
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هُـوَ مٌلْتَقَـى أَرَجِ النَّواسِمِ فانظُرَا
هَـلْ تَعْرِفًـانِ بـه القَضِيبَ الأَنْضَرَا
عَلَّتْــهُ واكِفًــةُ الغَمَـائمِ أَيْكَـةً
وعَلَتْـهُ هاتفـةُ الحمـائمِ مِنْبَـرَا
وتَتَــوَّجَتْ بــالزَّهْرِ هـامَ هِضـابِه
ذَهَبــاً فَلقــدَها نَــدَاهُ جَـوْهَرَا
والجَـو قد نَحَرَ الصَّبَاحُ بِهِ الدُّجَى
فاسـْتَنْفَذَ الكـاَفورُ منه العَنْبَرَا
وكأَنمــا طَــرِبَ الغَـديرُ فمزَّقَـتْ
عـن صـَدْرِهِ النَّكْبَـاءُ بُرْداً أَخْضَرَا
حــتى إذا سـَحَبَ السـَّحابُ ذُيـولَهُ
فيــهِ فــدَرْهَمَ مـا أَرادَ وَدَنَّـرا
وسـري النسـيمُ يَهُـزُّ عِطْفاً أَهْيَفاً
منـهُ ويُـوقِظُ مِنْـهُ طَرْفـاً أَحْـوَرَا
خـادَعْتُ فـي غَيْـمِ النِّقـابِ هِلاَلَـهُ
حـــتى جَلاَهُ عَـــنْ حِلاَهُ فَــأَقْمَرا
وهَتَكْـتُ جَيْـبَ الـدَّنِّ عـن مَشـْمُولَةٍ
تُلْقِـي علـى السـَّقِي رِداءً أَحْمَـرا
رِيعَـتْ بسـيفِ المَـزْجِ فاتَّخَـذَتْ لَهُ
دِرْعـاً مـن الحَبَب المَحُوكِ ومِغْفرا
لــو لَــمْ يُصــِبْهَا حيـن تَوَقَّـدَتْ
بِيَـدِ المُـديرِ لَخِفْـتُ أَنْ يَتسـَعَّرَا
وَبَنَيْتُهَــا قَصـْراً سـَقَيْتُ بِرَاحَتِـي
كِسـْرَى أَنُـو شـِرْوانَ فيـهِ وَقَيْصَرا
وَغَمَسـْتُ ثَـوْبَ الرِّيـحِ في كاسَاتِها
حتَّـى سـَرَى أَرَجُ الشـَّمائِل أَعْطَـرا
فَكَـأَنَّهُ ذِكْـرَى أَبِـي الحَسـَنٍ الَّتِي
فَتَقَـتْ بهـا الأَمْـدَاحُ مِسْكاً أَذفَرا
وَلَـو انَّهَـا ارْتُشِفَتْ لَكُنْتُ أُدِيرُها
صـِرْفاًعَلَيْهِ وَإنْ تَحَاشـَى المُسـْكِرَا
طــابَتْ شــَمائِلُهُ فَفـاحَتْ مَنْـدَلاً
لَمَّـا أصـابَتْ نـارَ فِكْـري مِجْمَـرا
وَزَهَـــتْ خَلائِقُـــهُ فَرَفَّــتْ جَنَّــةَ
كمَّــا أسـالَ بهـا نَـداهُ كَـوْثَرَا
إنْسـَانُ عَيْـنِ المَجْـدِ عَـنْ أَبْرادِهِ
يَرْنُــو وَلاَ يَرْضــَى سـِوَاهُ مَحْجِـرَا
وَفَوَاتِــحُ العَلْيَـاءِ وَصـْفُ كَمَـالِهِ
إنْ خُــطَّ قُــرآنُ العُلاَ أَوْ ســُطِّرَا
وَعُقُــودُ تــاجِ المَجْـدِ دُرُّ خِلاَلِـهِ
لـو كـانَ رُوحُ الحَمْـدِ عادَ مُصَوِّرا
زُفَّـتْ إليـكَ الشَّمْسُ يا بَدْرَ العُلاَ
فـي سـُحْبِ صـَوْنٍ بَالصـَّوَارِمِ أَمْطَرا
ســَفَرَتْ بِمَنْزِلِــكَ المُمَنَّـعِ جَـارُهُ
فَاسـتَخْدَمَتْ فِيـهِ الصَّبَاحَ المُسْفِرَا
شـَمْسٌ تَـوَدُّ الشـَّمْسُ لَـوْ لَمَحَتْ لَهَا
