
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نبـأ لـه تَصـلى القلـوبُ وتخشعُ
وتفيـض بـالعَبرِ الجفـونَ وتَهْمَعُ
نبــأ تكـادُ الأرض ترجـف عنـده
وتكــاد ثَــمَّ جبالهــا تتصـدَّعُ
نبــأ لـه طَفـقَ الملـوكُ بُغمَّـةٍ
حيــراءً تلهــف ليلهـا وتفجَّـعُ
أحسـامُ أوصـبَ هَـمُّ يومـكَ خاطري
والهـمُّ يخطـر بـالقلوبِ فيلـذعُ
أحسـامُ أوجعنـي رَداكَ ولـم أكن
قِــدماً ليُــوجعني مَصـابٌ موجـعُ
أحسـامُ عَـزَّ علـيَّ فقـدكَ مـن أخٍ
عَـفِ الشـَّمائلِ جـوده مـا يُقلـعُ
للــهِ أنـتَ رَبيـبَ تخـتٍ أرْوَعـاً
قِــدْماً نمـاه ربيـبُ تخـتٍ أروعُ
سـحقاً ليومـكَ كم أراقَ وكم شَجا
دمعــاً وقلبــاً قبلـه لا يجـزعَ
مـا خِلت أن الطودَ يُحمل قبل ذا
حــتى يمــرَّ علـيَّ نعشـك يُرفـعُ
لا كـانَ يومـكَ يـا ابن أُمّ فإنه
يـوم أمَـرُّ مـن الحمـام وأفجـعُ
لهفـي عليـكَ كلهـفِ جيلٍ أصبحوا
تجتـاحُهم نُـوب الزمـانِ وتقـرعُ
لهفـي عليـكَ كلهـفِ ضـيف طـارق
ألفـى مُناخـكَ وهـو صـِفر بَلْقَـعُ
لهفـي عليـكَ كلهـفِ راجٍ أصـبحت
آمــاله بــكَ وهـي حَسـرِي ظلَّـعُ
لهفـي عليـكَ كلهـفِ حـيَّ لم يقُم
فيهـم يضـُّرك مـا ذهبـتَ وينفـعُ
لهفــي عليــكَ كلهــفِ أُمٍ بَـرَّةٍ
فقـدت جنينـاً فهـي ثكلـى تنزعُ
لهفـي عليـكَ كلهِـفِ طفـلٍ قطعّـت
منــه العلائقُ فهـو بـاكٍ يفجَـعُ
لهفـي عليـك كلهـفِ خيـلٍ أصبحت
آذانُهــا لمصــابِها بـكَ تجـدعُ
ضَعضـعتنا أسـفاً عليـكَ ولم نكن
لـــولا رَدَاكَ لنكبــةٍ نتضعضــعُ
إن أمـسِ مأثومـاً بقتلـكَ إننـي
بـكَ يـا ابـنَ سـيّدِ يعربٍ لمُفَجَّعُ
قطعـت يـدي عمـداً يـدي وتوهمي
مـن قبـل انَّ يـداً يـداً لا تَقطعُ
لا يُبعــدنكَ اللــه ربـكَ راحلاً
أضــحى لنيَّــةِ ذاهــبٍ لا يرجـعُ
ولعــاً بجـدّكَ مـن جَـوَادٍ عـاثرٍ
جَــد الزمـانِ لـه عَثـور يَظلـعُ
لمــا أتــاحَ لـك الإلـه منَّيـة
فـإذا المنيـةُ أقبلـت لا تُـدفعُ
ولقـد تقـود الصـافناتِ شَوازبا
قُبـاً تَناقـل فـي الشكيم وتَمزعُ
ولقد تجود بما ملكت وما اغتدى
شـَادٍ بمـدحك فـي المحافلِ يِصدعُ
حَسـَّنْت تـأتينَ المصـاقعِ مثل ما
حســنتُ مـدحاً فيـك كـان يُرَّصـعُ
أأخـي أذْلـتَ مَصونَ دمعي فانبرى
يطـأُ الخـدودَ إذا يجـود ويَهْمَعُ
أوحــدتني وذهبـتَ ثـم تركتنـي
أبكــي لفقـدكَ كـلَّ قـبرٍ يوضـعُ
كـم قـد ظللت على ضريحكَ باكياً
