
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـتَ يـا شـِعْرُ فلـذةٌ مِنْ فؤادي
تَتَغَنَّــى وقِطْعــةٌ مِــنْ وُجُــودي
فيـكَ مَـا فـي جـوانحي مِنْ حنينٍ
أبــديٍّ إلــى صــميمِ الوُجُــودِ
فيـكَ مَـا فـي خـواطري مِنْ بكاءٍ
فيـكَ مَـا فـي عـواطفي مِنْ نشيدِ
فيـكَ مَـا فـي مَشـَاعري مِنْ وُجُومٍ
لا يُغَنِّــي ومِــنْ ســُرورٍ عَهيــدِ
فيـكَ مَـا فـي عَـوَالمي مِـنْ ظلامٍ
ســـَرْمديٍّ ومِــنْ صــباحٍ وَليــدِ
فيـكَ مَـا فـي عَـوَالمي مِنْ ضبابٍ
وســــرابٍ ويقظــــةٍ وهُجُـــودِ
فيـكَ مَـا فـي طفولـتي مِـنْ سلامٍ
وابتســـامٍ وغبطـــةٍ وســـُعودِ
فيـكَ مَـا فـي شـبيبتي مِنْ حنينٍ
وشــــجونٍ وبَهْجــــةٍ وجُمـــودِ
فيـكَ إن عـانقَ الرَّبيـعُ فـؤادي
تتثنَّـــــى ســــَنَابِلي وَوُرُودي
ويغنِّـي الصـَّباحُ أُنشـودَةَ الحـبِّ
علــى مَســْمَعِ الشـَّبابِ السـَّعيدِ
ثُــمَّ أَجْنــي فــي صـيفِ أَحلامـيَ
السـَّاحِرِ مَا لَذَّ من ثمارِ الخُلودِ
فيـكَ يبـدو خريـفُ نَفْسـي مَلُولاً
شــاحِبَ اللَّــوْنِ عـاريَ الأُمْلـودِ
حَلَّلتـه الحَيَـاةُ بـالحَزَنِ الـدَّا
مــي وغَشــَّتْهُ بـالغيومِ السـُّودِ
فيـكَ يمشـي شـتاءُ أَيَّـاميَ البا
كــي وتُرغــي صـَوَاعقي ورُعُـودي
وتَجِـفُّ الزُّهـورُ فـي قلـبيَ الدَّا
جــي وتهـوي إلـى قـرارٍ بعيـدِ
أَنْـتَ يـا شـِعْرُ قصـَّةٌ عـن حياتي
أَنْـتَ يـا شـِعْرُ صـورةٌ مِنْ وُجودي
أَنْـتَ يـا شِعْرُ إنْ فَرِحْتُ أغاريدي
وإنْ غنَّـــتِ الكآبَـــةُ عُـــودي
أَنْـتَ يـا شـِعْرُ كـأسُ خمـرٍ عجيبٍ
أَتلهَّـــى بـــه خلالَ اللُّحـــودِ
أتحســَّاهُ فــي الصــبَّاحِ لأنسـى
مَـا تقضـَّى فـي أمسـيَ المَفْقـودِ
وأُنـاجيه فـي المسـاءِ ليُلْهِيني
مَــرْآهُ عــن الصــَّباحِ السـَّعيدِ
أَنْـتَ مَـا نلتُ من كهوفِ اللَّيالي
وتصــفَّحتُ مِــنْ كتــابِ الخلـودِ
فيـكَ مَـا في الوُجُودِ مِنْ حَلَكٍ دا
جٍ ومــا فيـه مِـنْ ضـياءٍ بعيـدِ
فيـكَ مَـا فـي الوُجُـودِ مِـنْ نَغَمٍ
حُلْـوٍ ومـا فيـه مـن ضجيجٍ شَديدِ
فيـكَ مَـا في الوُجُودِ مِنْ جَبَلٍ وَعْ
رٍ ومــا فيـه مِـنْ حَضـيضٍ وهِيـدِ
فيـكَ مَـا في الوُجُودِ مِنْ حَسَكٍ يُدْ
مِـي ومـا فيـه مِنْ غَضيضِ الوُرودِ
فيـكَ مَا في الوُجُودِ حَبَّ بنو الأَر
ضِ قصـيدي أَمْ لَـمْ يُحبُّـوا قَصيدي
فســواءٌ علـى الطُّيـورِ إِذا غـنَّ
تْ هُتــافُ الســَّؤُوم والمُسـْتَعيدِ
وسـواءٌ علـى النُّجـومِ إِذا لاحـتْ
ســكونُ الــدُّجى وقَصـْفُ الرُّعـودِ
وسـواءٌ علـى النَّسـيمِ أَفي القف
رِ تُغَنِّــي أَمْ بَيْـنَ غَـضِّ الـوُرودِ
وسواءٌ على الوُرودِ أَفي الغيرانِ
فــاحَتْ أَمْ بَيْــنَ نَهْــدٍ وَجِيــدِ
أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب. قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته. ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته. له (ديوان شعر -ط) و(كتاب الخيال الشعري عند العرب) و(آثار الشلبي -ط) و(مذكرات -ط).مولده 24 فبراير 1909 ووفاته 9 اكتوبر 1934 .