
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِفـي قَبـلَ التفَـرُّقِ يا أُماما
ورُدِّي قَبــلَ بَينكــم السـَّلاما
طَرِبــتُ وشـاقني يـا أُمَّ بَكـرٍ
دُعــاءُ حَمامَـةٍ تَـدعو حَمامـا
فَبِــتُّ وَبـاتَ هَمّـي لـي نَجيّـاً
أُعــزّي عَنـكِ قَلبـاً مُسـتَهاما
إِذا ذُكِــرت لِقَلبــكِ أُمُّ بَكـرٍ
يَـبيتُ كَأَنَّمـا اِغتَبَقَ المُداما
خَدَلَّجــةٌ تَــرِفُّ غــروبُ فيهـا
وَتَكسـو المتـنَ ذا خُصَلٍ سُخاما
أَبـى قَلـبي فَمـا يَهوى سِواها
وَإِن كــانَت مودَّتُهــا غَرامـا
يَنــامُ اللَّيـلَ كُـلُّ خَلِـيِّ هَـمٍّ
وَتـأَبى العَيـنُ مِنّي أَن تَناما
أُراعِـي التالِيـاتِ مِن الثرَيّا
وَدَمـعُ العَيـنِ مُنحَـدِرٌ سـِجاما
عَلـى حيـن اِرعويتُ وَكانَ رأسي
كَــأَنَّ عَلــى مفـارِقِه ثَغامـا
سـَعى الواشـونَ حَتّـى أَزعَجوها
وَرَثَّ الحَبـلُ فاِنجـذمَ اِنجِذاما
فَلَســتُ بِــزائِلٍ مـادُمتُ حَيّـا
مُســرّاً مــن تـذكرِها هُيامـا
تُرَجِّيهــا وَقَــد شـَطَّت نَواهـا
وَمَنَّتـكَ المُنـى عامـاً فَعامـا
خَدَلَّجــةٌ لَهــا كَفَــلٌ وَبــوصٌ
يَنـوءُ بِهـا إِذا قـامَت قِياما
مُخَصـَّرَةٌ تـرى فـي الكَشحِ مِنها
عَلـى تَثقيـلِ أَسفَلِها اِنهِضاما
لَهـا بَشـَرٌ نَقـيُّ اللَّـونِ صـافٍ
وَأَخلاقٌ تَشــينُ بِهـا اللِّئامـا
وَنَحــــرٌ زانَـــهُ دُرٌّ حَلـــيٌّ
وَيــاقوتٌ يُضــَمِّنُهُ النِّظامــا
إِذا اِبتَســَمت تَلألأَ ضـَوءُ بَـرقٍ
تَهَلَّـلَ فـي الدجُنَّـةِ ثُـمَّ داما
وَإِن مـالَ الضـَّجيعُ فَـدِعصُ رَملٍ
تَـداعى كَـأَنَّ مُلتَبِـداً هَيامـا
وَإِن قــامَت تأمَّـلَ مَـن رآهـا
غَمامَــةَ صــَيفٍ وَلجَـت غَمامـا
وَإِن جَلسـت فَدُميَـةُ بَيـتِ عيـدٍ
تُصــانُ فَلا تُــرى إِلا لِمامــا
إِذا تَمشـي تَقـولُ دَبيـبَ سـَيلٍ
تَعــرَّجَ ســاعَةً ثُـمَّ اِسـتَقاما
فَلَـو أَشـكو الَّذي أَشكو إِلَيها
إِلـى حَجَـرٍ لراجَعنـي الكَلامـا
أُحِــبُّ دنُوَّهــا وَتحِــبُّ نَـأيي
وَتَعتـامُ الثناءَ لَها اعتِياما
كَــأَنّي مِــن تَــذكُّرِ أُمِّ بَكـرٍ
جَريــحُ أَســِنَّةٍ يَشــكو كِلامـا
تَسـاقَطُ أَنفُسـاً نَفسـي عَلَيهـا
إِذا ســَخِطت وَتغتَـمُّ اِغتِمامـا
غَشــيتُ لَهـا مَنـازِلُ مُقفِـراتٍ
عَفَــت إِلا أَياصــِرَ أَو ثُمامـا
وَنؤيــاً قَــد تَهَـدَّمَ جانِبـاهُ
وَمَبناهـا بِـذي سـَلَمِ الخِياما
كَـــأَنَّ البختَريَــةَ أم خِشــفٍ
تَرَبَّعَــتِ الجُنَينَــةَ فالسـلاما
تَطـوفُ بِواضـِحِ الذِّفرى إِذا ما
تَخَلَّــفَ ســاعَةً بغمـت بُغامـا
صــِليني واِعلمـي أَنّـي كَريـمٌ
وَأَنَّ حَلاوَتــي خُلِطَــت عُرامــا
وَأَنّـــي ذو مدافعــةٍ صــَليبٌ
خُلِقـتُ لِمَـن يضارِسـُني لِجامـا
فَلا وَأَبيــك لا أَنســاكِ حَتّــى
تُجـاوِرَ هامَتي في القَبرِ هاما
لَقَـد عَلِمـت بَنـو الشَّدّاخِ أَنّي
إِذا زاحَمـتُ اِضـطَلِعُ الزِّحامـا
فَلَسـتُ بِشـاعرِ السَّفسـافِ مِنهم
وَلا الجـاني إِذا أشـِرَ الظَلاما
وَلَكِنِّــي إِذا حــارَبتُ قَومــاً
عَبــأتُ لَهُــم مـذكرةً عُقامـا
أَقِـي عِرضـي إِذا لَم أَخشَ ظُلماً
طَغـامَ النـاسِ إِنَّ لهَـمُ طَغاما
إِذا مـا البَيتُ لَم تُشدَد بِشيءٍ
قَواعِـدُ فرعـه اِنهَدَمَ اِنهِداما
ســأُهدي لابــنِ ربعـيٍّ ثَنـائي
