
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـامَتْ حُـرُوبُ الْهَوَى على سَاقِ
بَيْــنَ قُلُــوبٍ وَبَيْـنَ أَحْـدَاقِ
وانْفَسـَخَتْ هُدْنَـةُ السـُّلُوِّ فَمَا
تُوثَــقُ منهـا عُقُـودُ مِيثَـاقِ
وكــانَ صـَبْرِي بَيْضـاً مُلَحَّمَـةً
نَزَعْتُهــا مِـنْ لِقَـاءِ أَشـْوَاقِ
فَلَيْـتَ شـِعْري وَقَـدْ بَكَيْتُ دَماً
هَـلْ ذُبِـحَ النَّـوْمُ بَيْنَ آماقي
لِيَهْنِـكَ النَّصـْرُ يا غَرَامُ فَكَمْ
لِــوَاءِ قَلْــبٍ عَلَيْــكَ خَفَّـاقِ
خُـذْ مِـنْ حَدِيثِ الْهَوَى مُطَالَعَةً
سـارَ بها البَرْقُ لا ابْنُ بَرَّاقِ
يُعْــرِبُ عَمَّـا طَـوَتْهُ أَسـْطُرُهَا
لِســَانُ وَرْقَــاءَ بَيْـنَ أَوْرَاقِ
ومـا أُدَاجِيـكَ فـي حَدِيثِ صَباً
أَخْلَقْــتُ فيـهِ بُـرُودَ أَخْلاَقِـي
أَصـْبَحَ شَطْرُ الفُؤادِ في يَدِ مَنْ
لَســْتُ عَلَيْـهِ أَضـِنُّ بِالبَـاقِي
أَيْـنَ غَـزَالُ الْكِنَـاسِ مِنْ رَشَإِ
يَنْطَــحُ مــن فـاحمٍ بِـأَرْوَاقِ
وأَيْـنَ بَـدْرُ السـَّمَاءِ من قَمَرٍ
مَطْلَعُــهُ فــي سـَمَاءِ أَطْـوَاقِ
هَــاتِ مُـدَاماً كَـأَنَّ عاصـِرَهَا
عَـرَّضَ فِيهـا بِوَجْنّـةِ السـَّاقِي
يُمْســِكُ أَرْمَاقَنَـا وَإنْ طَفِقَـتْ
فِـي الْكَـأْسِ مَمْسـُوكَةً بِأَرْمَاقِ
نـارٌ وَلَيْـسَ الخَلِيـلُ شارِبَهَا
فَكَيْــفَ مـا أَتْلَفَـتْ بِـإحْرَاقِ
يَحْمِــلُ أَنْفَـاسَ رَوْضـَةٍ سـَرَقَتْ
رِقَّتَهــا مِــنْ نُفُــوسِ عُشـَّاقِ
غَنَّــتْ علــى دَوْحِهَـا مُغَـرِّدَةٌ
تُطْــرِبُ هارُونَنَــا بِإســْحَاقِ
رَاسـَلْتُهَا مادِحـاً أَبَـا حَسـَنٍ
فَغَبَّــرَتْ فــي طَرِيــق سـَبَّاقِ
علـــيٌّ المُعْتَلِــي بِســُؤْدُدِهِ
فـي شـاهِِق الـذِّرْوَتَيْنِ مِـزْلاَقِ
فَــرْعُ فَخَــارٍ أُصـُولُ نَبْعَتِـهِ
كـانَتْ فُرُوعـاً لِخَيْـرِ أَعْـرَاقِ
يَطَّــرِدُ المَجْـدُ فِـي مَنَاسـِبِهِ
كَجَـــوْهَرٍ فـــي فِرِنْــدِ ذَلاَّقِ
غَــرْسُ الأَمـانِيِّ فـي أَنَـامِلِهِ
يُثْمِـرُ بِـالْجُودِ قَبْـلَ إيـرَاقَ
لا تَـدَّعي رِقِّـيَ الخُطًـوبُ فَقَـدْ
أّخّــذْتُ مِنْــهُ كِتـابَ إعْتَـاقِ
صــنائِعٌ أَصــْبَحَتْ ســَبَائِكُهَا
مناطِقــاً فـي خُصـُورِ أَعْنَـاقِ
كــانَتْ ســُرُوبُ العُلاَ مُفَرَّقَـةً
فَلَفَّهـــا لَيْلَـــةً بِســـَوَّاقِ
هَـلِ الْقَـوَافِي لَـوْلاَ فَضـَائِلُهُ
غَيْــرُ مِــدَادٍ وَغَيْــرُ أَوْرَاقِ
يُثْنَـى عَلَـى مَـدْحِهِ وكـم مِدَحٍ
مـا بَيْـنَ كَشـْطٍ وَبَيْـنَ إلْحاقِ
ســـــِهَامُ آرائِهِ مُســــَدَّدَةُ
جَــوْدَةَ نَــزْعٍ وَحُسـْنَ إغْـرَاقِ
يَنْفُـثُ صـِلُّ اليَـرَاعِ فـي يَدِهِ
سـُمًّا غَـدَا فيـه كُـلُّ دِرْيَـاقِ
يُــرَوِّضُ الطِّـرْسَ مـن خَـوَاطِرِهِ
بِمُســْتَهلِّ الشــُّؤُونِ غَيْــدَاقِ
يَلْعَـبُ بِـالْمُرْهَفِ الدَّلِِيقِ فَهَلْ
ســَمِعْتَ عَــنْ لاعِــبٍ بِمِخْـرَاقِ
وَيَنْثَنِي الرُّمْحُ ذُو الكُعُوبِ بِهِ
يَهْتَــزُّ مِــنْ خِيفَـةٍ وَإشـْفَاقِ
والعَـامُ قَدْ عَامَ مِنْهُ في كَرَمٍ
أَغْرَقْتَــهُ فِيــهِ أَيَّ إغْــرَاقِ
لا زالَ فـــي عِــزَّةٍّ مُجَــدَّدَةٍ
مـا قـامَ سـاقٌ فَنَاحَ في سَاقِ
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين