
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نأتْــكَ بليلــى دارُهـا لا تَزورهـا
وشــطّت نواهــا واســتمَّر مريرُهـا
وخفــت نواهــا مـن جَنـوب عُنيـزةٍ
كمـا خـفّ مـن نيلِ المرامي جفيرُها
وقــال رجــال لا يَضــيرُكَ نأيُهــا
بلـى كـلَّ مـا شـفَّ النفـوسَ يضيرها
أليـس يضـير العينَ أنْ تكثرَ البُكا
ويمنــعَ منهــا نومُهــا وسـُرورُها
أرى اليـومَ يـأتي دونَ ليلى كأنما
أتــى دونَ ليلــى حِجــةٌ وشـهورُها
لكـــلَّ لقـــاءٍ نلتقيــهِ بشاشــةٌ
وإنْ كــانَ حـولا كـلُّ يـومٍ أزورُهـا
خليلــيَّ روحـا راشـدينَ فقـد أتـتْ
ضــَرّيةُ مــن دون الحـبيبِ فِنيرُهـا
خليلــيَّ مــا مـنْ سـاعةٍ تَقفانِهـا
مـنِ الليـلِ إلاّ مثـلُ أخـرى نَسيرُها
وقـد تـذهبُ الحاجاتُ يطلُبها الفتى
شـَعاعا وتخشـى النفـسُ مالا يَضيرُها
وكنـت إذا مـا زُرتُ ليلـى تـبرقعتْ
فقـد رابنـي منهـا الغَداةَ سُفورها
خليلــيَّ قــد عـمَّ الأسـى وتقاسـمتْ
فنـون البِلـى عُشـّاق ليلـى ودورها
وَقَــدْ رابنـي منهـا صـُدودٌ رأيتُـهُ
وأعراضــُها عــن حـاجتي وبُسـورُها
ولــو أنَّ ليلــى فــي ذُرى مُتَمنّـع
بنجــرانَ لالتفــتْ علــيَّ قصــورُها
يَقَـرَّ بعينـي أنْ أرى العِيـسَ تعتلي
بنـا نَحـو ليلـى وهيَ تجري ضفورُها
ومــا لحِقــتْ حـتى تقلقـلَ غُرْضـُها
وسـامحَ مـن بعـدِ المَـراح عَسـيرُها
وأُشــرفُ بــالأرضِ اليفــاعِ لعلَّنـي
أرى نـارَ ليلـى أو يرانـي بَصيرُها
فنــاديتُ ليلــى والحُمـولُ كأنّهـا
مــواقيرُ نخــلٍ زعزعتهـا دَبورُهـا
فقــالتْ أرى أنْ لا تُفيــدكَ صـُحبتي
لهيبــةِ أعــداءٍ تَلظّــى صــدورُها
فمــدتْ لـيَ الأسـبابَ حـتى بلغتُهـا
برِفقـي وقـد كـادَ ارتقائي يَصورُها
فلمــا دخلـتُ الخَـدرَ أطَـتْ نسـوعُهُ
وأطــرافُ عِيــدانِ شــديدٍ أسـُورُها
فــأرختْ لنضــّاخ القَفـا ذي مِنصـةٍ
وذي سـيرةٍ قـد كـان قِـدماً يسيرُها
وإنـي ليُشـفيني مـن الشَّوقِ أن أرى
علـى الشَرَفِ النائي المخوفِ أزورُها
وأنْ أتـركَ العَنْـسَ الحسـيرَ بأرضِها
يطيــفُ بهــا عُقبانُهــا ونُسـورُها
إلاّ إنّ ليلــى قــد أجــدَّ بكورهـا
وزُمـتْ غـداةَ السـَّبت للـبين عِيرُها
فمــا أمُّ ســَوداءِ المحـاجرِ مُطفِـلٌ
بأحســنَ منهــا مقلــتينِ تُـديرُها
أرتنـا حيـاضَ المـوتِ ليلى وراقنا
عُيــونٌ نقّيــاتُ الحواشـي تُـديرُها
ألا يـا صـفيَّ النَّفـسِ كيـفَ تنولهـا
لــو أنَّ طريـداً خائفـاً يسـتجيرُها
تُجيـرُ وإن شـَطتْ بهـا غُربـةُ النَّوى