وَمِمّـا أَن أَخـصَّ بِـهِ الكِرامـا
لعِكرِمــةُ بـنُ رَبعـيّ إِذا مـا
تَسـاقا القَومُ بالأَسَلِ السِّماما
أَشــَدُّ حَفيظَـةً مِـن لَيـثِ غـابٍ
تَخـالُ زَئيـرَهُ اللجبَ اللُّهاما
أَخـو ثِقَـةٍ يُرى بَيني المَعالي
يَضـيمُ وَيَحتَمـي مِـن أَن يُضاما
يَــرى قَـولاً نَعَـم حَقّـاً عَلَيـهِ
وَقَـــولاً لا لِســائِلِهِ حَرامــا
فَـــتى لا يَـــرزأُ الخُلانَ إِلا
ثَنـاءَهُم يـرى بِالبُخـلِ ذامـا
كَــأَنَّ قــدورَهُ مِـن رأسِ ميـلٍ
عَلــى عَليـاءَ مشـرفَةٍ نَعامـا
تَظَـلُّ الشـارِفُ الكَومـاءُ فيها
مُطبَّقَـــةً مَفاصــِلُها عِظامــا
يُحَــسُّ وَقودُهـا بِعِظـامِ أُخـرى
فَلا ينفــكُّ يَحتَــدِمُ اِحتِـداما
كَــأَنَّ الطـائِفينَ بِهـا صـَوادٍ
رأت رِيّــا وَقَـد وردت هُيامـا
لَـو اَنَّ الحَوشـبينِ لَـهُ لَكانا
لمــن يَغشـى سـُرادِقَهُ طَعامـا
لَقَـد جارَيتُمـا يا ابنَي رُوَيمٍ
هَزيـمَ الغَـربِ يَنثَلِـمُ اِنثِلاما
يُقَصــِّرُ ســَعيُ أَقــوامٍ كِـرامٍ
وَيـــأبى مَجــدُه إِلا تَمامــا
لَــهُ بَحــرٌ تَغَمَّــدَ كُـلَّ بَحـرٍ
فَمـا عـدلَ الدَّوارِجَ وَالسناما
يَـرى لِلضـَيفِ وَالجيـرانِ حَقّـاً
وَيَرعـى فـي صـَحابَتِهِ الذِّماما
إِذا بَـرَدَ الزمـانُ أَهـانَ فيهِ
عَلى المَيسورِ وَالعُسرِ السَّواما
يُسـابِقُ بـالتلادِ إِلى المَعالي
حِمـامَ النَّفـسِ إِنَّ لَهـا حِماما
أَغَــرُّ تَكَشــَّف الظلمـاء عَنـهُ
يَعِــزُّ مِـن المَلامَـةِ أَن يُلامـا
نَمـا ونمـت بهـم أَعـراقُ صِدقٍ
وَحــيٌّ كــانَ أَوَّلُهــم زِمامـا
كَـأَنَّ الجـارَ حيـنَ يَحـلُّ فيهم
عَلـى الشُمِّ البَواذِخ مِن شَماما
يُقيمـونَ الضـرابَ لِمَـن أَتاهُم
وَنـارُ الحَـربِ تَضطَرِمُ اِضطِراما
هُـوَ المُعطـي الكِرامَ وَكُلَّ عَنسٍ
صـَموتٍ فـي السُّرى تَقِصُ الأَكاما
وَخِنذيــذٍ كَمَرِّيــخِ المُغــالي
إِذا مـا خَـفَّ يَعتَـزِمُ اِعتِزاما
طَويـلِ الشـخص ذي خُصـَلٍ نَجيـبٍ
أَجَــشّ تَقُـطُّ زفرتُـه الحِزامـا
فَلَــم أرَ سـوقةً يُربـي عَلَيـهِ
بِنــائِلِهِ وَلا مَلِكــاً هُمامــا
المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عامر بن ليث.من شعراء الحماسة، وهو ليثي من ليث بن بكر، يكنى أبا جهمة من أهل الكوفة في عصر معاوية وابنه يزيد.ولقد اختار أبو تمام قطعتين من شعره إحداهما:نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلواوقال الآمدي: هو صاحب البيت المشهور:لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيمشهد أيام معاوية ويزيد ومدحه، ومدح عدداً من الأمراء منهم سعيد بن العاص أمير المدينة وعبد الله بن خالد بن أسيد أمير الكوفة وغيرهم.وأغلب الظن أنه توفي سنة وفاة عبد الملك بن مروان أي سنة (85هـ) وكان بينه وبين الأحظل مساجلات دلت على فطنة، وذكاء متوقد، وشعر جزل رائق رائع.ولم يكن من أسرة معروفة مشهورة، لذلك حجبت أخباره وسيرته ولم يصلنا إلا القليل ومع ذلك نرى ابن سلام جعله في الطبقة السابعة من الإسلاميين وهم أربعة:1- المتوكل الليثي 2- زياد الأعجم 3- يزيد بن مفرغ الحميري 4- عدي بن الرفاع.وهذا يظهر لنا أن المتوكل كان مشهوراً في عصره، خاصة في الكوفة، وكان ذا مكانة بين الشعراء، وأدل شيء على ذلك مساجلاته مع الأخطل.