
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـي حادِيـاتِ اللّيـالي للْفَتَى عَجَبُ
وَفــي نَوائِبِهــا تَفَــاوَتُ الرِّيَـبُ
فَطالَمـا أَظْهَـرَتْ للنـاسِ خَيْـرَ فَتىً
مِـنْ قَبْلِهـا كـانَ بالتَّزْويرِ يَحْتَجِب
لَـولا التجـارِبُ ظَـنَّ النّاسُ في شَبَهٍ
بــأنَّه الفِضـَّةُ البَيْضـاءُ والـذّهَبُ
إن المعـادِنَ لَـوْلا الحَفْـرُ واحِـدَةٌ
والكُـلُّ مِنْهـا لِـوَجْهِ الأَرْضِ يَنْتَسـِبُ
والحُلْـوُ والْمُرُّ في الشَّيْئَيْنِ مُحْتَجِبٌ
فـإِنْ بَلَوْتَهُمـا لـم يُجْهَـلِ السـَّبَبُ
والخَيْرُ والشَّرُّ لا يَدْرِي الفَتَى بِهِما
حَتَّــى يسـاوِرَهُ فـي دَهْـرِهِ النُّـوَبُ
كَـمْ مِـنْ فَـتىً تَعْشَقُ الأَبْصارَ رَوْنَقَهُ
وَدَمْعُهــا بَعْـدَ خُبْـرٍ مِنْـهُ يَنْسـَكِبُ
ومِـنْ فَـتىً تَزدَريـهِ وَهُـوَ إنْ صَدَقَتْ
مِنْــهُ التَّجـارِبُ للْمَعْـروفِ يُكْتَسـَبُ
اُبْـلُ الرِّجالَ وَدَعْ عَنْكَ الغُرورَ بِما
يَقْضـِي بِـهِ حَسـَبُ الفِتيـانِ والنَّسَبُ
فــإنْ وَجَــدْتَ جَميلاً بَعْــدَ تَجْربَـةٍ
فاشـْدُدْ يَـدَيْكَ فَهَـذا عِنْـدِيَ الحَسَبُ
وإنْ وَجَــدْتَ قَبِيحــاً بَعْـدَ مَخْبَـرَةٍ
فَــذاكَ لَمْــعُ ســَرابٍ كُلُّــهُ كَـذِبُ
وإِنَّنـي قَـدْ حَلَبْـتُ الـدَّهْرُ أَشـْطُرَهُ
وَقَــدْ بَلَـوْتُ الأَخِلاّ فَـوْقَ مـا يَجِـبُ
وَقَـدْ خَبِـرتُ الـوَرَى فـي كُلِّ حادِثَةٍ
فَلَـمْ يكُـنْ عِنْـدَهُمْ فـي مَطْلَـبٍ أَرَبُ
وكُلُّهُــمْ مُظْهِــرٌ حُبّــاً لـذي نَشـَبٍ
إنْ عـادَ يومـاً علَيْهـمْ ذَلِكَ النّشَبُ
يَـدُومُ صـَفْوُ الإخـا مِنْهُمْ فإن سَلَبَتْ
يَـدُ الزَّمـانِ الـذي يَرْجُونَهُ سَلَبُوا
إنْ كُنْتَ تَبْغي وِدادَ النّاسِ كُنْ رَجُلاً
فيهـمْ لَـهُ رَغَـبٌ إن شـِئْتَ أو رَهَـبُ
فـإنْ تَكُنْ راغِباً في مِثْلِ ذا رَغِبوا
وإن تكُـنْ راغِبـاً عَـنْ مِثْلِهِ رَغِبوا
مـا لامْرِىء في وِدادِ النّاسِ مِنْ سَبَبٍ
إنْ لَـمْ يكُـنْ عِنْـدَهُ يَوْمـاً لَهُ سَبَبُ
ومَـنْ يَقُـلْ غَيْرَ ذا قُلْ أَنْتَ في غَرَرٍ
وَلَسـْتَ مِـنْ مَعْشـَرٍ للنّاس قَدْ صَحبُوا
ســَتَعْرِفُ الأَمْـرَ إنْ نابَتْـكَ نائِبَـةٌ
أَوْ أَمْكَنَـتْ فُرْصـَةٌ في مِثْلِها يَثِبُوا
فَلُـذْ بِحَبْـلِ التُّقَـى والعِلْمِ مُطَّرِحاً
كَسـْبَ الإخـاءِ فَهَـذا الأَمْـرُ مُضـْطَرِبُ
لا تَقْتَحِــمْ لِـوِدادِ النّـاسِ مَهْلَكَـةً