لـو أن ذلـكَ يـا ابنَ تُبعَ ينفعُ
ولكــم وقفــت مسـلمّاً ومكلمـاً
لـو كـان يعقـل ميـتٌ أو يسـمعُ
تفـديكَ مـن حَـدَثِ المنيةِ أُسرتي
يـا ابـنَ الملوكِ وكلُّ مالٍ أجمعُ
قـد كـان سيفكَ قبل يومك قاطعاً
فغــدَا بيومـكَ نائبـاً لا يقطـعُ
أحفظتنــي لفظــاً أتيـحَ منيَّـةَ
خطـرت ولـم يـك ثـمَّ عنها مدفعُ
فـاللهُ يجزيـكَ الجِنـانَ مثوبـةً
منـه ورَبَّـكَ فهـو نعـمَ المفَـزَعُ
فلأبكينَّــك مــا اســتحنَّ لإلفـهِ
إلـف ومـا غـدت الحمـائمُ تسجَعُ
أبلـغْ بَنـي اللُّؤمـاءِ أن مهنَّدي
أمضـى السـيوفِ وأن عزمـي أقطعُ
هــل فيكــم كـأخي لـديَّ جَلالـةً
وهـو الـذي أضـحى بسـيفي مُصرعُ
فأنـا النـذيرُ لكـلِّ قومٍ بعدها
منــي بفــاقرةٍ تَســُحُّ وتهمــعُ
فذروا التعاظمَ واتّقوا مني فتى
كــل الكمـاةِ لـه تـذِل وتخضـعُ
لا فــرقَ بينكـم وبيـن نسـائكم
عنــدي وهـنَّ لـديَّ منكـم أشـجعُ
وكــأنني بكــمُ وقــد جـاءَتكمُ
والــبيضُ تلمــعُ والأسـنَّة شـُرَّعُ
كنعـاجٍ توضـحَ شـَدَّ فيهـا ضـَيغمٌ
فغــدت نَــوَافر شـَتُّها لا يجمـعُ
أو كــالجَرادِ علا ففــرَّق شـمله
فــي ظــلّ مُدْجَنـةٍ حريـقٌ زعـزعُ
فلأنقلـنَّ إلـى الطغـاةِ رَحى رَدىً
أبـداً يدور بها الزمانُ المفجعُ
ولأنشــئَنَ غمائمــاً مــن نقمـةٍ
جُونـاً ووابلهـا الذُّعاف المُنْقعُ
ثَهمـي فأَيـةُ لينـةٍ لـم تنقعـر
لهــم وأيــة قلعــةٍ لا تقلِــعُ
كيـفَ التذاذى بالرُّقاد وها هنا
بيـــضٌ معطَّشـــة وطيــرُ جُــوَّعُ
وفـوارسُ كأسـود بيشة في الوغى
لا تنثنــي رَهَبــاً ولا تتكعكــعُ
وقَنــاً خَــواطرُ كلهــا خَطيَّــةٌ
فيهــا سـِنانُ كالمنـارةِ يلمـعُ
وســَوابق قُــبُّ البطـونِ كأنهـا
إن ثـارَ عيثرهـا الذئابُ الهُرَّعُ
شـرفُ الملـوكِ على العبادِ لأنهم
قــوم أبَــاحهم الممالـكَ تُبَّـعُ
قـومي بنـو ماءِ السماءِ ودَوحتي
هُـودُ النـبيُّ نجارهـا والمَنبـعُ
ولنـا إذا ضـَنَّ الغَمـامُ مـواهب
محمـودة تشـفي اللَّهـاةَ وتنفـعُ
رفـع الإلـهُ علـى النجومِ محلنا
واللـهُ يخفـض مـن يشـاء ويرفعُ
سليمان بن سليمان النبهاني.ملك شاعر، من بني نبهان (ملوك عُمان)، خرج على الإمام أبي الحسن بن عبد السلام النزوي.واستولى على عُمان (بعد ذهاب دولة آبائه النبهانيين) وحكمها مدة وخلفه بإمامة أهل عُمان محمد بن إسماعيل .وكان شاعراً حماسياً مجيداً.له (ديوان شعر).