
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضَرَبُوا الخيامَ على النَّدَى والخِيمِ
ورَغِبْــتُ عــن مَرْعًـى بِهِـنَّ وَخيـمِ
مــا كنـتُ أَوَّلَ زاهـدٍ فـي رَوْضـَةٍ
تُجْنَــى أَراقِـمُ وَشـْيِها المَرْقُـوم
كـم مـن سـقيمِ الجسـمِ يِـتُّ لأَجلِهِ
وأَنـا الصـَّحيحُ بـداءِ كـلِّ سـقيمِ
فـارجِعْ عـنِ الـوادي فـإِنَّ مياهَهُ
ممــا يُشــَبُّ بهـا غليـلُ الهيـمِ
مــدّ الحُمَـاةَ مـن الأَسـِنَّةِ فـوقَه
ظِلاًّ وذاكَ الظِّـــلَّ مـــن يَحْمُــومِ
وبشــِعْبِ رامَـةَ مَعْـرَكٌ يغـدُو بِـهِ
قَلْـبُ الهِزَبْـرِ أَسـيرِ لَحْـظِ الرِّيمِ
حيـثُ التَفَـتَّ إِلـى مطـالِعِ شَمْسـِهِ
أَلفَيْتَهـــا محجوبَـــةً بِغُيُـــوم
مَغْنًـى يُـدِيرُ بـه النسـيمُ رَحِيقَهُ
ممزوجَــةَ الرَّشــَفَاتِ مـن تَسـْنِيمِ
وكــأَنَّ مُبْتًســَمَ الســحابِ مـتيَّمٌ
يبكــي عليــه بـدمعِهِ المسـجومِ
لِمَـنِ المنـازلُ كالمَنـازِلِ رِفْعَـةً
وضـــياءَ آفــاقٍ وبُعْــدَ نُجُــومِ
مــا رَدَّدَ المشـتاقُ فيهـا نظـرةً
إِلا انْثَنَــتْ عــن نَضــْرَةٍ ونعيـمِ
أَتُـرَى الـذي فـي وَجْهِـهِ لِـيَ جَنَّةٌ
يَــدْري بــأَنِّي أَصــطلي بجحيــمِ
أُبْـدِي التَّجَلُّـدَ في الكلامِ وأَنطوِي
دونَ العــذولِ علـى حَشـًى مكلـومِ
مــالِي إِذا اسـْتَظْلَلْتُ وارِفَ هَمِّـه
ســَقَطَتْ عَلَــيَّ فروعُهــا بِهُمــومِ
أَنـا بـالبراقِعِ والبَلاقِـعِ هـائِمٌ
لا أَكْحَــلُ الجَفْنيْــنِ بــالتَّهْوِيمِ
كــم مَهْمَــهٍ خَفَضـَتْ رُءُوسَ إِكـامِهِ
نَغَـمَ الحُـداةِ برَفْـعِ أَيدِي الكُومِ
نـادَى لسـانُ الدهرِ باسْمِي ناقصاً
فَحَمَلْتُــه مِنْــهُ علــى التَّرْخِيـمِ
ودُعِيـتُ بـالمرزوقِ ثـمّ اسـْتَرْجَعَتْ
أَيَّـــامُهُ فَـــدُعِيتُ بـــالمَحْروم
لـولا الجـدودُ لما ارْتَمَتْ بمُسَافِرٍ
كَــفُّ الغِنَــى وتعلَّقَــتْ بمُقِيــمِ
والحـظُّ حتَّـى فـي الحـروفِ مُـؤَثِّرٌ
تختـــصُّ بالتــدقيقِ والتفخيــمِ
ويقبِّـلُ الضـَّحَّاكُ مـا سـَفَرَتْ لهـم
تحــتَ العَجَاجَـةِ عـن أَغَـرَّ شـَتِيمِ
وتَحَمَّلُــوا لِلْفُـرْسِ فـي صـَنْعَائِها
أُمَّ الــتي جــاءَتْ علــى أَحْمِيـمِ
وانظِـمْ بسـِلْكِ القَـوْلِ دُرَّ فِعالِهِمْ
فــي لَبَّــةِ المنثـورِ والمنظـومِ
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين