
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بنـي عمنـا كفـوا العضـيهة أنهـا
تُعيـدُ بيـاض الصـبح بالنقع أغبرا
ولا يســخرن الحلــمُ منكـم برفقـه
فــإن رواء الحلــم بأسـاً مُعفِّـرا
لنـا مـا أفاد المالكان من العُلى
ومكتســبُ القعقـاع مجـداً ومُفْخـراً
ومنـا الـذي أحيْـا الوئيـد بماله
فوافـق مـن قبـلُ الكتـابَ المحبرَّا
وكنـا إذا مـا التـاث حـيٌّ بغـدرةٍ
ركبنـا إليـه كاهـلَ الشـر أوعَـرا
وقْــدُنا إليــه تحــت كـل عجاجـة
شــوازِبَ يعلكــن الشــَّكائم ضـُمَّرا
فــإن تخْتلــوا أعراضـنا فوخيمـةٌ
وإن كـان مرآهـا مـن المجد أخضرا
عجبــت مـن الحـي اللقـاح ومعشـرٍ
يُجنــون ضــغناً أن أغُــر وأُكـبرا
ينــازعنُي قــولي رجــالٌ وإنمــا
أشــدُّ اكـتئابي أن رأونـي أشـْعرا
ومــن دون صـبح العـز ليـلٌ مـؤرِّقٌ
جعلـتُ القـوافي مـن تمـاديه سُمَّرا
أطــالوا سـفيهَ الاعـتراض ونمَّقـوا
إلـى الطعـن ألفاظـاً هُذاءً وأسْطُرا
يزيــدهم جمــعُ الجراميــز ضــلَّةً
كمـا ازداد ظمئاً ورادُ الآجن الصَّرى
لئن نقلــوا مــا يجهلـون فـإنني
لفـــارسُ علـــمٍ نــاقلاً ومفســِّرا
و ما العلم إلا الصبح ما فيه مرشدٌ
لأعمـى ويهـدي الصبح من كان مبصرا
حلفــتُ بــربِّ الراقصــات كأنهــا
نقــانقُ يرهبــن الأنيـسَ المُنَفِّـرا
مــوارقُ مــن جُنــح الظلام كأنمـا
نَشــَقْنَ نضــيراً بالصــَّباح مُنـوَّرا
تــدافعن فــي خـرق تخـالُ سـرابهُ
بمخــترق الــدهناء ســحلاً مُنشـَّرا
حملـــنَ رجــالاً مــن بلادٍ بعيــدةٍ
منيـبين كـي يعفـوا الإلـهُ ويغفرا
لقـــولهم عنـــدي أشــد مهانــة
مـن الفقـح منجول المنابت بالعرا
ومــن لــي بيـومٍ درامـيٍّ يُعيضـهم
مكـان القـوافي والقـوارصِ عسـكرا
كــأن جيــاد الخيـل عنـد طعـانهِ
قشــاعمُ يحـذبنُ العـبيطَ المُنَسـَّرا
ســـحبن رعابِيـــل الجِلالِ خضــيبةً
كمـا سـحب الغيـدُ المُلاءَ المعصفرا
ولــو بنصـير الـدين صـُلْتُ عليهـم
لعَفَّــى علـى الآثـار منهـم ودمَّـرا
هــو المـرءُ لا مُسـتكرَهٌ إن سـألته
نـــوالاً ولا مســـتعذبٌ أن تنكَّــرا
أغــرُّ يضـيءُ الليـل والحـظ وجهـه
إذا جـاد بـالغمْر الجزيـل وأسفرا
يُــدوِّمُ فـي سـَمْت الـرويِّ اعـتزامُه
فـإن لمـح الجـزْلَ الصـَّوابَ تمطَّـرا
علــى لاحــبٍ مــن جـو أرضٍ صـقيلةٍ
إذا مـا مشـى فيها اليراعُ تبخترا
كـأن البنـان السـبط يزجـي سطورهُ
أخو الحرب يقتاد العديد المجمهرا
يكـــونُ ومـــا جفَّــت بلائلُ خطَّــه
ربابــاً بأكنــاف البلاد وعِشــْيرا
فيبعــثُ فــي حــربٍ وجـدب برقشـهِ
غنيــاً عزيــزاً أو قــتيلاً مُعَفَّـرا
إذا عصــف الخطـب الجريـء بأرضـه
رأيــت شـَروْرى والنسـيم إذا جـرى
وإن نبــت الـبيضُ الخفـاف وجـدتُه
حســاماً جريّــاً حيـثُ وجَّهتَـه بَـري
ومحلولـــكٍ لــولا بريــقُ حديــدهِ
حسـبت الـدجى في غَرِّه الصبح أضمرا
تميــدُ بـه القِيعـان حـتى كأنمـا
شـربن مـن الوكْـف السـُّلاف المخمرا
تغمغــم حـتى خيـل طيـراً ومـورداً
وأجلــب حــتى كـان أسـداً وعَثَّـرا
مَحـا جَـدَدَ البيـداء فـرطُ اعتراكه
فعــادت صـعيداً بـالطِّراد مُـدَعْثرا
يفــتُ رعــان الطَّــودْ مـن جـولانه
ويُــذري كثيبـاً بالسـَّنابك أعْفَـرا
ويزجــي سـحاباً مـن مُثـار عجـاجه
فـإن رعـدت فيـه الأنـابيب أمْطَـرا
ســطوت بـه مـن غيـر حـربٍ وحلمـةٍ
ولـو شـئت كنـت الشـَّمريَّ المُغـرِّرا
ومـا مغـدقٌ مـن صـيِّب المـزن هاطلٌ
إذا قيــل نجــديُّ المُنـاخ تَغـوَّرا
ســحوح كــأن الوطْـف تسـكب مـاءه
روايـا يُرَعْبِلْـنَ المـزاد المشرشرا
يســـفُّ فيغــدو للجبــال مُعممــا
ويــدنو فيغــدو للهضــاب مُـؤزِّرا
لـــه رَجفــانٌ بالريــاح مُقعقــعٌ
كمـا رجفـت رايـات كسـرى وقيصـرا
تـــألَّق حـــتى خلــتُ أن بريقــهُ
سـيوف تميـمٍ تعقـر النِّيـب للقِـرى
وجــاد فلا المحـلُ المـوات بهامـدٍ
عليـه ولا العـام الشـديد بـأغبرا
بـأنقعَ مـن نُعْمـى الـوزير وربمـا
غـدتْ كفُّـه بـالجود أهمـى وأغـزرا
مــن القــوم لا يُعطـون إلا تبرعـاً
ولا يفعلـــون الخيــر إلا مُكــررا
إذا كتبــوا أدَّوا فِصــاحاً صـحيحةً
وإن ركبــوا رَدوا وشــيجاً مُكسـَّرا
لهـم كـل أُملـودٍ مـن الـرأي مُشرعٍ
قــويمٍ إذا مــا السـمهريُّ تـأطَّرا
هُـمُ زنـد مجـدٍ أنـت نـارُ اقتداحه
وأفخـرُ مـا كـان الزنـادُ إذا وَرَى
سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي أبو الفوارس.شاعر مشهور من أهل بغداد كان يلقب بأبي الفوارس نشأ فقيهاً وغلب عليه الأدب والشعر وكان يلبس زي أمراء البادية ويتقلد سيفاً ولا ينطق بغير العربية الفصحى.وتوفي ببغداد عن 82عاماً.له (ديوان شعر -ط) الجزء الأول منه ببغداد ورسائل أورد ابن أبي أصيبعة نتفاً منه.