خِـدْراً فَكَيْـفَ بِمَـنْ بِـهِ قَـدْ خُدِّرَا
فكأَنَّهــا الســِّرُّ الـذي أُودِعْتَـهُ
للـهِ فـي العَلْيَـاءِ عِنْـدَكَ مُضْمَرَا
فَـانْعَمْ بهـا يَوْمـاً لَبسـْتَ بَهَاءَهُ
بُــرْداً عَلَيْــكَ مُوَشــَّعاً وَمْحَبَّـرا
أَظْهَـرْتَ فِيـهِ مِـنَ اللَّطـائِفِ نُزْهَةً
كـالرَّوْضِ يَحْسـُنُ مَنْظَـراً أَوْ مَخْبَرا
فـي مَحْلِـسٍ مـا اهْتَـزَّ من جَنَبَاتِهِ
دَوْحُ الحَرِيـرِ النَّضـْرِ حتَّـى أَثْمَرا
وَكَــأَنَّ كَفَّــكَ وَهْــيَ غَيْـثٌ هاطِـلٌ
لَمَســَتْ حَــوَافِي جـانِبَيْهِ فَنَـوَّرا
وتَفَجَّــرَتْ فيــهِ مِيــاهُ مَطَــاعِمٍ
تَجْــرِي فَتَمْنَـعُ وارِداً أَنْ يَصـْدُرَا
مِـنْ كٌـلِّ مُعْتَـدِلِ الْقـوًامِ تَكَافَأَتْ
أَجْــزَاؤُهُ بِيَــدِ الصـَّبَاحِ وَقَـدَّرا
تَتَرَاكَــضُ الأَمْــوَاهُ فيــه ســَلاَةً
وَتُشــِيرُ الْحـاظُ العُيُـونِ تَخَتَّـرا
ومُثَلَّــثِ الأَضــْلاَعِ أَعْيَــى سَلاســَةً
مِــنْ قَبْـلُ رَسـْطَالِيسَ وَالإِسـْكَنْدَرَا
ذَاقُوا لَذِيذَ الْفُسْتُقِ الْعَذْبِ الْجَنَى
فِيـهِ كَمَـا انْتَقَدُوا لَدَيْهِ السُّكَّرا
وَمُعَطَّفَــاتِ مــا رَأَيْــتُ هِلالَهــا
يِوْمـاً علـى غَيْـرِ اللَّيَالِي مُقْمِرَا
كَـالْمُؤْمِنِ المَيْمُـونِ أَضـْمَرَ قَلْبُـهُ
فـي طاعَـةِ الرَّحْمَـنِ مَـالاَ أَظْهَـرَا
وغَــرَائِبُ الأَثْمَـارِ تَمْـدَحُ نَفْسـهَا
فَتَكَــادُ تَمْلأُ مِسـْمَعَي مَـنْ أَبْصـَرا
التِّيـنُ فـي فَصـْلِ الرَّبيـع مُكَتَّباً
والبُسـْرُ فـي فَصْلِ المَصِيفِ مُعَصْفَرَا
مُلَـحُ عَمَمْـتَ بِهـا الزَّمـانَ وَأَهْلَهُ
وَلَقَـدْ خُصِصـْتَ مِـنَ الثَّنَاءِ بِأَكْثَرا
أَبَنِــي خُلَيْـفٍ أَنْتُـمُ خَلَـفُ العُلاَ
وَكَفَــى بِــذَلِكَ نِسـْبَةً أَوْ مَفْخَـرَا
للــهِ مَجْــدُكُمُ الرَّفِيــعُ فــإنَّهُ
بَلَـغَ السـِّماكَ وَفَـوْقَ ذَلِـكَ مَظْهَرا
طَــاوَلْتُمُ فـي المَكْرُمَـاتِ بِرَاحَـةٍ
شـَرُفَتْ فَلَـمْ أَعْتَـدَّ فيهـا خِنْصـَرا
بِــأَبِي مُحَمَّــدٍ الفَقِيــهِ أَبِيكُـمُ
أَحْرَزْتُــمُ حَــظَّ الكمـالِ الأَوْفَـرَا
وكـذا الفـروعُ يَـدُلُّ طِيبُ ثِمَارِهَا
أَنَّ الالـهَ أَطـابَ مِنْهَـا العُنْصـُرا
لا زلْتَـمَ فِـي المَجْـدِ أَكْـرَمَ أُسْرَةٍ
وأَجَــلَّ أَقْوَامــاً وأَشـْرَفَ مَعْشـَرا
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين