقــدت عَلَينـا التـبر وَهُـوَ مُسـجرَّ
قَــد أَخلَصـَهُ مِـن نـار فكـري لاهـب
أَيـا صـَيرفيَّ الشـعر هَـذا نضـارُنا
وَهَــذي عـذارانا فَهَـل أَنـتَ خـاطب
وَيا ابن العَميدِ المُنتَضي سَيفَ نَقده
إَلَيـكَ طُلـى شـعري فَهَـل أَنـتَ ضارب
وَيـا جَعسويه اُحسنُ الَّذي قَد سَقَيتَنا
فَمثلــك حــاسٍ مــا سـَقاه وَشـارب
أإِن صـَحَ ب الفَتخاء تَشبيهنا الفَتى
زُهَيـراً بَـدَت فـي النَقد منكَ غَرائِبُ
وَطـارَت طُيـور العَجـب حَولـك سـَنحاً
وَهَبَــت عتــاق مِــن هَـواك شـَوازب
وَقُلـتَ لِمَـن حـاداكَ مِـن غَيـر فكرَةٍ
لِتَــــوهم كلاً أَن فهمـــك ثـــاقب
أَيعـزوه ب الفَتخـاء وَهِـيَ بِـذاتها
مُؤنتــة هَــذا الثَنــاء المُثـالب
وَما أَقبَح الاعجابَ في المَرء وَالهَوى
وَأَحسـَنُ مِنـهُ القَـول لَـولا المُجاوب
فَيـاذا الَّـذي عَـن قَوس إِعجابِهِ رَمى
فَخـابَت مَراميـهِ وَذو العُجَـبِ خـائب
طَغــى لَـكَ اِعجـاب هَـوى لَـكَ نجمُـهُ
إِلـى هـوةٍ فـي قُعرِهـا أَنـتَ راسـب
أَصــخ لِشـهودي ثُـمَ ان كـانَ مـدفعٌ
لَــدَيكَ فَغــالَبَني فَــإِني مَغــالِب
أَتنكـرُ مَعروفـاً هُـوَ الأَصـل عِنـدَنا
لَقَـد سـخِرت مِنـكَ الظنـون الكَواذب
أَمـا شـبُهت مِـن قَبـل ذاكَ بمثل ذا
فَحَــولٌ بَهاليــل فَكَيــفَ الصـَقالب
وَللعـرب مِـن هَـذا كَـثيرٌ وَهَـل لَنا
بِمَـن نَقتَـدي فـي الشعر إِلا الأَعارب
أَمــا قـالَ للنعمـان شـاعر قَـومِهِ
لِأَنـــك شـــَمس وَالمُلــوك كَــواكب
فَشـــبههُ بِالشــَمس وَهِــيَ لَــدَيهُم
مُؤنثــةٌ هَــل عــابَ ذَلِــكَ عــائب
وَهَــل تُنســب الأَشـياء إِلّا لفعلهـا
وَتعـــرفُ إِلّا بِالمَضــاء القَواضــب
إِذا لَـم يَكُـن فهمٌ فَما الدَرس نافِعٌ
ذَويــه وَمــا الأَفهــام إِلّا مَـواهب
وَإِذ أَنــتَ ذو نَقــدٍ صـَحيح وَدربَـةٍ
وَتِـــرب لنقـــاد الكَلام وَصـــاحب
فَــرد عَلــى مَـن قـالَ هَـذا بِحجَـةٍ
لِيعلـــم كـــل أَن خطــرَك خاضــِب
إِذا كُنـت لـي فـي مثـل هَذا مُخطِّئاً
فَكُــل صــَواب وَجهِــهِ عَنــكَ غـائب
مَـتى رُمـت أَن الصـُبح لَيل فَقَد بَدا
إِلــى كُــل ذي عَينيـن أَنـك كـاذب
الارُب أَســـرارٍ بِناديـــك حُلـــوة
فَلَمــا أَذيعــت مررتهـا العَـواقب
أَخلـت اِنتِقـاد الشـعر فَرواً ممزَقاً
مُرقِّعــه مِمَــن وَهــى مِنــهُ جـانب
رُوَيـدك يـا هَـذا فَمـا الطَيشُ معجز
وَلا العلـم مَغصـوب وَلا الجَهـل غاصب
أَمــا أَنَّــهُ لَـولا الحَيـاءُ وَأَنَّنـي
بخيمــيَ عَـن سـُبل المثـالب نـاكب
لَأَرسـلت مِـن شـَؤبوب نُطقـي صـَواعِقاً
عَلَيـــك بِأَفكــاري لَهــن ســَحائب
ســِهام قَــوافٍ لَــو لثهلانَ فَــوقَت
لَهُـدت بِهـا مِنـهُ الـذُرى وَالمَناكب
وَلَكِنَّنــي أَغضــي حَيـاءً مِـن العلا
وَأَصـفو وَإِن لَـم تَصـفُ منكَ المَشارب
وَإِنــي لَمصـدور فَـإِن كُنـت نافِثـاً
فَعــذريَ بــاد وَالظُلـوم المُطـالب
زَرَعــت وَهَــذا مـا حَصـَدت فَلا تلـمُ
وَلا تَحســـَبَنّي إِنَّنــي لَــكَ غــالب
إِذا قـادَكَ الاعجـاب بِالقَول بِالهَوى
فَلا تَتَعـــرض مِــن عَلَيــهِ يُجــارب
بَلـى هُـوَ تَوبيـخ عَلـى ذَنبـك الَّذي
يَقـومُ بِـهِ عُـذري فَهَـل أَنـتَ تـائب
أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها.وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار.ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية.ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.