
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رَيـط هَل لي عِندَكُم نائِل
أَم لا فَــإِنّي مِـن غَـدٍ راحِـلُ
لا يَــكُ مـا مَنَّيتِنـا بـاطِلاً
وَشـَرُّ مـا عيـشَ بِـهِ الباطِـلُ
أَفـي لـودّي فاِصـرُمي أَو صِلي
أَو لِتلادي لَكــــمُ بــــاذِلُ
يـا رَيـط يـا أُختَ بَني مالِكٍ
أَنــتِ لِقَلــبي شــُغلٌ شـاغِلُ
إِنَّ مِلاكَ الوَصــلِ أَن تَفعَلــي
مـا قُلـتِ إِنَّ المُوفيَ الفاعِلُ
دومِـي عَلى الوُدِّ الَّذي بَينَنا
لا يَقُــلِ الهُجـرَ لَنـا قـائِلُ
بِــوَحي لا أَو بنعــم إِنَّمــا
مَطلُــكِ هَــذا خَبَــلٌ خابِــلُ
أَو أَيئِسـينا إِنَّ مـن دونِكُـم
وَحشـاً يَـرى غرَّتَهـا الخاتِـلُ
فَــإِنَّ فـي لا أَو نعـم راحَـةً
إِنّـي لمـا اِسـتَودعتِني حامِلُ
لَـم يَبـقَ من رَيطَةَ إِلا المُنى
عاجِلُهـــا مســتأخِراً آجِــلُ
لَيـتَ الَّـذي أَضـمَرتُ مِن حُبِّها
يَنحَـــلُّ أَو يَنقُلُــه ناقِــلُ
كُلِّفهـــا قَلــبي وَعُلِّقتُهــا
وَلا يُــرى مِــن وُدِّهـا طـائِلُ
يـا أسـمَ كـوني حَكَماً بَينَنا
عَــدلاً فَـإِنَّ الحَكَـمَ العـادِلُ
مَـن هـوَ لا مُفشي الَّذي بَينَنا
يَومـاً مِـن الـدَّهرِ وَلا باخِـلُ
فَلـم تُثِـب أُخـتُ بَنـي مالِـكٍ
وَلَـم تَجُـد لـي بِالَّـذي آمُـلُ
لا هــيَ تَجزينـي بِـوُدّي لَهـا
وَلا امـرؤٌ عَـن ذِكرِهـا ذاهِـلُ
لِســانُها حُلــوٌ وَمعروفُهــا
حَيــثُ يَحُـلُّ الأَعصـَمُ العاقِـلُ
يــا رَيـطَ هَـل عِنـدَكُم دائِمٌ
إِنّــي لمــن واصـلَني واصـِلُ
كَـم لامَنـي يـا رَيطَ مِن صاحِبٍ
فيـك وَبَعـضُ القَـومِ لي قائِلُ
وَعــاذِلٍ قُلــتُ لــه ناصــِحٍ
نَفسـَكَ أرشـد أَيُّهـا العـاذِلُ
فَقـالَ لـي كَيـفَ تصابي امرئٍ
وَالشــَّيبُ فـي مَفرِقِـهِ شـامِلُ
رَيطَـةُ لَـو كُنـتَ بِهـا خابِراً
آنِســــَةٌ مجلِســـُها آهِـــلُ
مِثـلُ نـوارِ الوَحشِ لَم يَرمِها
رامٍ مِــن النــاسِ وَلا حابِـلُ
مِثـلُ مَهـاةِ الرَّمـلِ في رَبرَبٍ
يَتبَعُهـــا ذو جُــدَّةٍ خــاذِلُ
أَصــيلَةٌ يألفُهـا ذو الحِجـى
وَيَتَّقيهــا البَــرَمُ الجاهِـلُ
فــي كُـلِّ مُمسـى منهـم زائِرٌ
لا شــَنأُ الــوَجهِ وَلا عاطِــلُ
يَعتَســِفُ الأَصـرَمُ مِـن دونِهـا
أَغـبرَ مَرهـوبَ الـرَّدى ماحِـلُ
هَـل أَنـتَ إِن رَيطَـةُ شَطَّت بِها
عَنـكَ النَّـوى مِـن سـَقَمٍ وائِلُ
أَقفـرَ مِـن رَيطَـةَ جَنبـا مِنّي
فـالجِزعُ مِـن مَكَّـةَ فالسـاحِلُ
إلا رُســوماً قَـد عَفـا آيُهـا
مَعروفُهـــا مُلتَبِــدٌ ناحِــلُ
كَــأَنَّ دارَ الحَـيِّ لَمّـا خَلَـت
غَربَــل أَعلـى تُربِهـا ناخِـلُ
مـن نَسـجِ ريـحٍ درجَـت فوقَها
جـالَ عليهـا تُربُهـا الجائِلُ
بَيــنَ جَنــوبٍ وَصـَباً تَغتَـدي
طاوَعَهـــا ذو لَجــبٍ هاطِــلُ
كَأَنَّمــا الـوَحشُ بِهـا خِلفَـةً
بَعـدَ الأَنيـسِ النعَـمُ الهامِلُ
وَقَــد أراهــا وَبِهـا سـامِرٌ
منهُـم وَجُـردُ الخَيلِ وَالجامِلُ
