
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـامَ الخَلـيُّ فَنَـومُ العَيـنِ تَسهيدُ
وَالقَلــبُ مُحتَبَـلٌ بـالخَودِ مَعمـودُ
إِن سـاعفَت دارُهـا ضـَنَّت بِنائِلِهـا
وَسـَقيُها الصـادي الحَـرّانَ تَصـريدُ
شــَطت نَواهـا وَحـانَت غُربَـةٌ قَـذَفٌ
وَذِكـرُ مـا قَـد مَضى بالمَرءِ تَفنيدُ
إِذ تَســتَبيكَ بِمَيّــالٍ لَــه حَبَــكٌ
وَواضــِحٍ زانَــهُ اللبـاتُ وَالجيـدُ
وَذي طَـرائِقَ لَـم تَحمِـل بِـهِ وَلَـداً
فالكَشــحُ مُضــطَمِرٌ رَيّــانُ مَمسـودُ
كَــأَنَّ أَردافَهــا دِعــصٌ بِرابيَــةٍ
مُســتَهدَفٌ نخلتــهُ الريـحُ مَنضـودُ
خَــودٌ خَدلَّجـةٌ نَضـحُ العَـبيرِ بِهـا
يُشــفي مَضــاجِعَها لُبــسٌ وَتَجريـدُ
لَمّــا رأَت أَنَّنــي لابُــدَّ منطَلِــقٌ
وَلِلفَــتى أَجَــلٌ قَــد خُـطَّ مَعـدودُ
قــامَت تُكَرِّهُنــي غَـزوى وَتُخبِرُنـي
أَن ســَوفَ يُخلِــدُني رَوعٌ وَتَبليــدُ
هـــلِ المَنيَّــةُ إِلا طــالِبٌ ظَفِــرٌ
وَحَوضـــُها مَنهَــلٌ لابُــدَّ مــورودُ
وَالنــاسُ شــَتّى فمَهــدِيٌّ نَقيبَتُـهُ
وَجــائِرٌ عَـن سـَبيلِ الحَـقِّ مَحـدودُ
وَذو نَــوالٍ إِذا مــا جئتَ تَسـأَلهُ
شــَيئاً وَمسـتَكثِرٌ بـالخَيرِ مَوجـودُ
وَالخَيـرُ وَالشـرُّ إِمّـا كُنتِ سائِلَتي
شـَتى مَعـاً وَكَـذاكَ البُخـلُ وَالجُودُ
إِنّـي امـرؤٌ أَعرِفُ المَعروفَ ذو حَسَبٍ
سـَميحٌ إِذا حـاردَ الكومُ المَرافيدُ
أَجـري عَلـى سـُنَّةٍ مِـن والدي سبقت
وَفــي أرومتِـه مـا يُنبِـتُ العـودُ
مُطَلَّـــبٌ بِـــتراتٍ غَيــرِ مُدرَكــةٍ
مُحســَّدٌ وَالفَـتى ذو اللُـبِّ مَحسـودُ
عِنـدي لِصـالحِ قَـومي ما بَقيتُ لَهم
حَمــدٌ وَذم لأهــلِ الــذَّمِّ مَعــدودُ
أَعيَـت صـفاتي عَلى مَن يَبتَغي عنَّتي
فَمــا يُــوَهِّنُ متنَيهــا الجَلاميـدُ
كَـم قَـد هَجـاني مِـن مسـتَقتِلٍ حَمِقٍ
فيـهِ إِذا هَـزَّ عِنـد الحَـقِّ تَغريـدُ
جــانٍ عَلــى قَـومِهِ بـادٍ مُقـاتله
كــالعيرِ أَحزنَــهُ دجــنٌ وَتَقييـدُ
كَـــأَنَّهُ كَــودَنٌ تَــدمى دَوابِــرُهُ
فيـهِ مـن السـوطِ وَالساقَينِ تَربيدُ
كَــزُّ النَــدى مَجـدُه دَيـنٌ يـؤخِّرُهُ
وَلـــؤمُه حاضـــِرٌ لابُــدَّ مَنقــودُ
مِـن مَعشـَرٍ كُحِلـت بـاللؤمِ أَعيُنُهُم
زُرقٌ بِهــم ميســَمٌ منــه وَتَقليـدُ
مــازِلتُ أَقــدُمُهم حَتّــى عَلـوتهُم
وَهَرَّنــي رافِــدٌ منهــم وَمَرفــودُ
وَقَـــد نَهيتُهُـــم عَنّــي عَلانيَــةً
لَــو كـانَ ينفعُهـم نَهـيٌ وَتَوصـيدُ
أُمَّ الصــَّبيينِ دومــي إِنَّنـي رجـلٌ
حَبلـي لأهـلِ النَّـدى وَالوَصلِ مَمدودُ
لا تَسـألي القَـومَ عَن مالي وكَثرتِهِ
وَقَـد يُقتِّرُ المَرءُ يَوماً وَهوَ مَحمودُ
وَسـائِلي عِنـدَ جـدِّ الأَمـرِ ما حَسبي
