
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرادت جــواراً بـالعراق فلـم تُطـقْ
هوانــاً فراحــت تسـتفزُّ المواميـا
كــأن نَعامــاَ صــيح فـي أُخريـاته
جوافلهـــا لمــا مــررنَ هوافيــا
تجيـــش صــدور الأرحبيــات غضــبةً
فمــا يــدَّرِعْنَ الليــل إلا رواغيـا
ومـا كـدن يعرفـن النفار عن الدُّنى
ركـابي لـو لا مـا رأت مـن إِبائيـا
تقيَّلـــنَ أخلاق ابــن عــزمٍ مشــمِّرٍ
على الهول لا يخشى الخطوب العواديا
يكفكـف غـرب القـول عـن ذي سـفاهة
ويوســع حســن الاطِّــراح الأعاديــا
لئن جحـدت بغـداد حقـي مـن العُلـى
فمـا النجر مغموراً ولا الصبح خافيا
تركــتُ بنــي آدابهــا غيـرَ حافـلٍ
رذايــا ســُرىً يستشــبحون مكانيـا
إذا طـار بـي قـولٌ إلـى مـا أريدُه
كَبَــتْ بهــم أُقـوالهم مـن ورائيـا
تمطُّــر فَتْخــاء الجنــاحين غـادرت
علـى النِّيـق زغْباً لا تطيق التَّهافيا
ومـــا نظمــي الأشــعار إلا تعلَّــةً
تُرينــي أقصــى مـا أحـاولُ دانيـا
تضــيقُ بأفكــار المعـالي جـوانحي
فــأودعُ وجـدي والغـرامَ القوافيـا
وســـربٍ كغــزلان الصــَّريم نــوافر
عـن الفحـش يستشـرفن نحـوي عواطيا
إذا مـا اعتجـرن الليل كتمان زورةٍ
إلـيَّ غـداً جـرس مـن الحَلْـي واشـيا
تعفـي فضـول الريـط سحباً على الخط
ويُخفــي فشــيب العبقـريِّ الناجيـا
تضـوعُ الصـِّبا مـن غيـر فـضٍّ لطيمـةٍ
إذا مِسـْنَ مـا بيـن الـبيوت تهادِيا
شــموس وجــوه فـي الـبراقع طلقـةٍ
تقــلُّ مــن الوحْـف الأثيـث لياليـا
ســَنَحْنَ وللكــأس العقــاري هــدْرةٌ
تعيــدُ حليــم الحـي صـبوان لاهيـا
فأعرضـــت كــي لا أســترقَّ لصــبوةٍ
وأغضــيتُ كيمـا لا أغيـر المعاليـا
تــذامر قــومي بــالكُلاب فصــافحتْ
ســيوفهمُ هــامَ العِـدا والنَّواصـيا
وذادوا عطـاش النيـب خمساً فأوردوا
صــوارمهم مـاء مـن الهـام قانيـا
ومــا جنحـت سـادات بكـر بـن وائل
إلـى السـلم حتى أقبلوها المذاكيا
وعنــدي يــومٌ لــو أبــث حــديثهُ
نقـاد السـنين الغُبْـر عُـدنَ ضواريا
قطـوب إذا مـا الـبيض ضـاحكن شمسه
أعــادَ ظُباهــا بالــدماء بواكيـا
إذا دعــثرته الخيــلُ ســدَّ فُروجَـه
عجـاجٌ يعيـد الصـبح بـالركض داجياً
يـود ذوو التيجـان لـو أصـبحوا به
نواصــف شــعثاً أو عـذارى غوانيـا
قـذفت بـه فـي لهـوة المـوت مُهجـةً
تـرى كـل شـيءٍ مـا خلا العمر فانيا
وأجحمــتُ نـار الحـرب فـي جنبـاته
فأضــحت بـه هـام الكُمـاة صـواليا
فأمَّـــا ترينــي اســتجم صــوارمي
وأُحـس فـي نـزر الزهيـد التقاضـيا
وأرشـــف رشـــَّاح الأداوي ظمـــاءةً
فـــأرجع موهــون الأبــاء صــاديا
أعالـج مجهـوداً مـن العيـش مُـدْنفاً
بعيـد الأسـى أعيا الطبيب المُداويا
إذا نـــاهز الأفـــراق وصــَبٍ بــه
تقهقــر مـن لَـيِّ المواعيـدِ ناويـا
فــبرد الصـبا عنـدي قشـيبٌ وهمَّـتي
فتــاةٌ وأيــامُ الزمــان أمانيــا
ومــا المرزمــات يعتســفن تنوفـةً
بــواغمَ مــن حـر الفِـراق صـَواديا
يكــاد الصــدى يهفـو بهـنَّ محلقـاً
إلــى كـل وردٍ لـو أمِـيَّ المثانيـا
براهـن إدمـان الرسـيم مـن السـُّرى
فجئن كـــأعواد القِســـيِّ حوانيــا
تمنيَّــن جيرانــاً وروْضــاً ومـورداً
وأيُّ نعيــمٍ لــو بلغــنَ الأمانيــا
عشـــيَّة مـــا أنســاعُهنَّ جواذَبــاً
لهــــن ولا أقرانُهــــنَّ ثوانيـــا
إذا ضـاقت الأهـب الفسـيحة بـالجوى
نشــقن نســيماً أو تســمعن حاديـا
بأوجــدَ منــه بــالعُلى غيـر أنـه
إذا مـا وَنَـتْ لم يلْفِه السير وانيا
ولا مطــرق بالرمـل يخفـي اغـبراره
رواءَ كعقِـــد الخيزرانــة خافيــا
يلعِّـــنُ مرهوبــاً كــأن اعتْصــابه
حبــاب مخيــضٍ لاطـم الـوطب راغيـا
يؤلِّـــل عُصـــْلاً لابُنـــاهُنَّ هَيْنـــةً
ضـــِعافاً ولا أطرافهـــن نوابيـــا
تجنَّبــه الرقــش القواتــلُ خيفــةً
ويطــويه مُعْتــلُّ النســيم تفاديـا
إذا اعتــس ســرَّاب الهـوامِ لقـوته
تـــودع خمْصــاناً وأَصــبحَ طاويــا
بأنْفــذَ مــن أقلامــه فــي عــدُوهِ
إذا رقشـت فـوق الطُّـروس الـدواهيا
بواســـط أيـــدٍ لا تــزال جــريئة
تُحــاربُ أحــداثاً وتُــولي أياديـا
تعــرف الهرقْليــات حــتى كأنمــا
تنـاوش مـن لمـس النُّضـارِ الأفاعيـا
خزائنهــم أيــدي العُفــاةِ لأنهــم
رأوهــا علـى مـرِّ الزمـان بواقيـا
سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي أبو الفوارس.شاعر مشهور من أهل بغداد كان يلقب بأبي الفوارس نشأ فقيهاً وغلب عليه الأدب والشعر وكان يلبس زي أمراء البادية ويتقلد سيفاً ولا ينطق بغير العربية الفصحى.وتوفي ببغداد عن 82عاماً.له (ديوان شعر -ط) الجزء الأول منه ببغداد ورسائل أورد ابن أبي أصيبعة نتفاً منه.