تَغَيَّــرَت رَيطَــةُ عَـن عَهـدِنا
وَغــالَ وُدّي بَعــدَها غــائِلُ
وَكُــلُّ دُنيــا وَنَعيــمٍ لَهـا
مُنكَشـــِفٌ عَــن أَهلِــهِ زائِلُ
لا وَالَّـذي يَهـوى إِلـى بَيتِـهِ
مِــن كُــلِّ فَـجٍّ محـرِمٌ ناحِـلُ
مـا لـيَ مِـن عِلـمٍ بِها باطِنٍ
وَقَـد بَرانـي حُبُّهـا الـداخِلُ
هَـل يُبلِغَنّـي دارَهـا إِن نأَت
أَغلَــبُ خَطّــارُ السـُّرى ذائِلُ
نـاجٍ تَـرى المِرفَـقَ عَن زَورِه
كَأَنَّمـــا يَفتِلُـــه فاتِـــلُ
يـا رَيـطَ يا رَيطَ أَلَم تُخبَري
عَنّـا وَقَـد يَحمِـدُنا السـائِلُ
وَالجـارُ وَالمختَبِـطُ المُعتَفي
مَعروفَنــا وَالآخَــرُ النـازِلُ
إِن تَسـألي عَنّـا يَقُـل سـادَةٌ
فيهِــم حلــومٌ وَنـدىً فاضـِلُ
نُهيـنُ لِلضـِّيفانِ شـَحمَ الذُّرى
فَمِنهُــمُ الــوارِدُ وَالناهِـلُ
نَحـنُ بَنـو الشَّدَّاخِ لَم يَعلُهم
حــافٍ مِـن النـاسِ وَلا ناعِـلُ
تَنــاذَرَ الأَعــداءُ إِيقاعَنـا
فارِســُهُم وَالآخــرُ الرَّاجِــلُ
خُيولُنــا بالســَّهلِ مَشـطونَةً
مِثلُ السَّعالي وَالقَنا الذابِلُ
نُعِــدُّها إِن كادَنــا مَعشــَرٌ
أَو نزلــت حَـربٌ بِنـا حـائِلُ
فــي كُــلِّ ملتَـفّ لفرسـانِها
مِنهــم عَقيــرٌ وَفَـتىً مـائِلُ
يَعـدونَ بالأَبطـالِ نَحوَ الوَغى
وَهَمُّهُـــنَّ الشــَّرَفُ القابِــلُ
عـوجٌ عناجِيـجُ تُبـاري الوَغى
مِثـلُ المَغـالي لَحمُهـا ذابِلُ
يَخرُجــنَ مـن أَكـدَرَ مُعصَوصـِبٍ
وردَ القَطـا يَحفِزُهـا الوابِلُ
بِكُــلِّ كَهــلٍ وَفَــتىً نَجــدَةٍ
يَصــُدُّ عَنـهُ البَطَـلُ الباسـِلُ
يُـروي بكفيـهِ غَـداةَ الـوَغى
صـَدرَ سـِنانِ الرُّمـحِ وَالعامِلِ
أَروَعُ واري الزَّنــدِ ذو مِـرَّةٍ
تَشـقَى بِـهِ المُتليَـةُ البازِلُ
المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عامر بن ليث.من شعراء الحماسة، وهو ليثي من ليث بن بكر، يكنى أبا جهمة من أهل الكوفة في عصر معاوية وابنه يزيد.ولقد اختار أبو تمام قطعتين من شعره إحداهما:نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلواوقال الآمدي: هو صاحب البيت المشهور:لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيمشهد أيام معاوية ويزيد ومدحه، ومدح عدداً من الأمراء منهم سعيد بن العاص أمير المدينة وعبد الله بن خالد بن أسيد أمير الكوفة وغيرهم.وأغلب الظن أنه توفي سنة وفاة عبد الملك بن مروان أي سنة (85هـ) وكان بينه وبين الأحظل مساجلات دلت على فطنة، وذكاء متوقد، وشعر جزل رائق رائع.ولم يكن من أسرة معروفة مشهورة، لذلك حجبت أخباره وسيرته ولم يصلنا إلا القليل ومع ذلك نرى ابن سلام جعله في الطبقة السابعة من الإسلاميين وهم أربعة:1- المتوكل الليثي 2- زياد الأعجم 3- يزيد بن مفرغ الحميري 4- عدي بن الرفاع.وهذا يظهر لنا أن المتوكل كان مشهوراً في عصره، خاصة في الكوفة، وكان ذا مكانة بين الشعراء، وأدل شيء على ذلك مساجلاته مع الأخطل.