
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلـيَّ عُوجـا اليَـومَ واِنتظرانـي
فَــإِنَّ الهَــوى وَالهَــمَّ أمُّ أَبـانِ
هـيَ الشَّمسُ تَدنو لي قَريباً بعيدُها
أَرى الشـَّمسَ مـا أسـطيعُها وَتَراني
نــأت بَعـدَ قُـربٍ دارُهـا وَتَبـدَّلَت
بِنــا بَــدَلاً وَالــدَهرُ ذو حَـدَثانِ
فَهـاجَ الهَـوى وَالشوقُ لي ذِكرَ حُرَّةٍ
مِــن المُرجَحِنّــاتِ الثِّقـالِ حَصـانِ
شـَموسٌ وشـاحاها إِذا اِبتُـزَّ ثَوبُها
عَلـــى مَتــنِ خُمصــانِيَةٍ سَلِســانِ
رَقـودُ الضـُّحى رَيّـا العِظامِ كَأَنَّها
مَهــاةُ كِنــاسٍ مِــن نِعـاجِ قِطـانِ
شــَديدَةُ إِشـراقِ التَّراقـي أسـيلَةٌ
عَلَيهــا رَقيبــاً مَربــإٍ حَــذِرانِ
ومـن دونِهـا صـَعبُ المَراقـي مَشَيَّدٌ
نِيــــافٌ وَصـــَرّارانِ مؤتلفـــانِ
خَليلـيَّ مـا لامَ امـرأً مِثـلُ نَفسـِه
إِذا هــيَ لاقَــت فاِربَعـا وَذَرانـي
ســَبَتني بِجيــدٍ لَـم يُعَطَّـل ولبَّـةٍ
عَلَيهــا رِدافــا لؤلــؤٍ وَجُمــانِ
وَأَســحَم مَجّــاجِ الــدهانِ كَــأَنَّهُ
بِأَيـدي النِّسـاءِ الماشـِطاتِ مَثاني
جَـرى لـيَ طَيـرٌ أَنَّنـي لَـن أَنالَها
وَإِنَّ الهَــوى وَالنَّجــرَ مختَلِفــانِ
فعزَّيـتُ قَلبـاً كان صَبّاً إِلى الصبا
وَعـــدَّيتُ وَالعَينـــانِ تَبتَــدِرانِ
بأَربَعَـةٍ فـي فَضـلِ بُـردي ومِحمَلـي
كَمــا انهَــلَّ غَربــا شـَنَّةٍ خَضـِلانِ
خَليلــيَّ غُضـّا اللـومَ عَنّـي إِنَّنـي
عَلــى العَهــدِ لا مُخـنٍ وَلا مُتَـوانِ
ســَتَعلَمُ قَـومي أَنَّنـي كُنـتُ سـورَةً
مِـن العِـزِّ إِن داعي المَنون دَعاني
أَلا رُبَّ مَســرورٍ بِمَــوتيَ لَـو أَتـى
وآخــرَ لَــو أنعَــى لَـه لَبَكـاني
نَـدِمتُ عَلـى شـَتمِ العَشـيرَةِ بَعدَما
تَغَنّـــى عراقــيٌّ بِهِــم وَيَمــاني
قلبـتُ لهـم ظَهـرَ المِجَـنِّ وَلَيتَنـي
عَفَــوتُ بِفَضــلٍ مِـن يَـدي وَلِسـاني
بنـي عَمِّنـا إِنّـا كَمـا قَـد عَلِمتُم
أُولـــو خُشــنَةٍ مَخشــِيَّةٍ وَزِبــانِ
عَلى أَنَّني لَم أَرمِ في الشِّعرِ مسلما
وَلَــم أَهـجُ إِلا مَـن رَمـى وهَجـاني
هُـمُ بَطـروا الحلمَ الَّذي من سَجِيَّتي
فَبـــدَّلتُ قَـــومي شــِدَّةً بِليــانِ
فَلَــو شــِئتُم أَولادَ وَهــبٍ نَزَعتُـم
وَنَحــنُ جَميعــاً شــَملُنا أَخــوانِ
نَهَيـتُ أَخـاكُم عَـن هِجائي وَقَد مَضى
لَــهُ بَعــدَ حَــولٍ كامِــلٍ سـنتانِ
فَمَــنَّ وَمنّــاهُم رِجــالٌ رأَيتُهُــم
إِذا ضارســوني يكرهــونَ قِرانــي
وَكُنـتُ امرءاً يأبى لي الضيمَ أَنَّني
صــَرومٌ إِذا الأَمـرُ المُهِـمُّ عَنـاني
وَصــولٌ صــَرومٌ لا أَقــولُ لمــدبِرٍ
هَلُــمَّ إِذا مــا اِغتَشـَّني وَعَصـاني
خَليلـيَّ لَـو كُنـتُ امـرءاً فيَّ سقطَةٌ
تَضَعضــَعتُ أَو زَلَّــت بـيَ القَـدَمانِ
أَعيـشُ عَلـى بغـي العُـداةِ ورغمِهم
وَآتـي الَّـذي أَهـوى عَلـى الشـَّنآنِ