ســتُنعِم يومـاً أو يُفـادى أسـيرُها
وقـالتْ أراكَ اليـومَ أسـودَ شـاحباً
وأيُّ بيــاضِ الــوجهِ حـرّتْ حُرورهـا
وإن كــانَ يــومٌ ذو سـَمومٍ أسـيرهُُ
وتقصــرُ مـن دونِ السـَمومِ سـُتورُها
وغيّرنــي إنْ كنــتِ لّمــا تغّيــري
هـــواجرُ تكتنينّهـــا وأســـيرُها
حمامـةَ بطـنِ الـواديينِ إلا انعمـي
سـَقاكَ مـن الغُـر الغَـوادي مَطيرهُا
أبينــي لنـا لا زالَ ريشـُك ناعمـاً
ولا زلــتِ فـي خضـراءَ غَـضٍّ نضـيرُها
فــإن سـَجعتْ هـاجتْ لعينيـكَ عـبرةً
وإنْ زفـرتْ هـاجَ الهـوى قر قريرها
وقــد زعمــت ليلــى بـأنيَّ فـاجرٌ
لنفسـي تُقاهـا أو عليهـا فجورُهـا
فقـــل لعُقيــلٍ ماحــديثُ عِصــابةٍ
تكنّفهــا الأعــداءُ أنــي تَضـيرها
فـالاً تنـاَهوا تُركـبُ الخيـل بيننا
وركــضٌ برَجْــلٍ أو جنــاحٌ يُطيرهـا
لعلّـك يـا تيسـاً نـزا فـي مريـرةٍ
مُعــاقبُ ليلـى أنْ ترانـي أزورُهـا
علـيَّ دْمـاءُ الُبـدن إن كـانَ زوجُها
يـرى لَـي ذَنبـاً غيـرَ أنّـي أزورُها
وإنـي إذا ما زرتها قلتُ يا اسلمي
فهل كانَ في قولي اسلمي ما يضيرُها
مـن النّاعبـاتِ المشـيّ نَعباً كأنّما
يُنــاطُ بِجــذعٍ مــن أوالٍ جريرِهـا
مــن العَرَكانيــاتِ حــرفٌ كأنّهــا
مريــرةُ ليــفٍ شـُدَّ شـَزْراً مريرُهـا
قطعــتُ بهــا أجــوازَ كـلَّ تَنوفـةٍ
مَخــوفٍ رداهـا حيـنَ يَسـتنَ مُورُهـا
تـرى ضـُعفاءَ القـومِ فيهـا كـأنّهم
دعــاميصُ مـاءٍ نـشَّ عنهـا غـديرُها
وقسـورةَ الليـلِ الـذي بيـنَ نصـفهِ
وبيـن العِشـاء قـد دأبـتُ أسـيرُها
أبــتْ كـثرةُ الأعـداء أنْ يتجنّبـوا
كلابـــيَ حــتى يُســتثارَ عَقورُهــا
ومــا يُشــتكى جهلـي ولكـنَّ غِرّتـي
تراهــا بأعــدائي بطِيئاً طُروُهــا
أمتخرمــي ريـبَ المنـونِ ولـم أزرْ
عَـذارايِ مـن هَمْـدانَ بيضـاً نُحورُها
ينـــؤنَ بأعجــازٍ ثِقــالٍ وأســوقٍ
خَــدالٍ وأقــدامٍ لطــافٍ خُصــورُها
توبة بن الحمير بن حزم بن كعب بن خفاجة العقيلي العامري أبو حرب.شاعر من عشاق العرب المشهورين، كان يهوى ليلى الأخيلية وخطبها، فرده أبوها وزوجها غيره، فانطلق يقول الشعر مشببا بها.واشتهر أمره، وسار شعره، وكثرت أخباره، قتله بنو عوف بن عقيل.وفي كتاب ( التعازي - خ ) للمبرد :كان سبب قتل توبة أنهم كانوا يطلبونه، فأحسوه وقد قدم من سفر، ومعه عبيد الله بن توبة وقابض، مولاه، وبينه وبين الحي ليلة، فأتوه طروقاً فهرب صاحباه وأسلماه فقتل.لعل هذه الرواية أصح من أنه قتل في غزوة أغار بها.