إِذا الكُماةُ التَقى فُرسانُها الصيدُ
وَقَــد أَروعُ سـَوامَ الحَـيِّ تحمِلُنـي
شـَقاءُ مِثـلَ عُقـابِ الـدجنِ قيـدودُ
حَقبــاءُ سـَهلَبَةُ السـاقينِ منهِبَـةٌ
فـي لَحمِهـا مِن وَجيفِ القَومِ تَخديدُ
تُـؤَخِّرُ السـَّرجَ تـأَخيراً إِذا جَمَـزَت
عَـن مَتنِهـا وَحِـزامُ السـَّرجِ مَشدودُ
تَــرى بســُنبُكِها وَقعــاً تُبَيِّنُــهُ
كَــأَنَّهُ فــي جَديــدِ الأَرضِ أُخـدودُ
فـي رأسـِها حيـنَ يَندى عِطفُها صَدَدٌ
وَفــي مَناكِبهــا للشــَّدِّ تَحديــدُ
كَأَنَّهــا هِقلَــةٌ رَبــداءُ عارضـها
هَيــقٌ تـأَوَّبَ جُنـحَ الليـلِ مَطـرودُ
كَــأَنَّ هادِيهــا إِذ قـامَ مُلجِمُهـا
جِــذعٌ تَحَسـَّرَ عَنـهُ الليـفُ مَجـرودُ
هَـشُّ الفُـؤادِ هـواءُ الصـَّدرِ مُنتَخِبٌ
مُقَلِّــصٌ عَـن قَميـصِ السـاقِ مَوطـودُ
وَفَيلَــقٍ كَشــُعاعِ الشــَّمسِ مُشـعلةٍ
تُعشـي البَصيرَ إِذا مالَت بِهِ البيدُ
قَومي إِذا ما لَقَوا أَعداءَهُم صَبَروا
واِسـتورَدوهم كَمـا يُسـتَورَدُ العودُ
تَــرى نَــوادِرَ أَطــرافٍ بمَزحَفِهـم
والهــامُ بينهــمُ مُـذرىً وَمَقـدودُ
وَالمَشــرَفِيَّةُ قَــد فُلَّـت مَضـارِبُها
وَالســـَّمهَريَّةُ مُرفَـــض وَمَقصـــودُ
وَفِتيَـةٌ كَسـُيوفِ الهِنـدِ قُلـتُ لَهُـم
سـيروا وأَعنـاقُهم غِـبّ السُّرى غيدُ
أَرمـي بِهـم وَبِنَفسـي مَهمَهـاً زَلِقاً
وَعُـــرضَ مُطَّـــرِدٍ أَكنــافُه ســودُ
تَخـدي بِهـم في الوَغى قُبٌّ مساحِلُها
جُـردٌ ضـَوامِرُ أَمثـالَ القَنـا قُـودُ
فيهِــم فَــوارِسُ لا مَيــلٌ وَلا كُشـفٌ
عليهـــم زَغَــفٌ بالشــَّكِّ مَســرودُ
المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عامر بن ليث.من شعراء الحماسة، وهو ليثي من ليث بن بكر، يكنى أبا جهمة من أهل الكوفة في عصر معاوية وابنه يزيد.ولقد اختار أبو تمام قطعتين من شعره إحداهما:نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلواوقال الآمدي: هو صاحب البيت المشهور:لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيمشهد أيام معاوية ويزيد ومدحه، ومدح عدداً من الأمراء منهم سعيد بن العاص أمير المدينة وعبد الله بن خالد بن أسيد أمير الكوفة وغيرهم.وأغلب الظن أنه توفي سنة وفاة عبد الملك بن مروان أي سنة (85هـ) وكان بينه وبين الأحظل مساجلات دلت على فطنة، وذكاء متوقد، وشعر جزل رائق رائع.ولم يكن من أسرة معروفة مشهورة، لذلك حجبت أخباره وسيرته ولم يصلنا إلا القليل ومع ذلك نرى ابن سلام جعله في الطبقة السابعة من الإسلاميين وهم أربعة:1- المتوكل الليثي 2- زياد الأعجم 3- يزيد بن مفرغ الحميري 4- عدي بن الرفاع.وهذا يظهر لنا أن المتوكل كان مشهوراً في عصره، خاصة في الكوفة، وكان ذا مكانة بين الشعراء، وأدل شيء على ذلك مساجلاته مع الأخطل.