وَلَكِنَّنــي ثَبــتُ المَريــرَةِ حـازِمٌ
إِذا صـــاحَ حُلابـــي ملأتُ عِنــاني
خَليلـيَّ كَـم مِـن كاشـِحٍ قَـد رَميتُهُ
بقافيــــةٍ مَشـــهورَةٍ وَرَمـــاني
فَكـانَ كَـذاتِ الحَيضِ لَم تُبقِ ماءَها
وَلَــم تُنــقِ عَنهــا غُسـلَها لأوانِ
تَشــَمَّتُ للأعــداءِ حيـنَ بَـدا لَهُـم
مِـن الشـَرِّ دانـي الوَبلِ ذو نَفَيانِ
فَهـابوا وِقـاعي كالَّذي هابَ حاذِراً
شــتيمَ المُحَيّــا خَطــوُهُ مُتَـداني
تُشــَبِّهُ عينيــهِ إِذا مــا فَجِئتَـهُ
ســِراجَينِ فــي دَيجــورَةٍ تَقِــدانِ
كَـــأَنَّ ذِراعَيــهِ وَبَلــدَةَ نَحــرِهِ
خُضـــِبنَ بِحنّـــاءٍ فَهُــنَّ قَــواني
عَفَرنـاً يَضـُمُّ القـرنَ مِنـهُ بِسـاعِدٍ
إِلـى كاهِـلٍ عـاري القَـرا وَلَبـانِ
أَزَبُّ هَريــتُ الشــّدقِ وَردٌ كَأَنَّمــا
يُعَلَّـــى أَعــالي لَــونِهِ بــدِهانِ
مُضــاعفُ لَــونُ الســاعِدَينِ مُضـَبَّرٌ
هَمـوسُ دُجـى الظَّلمـاءِ غَيـرُ جَبـانِ
أَبــا خالِــدٍ حَنَّـت إِلَيـكَ مَطيَّـتي
عَلــى بُعــدِ مُنتـابٍ وَهَـولِ جَنـانِ
كَــأَنَّ ذِراعَيهــا إِذا مـا تَـذَيَّلَت
بَـدا مـاهِرٍ فـي المـاءِ يَغتَليـانِ
إِذا رُعتُهـا فـي سـَيرَةٍ أَو بَعثتُها
عَــدَت بـي ونِسـعا ضـَفرِها قَلِقـانِ
جماليــةٌ مِثــلُ الفَنيــقِ كَأَنَّمـا
يَصــيحُ بِفَلقَــي رأســِها صــَديانِ
أَبـا خالِـدٍ فـي الأَرضِ نـأيٌ وَمَفسَحٌ
لِــذي مِــرَّةٍ يُرمـى بِـهِ الرجَـوانِ
فَكَيــفَ يَنـامُ الليـلَ حُـرٌّ عَطـاؤُهُ
ثَلاثٌ لِـــرأسِ الحَــولِ أَو مِئَتــانِ
تَنـاهَت قَلوصـي بَعـد إِسآديَ السُّرى
إِلــى مَلِــكٍ جَـزل العَطـاءِ هِجـانِ
تَـرى النـاسَ أَفواجاً يَنوبونَ بابَهُ
لِبِكــرٍ مِــن الحاجـاتِ أَو لِعَـوانِ
المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عامر بن ليث.من شعراء الحماسة، وهو ليثي من ليث بن بكر، يكنى أبا جهمة من أهل الكوفة في عصر معاوية وابنه يزيد.ولقد اختار أبو تمام قطعتين من شعره إحداهما:نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلواوقال الآمدي: هو صاحب البيت المشهور:لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيمشهد أيام معاوية ويزيد ومدحه، ومدح عدداً من الأمراء منهم سعيد بن العاص أمير المدينة وعبد الله بن خالد بن أسيد أمير الكوفة وغيرهم.وأغلب الظن أنه توفي سنة وفاة عبد الملك بن مروان أي سنة (85هـ) وكان بينه وبين الأحظل مساجلات دلت على فطنة، وذكاء متوقد، وشعر جزل رائق رائع.ولم يكن من أسرة معروفة مشهورة، لذلك حجبت أخباره وسيرته ولم يصلنا إلا القليل ومع ذلك نرى ابن سلام جعله في الطبقة السابعة من الإسلاميين وهم أربعة:1- المتوكل الليثي 2- زياد الأعجم 3- يزيد بن مفرغ الحميري 4- عدي بن الرفاع.وهذا يظهر لنا أن المتوكل كان مشهوراً في عصره، خاصة في الكوفة، وكان ذا مكانة بين الشعراء، وأدل شيء على ذلك مساجلاته مع الأخطل.