يَغْتَالُـكَ الوَيْـلُ والتَّنْكِيدُ والنَّصَبُ
ولَسـْتُ مُسـْتَثْنِياً مِنْهُـمْ سـِوَى نَفَـرٍ
فــي رَبْعِهِــمْ للأَخِلاّ يُرْفَـعُ الطَّنَـبُ
يَصــْفُونَ إِنْ كُـدِّرَتْ أَخْلاقُهُـمْ كَرَمـاً
وإنْ يَشـُبْ مَحْـضَ وُدِّي القَـوْمُ يَشِبُوا
يُقَـدِّمونَ قَضـا حَـاجِ الصـَّديقِ عَلَـى
حاجَـاتِهِمْ إِذْ رَأَوْهُ بَعْـضَ مـا يَجِـبُ
ومِنْهُـمُ العـالِمُ السـَّبّاقُ فـي رُتَبٍ
حَتَّـى حَـوَى غايَةً تَعْنُو لَهَا والرتَبُ
حِينـاً يَحُـلُّ رُمـوزَ العِلْمِ إِنْ خَفِيَتْ
وتــارةً عِنْــدَهُ الأَشـْعارُ والخُطَـبُ
يَمْشـِي عَلَـى نَمَـطِ الأَعْرابِ إِنْ نَظَمَتْ
يَراعُـــهُ كَلِمــاتٍ شــَأْنُها عَجَــبُ
انْظُــرْ إلــى مِــدَحٍ منْـهُ مُجَـوَّدَةٍ
كأنّمـا نُظِمَـتْ فـي سـِلْكِها الشـُّهُبُ
وانْظُـرْ حَماسـَةَ نَظْـمٍ منـه رائِعَـةً
كأَنَّهـا فـي الطُّروسِ البِيضُ والنِّيَبُ
تَحْكِـي لَنـا مِنْ خُطوبِ الدَّهْرِ مُعْضِلَةً
وفِتْنَـةً نارُهـا فـي السـَّفْحِ تَلْتَهِبُ
مِـنْ جاحِدٍ نِعْمَةَ الْمَوْلَى الإمامِ وقَدْ
أَوْلاهُ مِـنْ سـَيْبها مـا لَيْـسَ يَحْتَسِبُ
لــمْ يَنْهَـهُ كَـرَمٌ لَـمْ تُثْنِـهِ نِعَـمٌ
لـم تُلْهِـهِ نِقَـمٌ فـي كَفِّهـا العَطَبُ
ولـم يَنَـلْ مِنْـهُ ما يَرْجُوهُ مِنْ ظَفَرٍ
بِـذلِكَ الحَـرْبِ لا بَـلْ نـالَهُ الحَرَبُ
خَفِّـفْ عَلَيْـكَ ابنَ يَحْيَى ما دَهَاك بهِ
رَيْـبُ الزَّمـانِ فَمـا فـي رَيْبِهِ رَيَبُ
كـانَتْ سـَحابَةَ صـَيْفٍ مـا تَـأَلَّفَ في
أطْرافِها البَرْقُ حَتَّى انْجابَتِ السُّحُبُ
أو مِثْـلَ صـَوْت ريـاحٍ زَعْـزَعٍ زَحَفَـتْ
عَلَـى الجِبـال فَمـا مَادَتْ لَها كُثُبُ
مـن يَنْطَـحِ الصـَّخْرَةَ الصَّماءَ تَهْشِمُهُ
والصـَّخْرُ بالنَّطْـحِ يَوْماً لَيْسَ يَنْشَعِبُ
محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني.فقيه مجتهد من كبار علماء البحث من أهل صنعاء ولد بهجرة شوكان من بلاد خولان باليمن ونشأ بصنعاء وولي قضاءها سنة 1229هومات حاكماً بها.وكان يرى تحريم التقليد.له 114مؤلفاً منها (نيل الأوطار من أسرار منتفي الأخيار -ط) ثماني مجلدات، و(البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع -ط) مجلدان و(إتحاف الأكابر -ط)، و(الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة -ط)، وكذلك (السيل الجرار -ط) جزآن (فتح القدير -ط) في التفسير و(تحفة الذاكرين).