
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَــدْ ســَكِرْنا بحُبِّنــا واكتفينـا
يـا مُـدِيرَ الكـؤُوس فاصـرفْ كؤُوسكْ
واسـكبِ الخمـرَ للعَصـَافيرِ والنَّحْلِ
وخَـــلِّ الثَّـــرى يَضـــُمُّ عروســَكْ
مَــا لنـا والكـؤوس نَطْلُـبُ منهـا
نشـــوةً والغَــرامُ ســِحْرٌ وســُكْرُ
خَلِّنــا منـكَ فـالرَّبيعُ لنـا سـاقٍ
وهـــذا الفضـــاءُ كــأسٌ وخمــرُ
نحن نحيا كالطَّيرِ في الأُفُق السَّاجي
وكالنَّحْـــلِ فــوقَ غــضِّ الزُّهُــورِ
نحــنُ نلهـو تَحْـتَ الظِّلالِ كطفليـن
ســعيدين فــي غُــرورِ الطُّفولَــةْ
وعلـى الصَّخْرَةِ الجميلَةِ في الوادي
وبيـــنَ المَخـــاوفِ المَجْهُولـــةْ
نحـنُ نغـدو بَيْـنَ المـروجِ ونُمسـي
ونغنِّــي مــع النَّســيمِ المغنِّــي
ونُنـاجي روحَ الطَّبيعَـةُ فـي الكونِ
ونُصــــغي لقلبِهـــا المتغنِّـــي
نحـنُ مثـل الرَّبيـعِ نمشي على أَرضٍ
مِــنَ الزًّهْــرِ والــرُّؤى والخَيـالِ
فوقهــا يرقُــصُ الغَــرامُ ويلهـو
ويغنِّــــي فــــي نشــــوةٍ ودَلالِ
نحـنُ نحيا في جنَّةٍ مِنْ جِنانِ السِّحْرِ
فــــي عـــالمٍ بعيـــدٍ بعيـــدِ
نحــنُ فــي عُشـِّنا المـوَرَّدِ نتلـو
ســُوَرَ الحــبِّ للشــَّبابِ الســَّعيدِ
قَـــدْ تركنــا الوُجُــودَ للنَّــاسِ
فَلْيُقَضــُّوا الحَيَــاةَ كيـفَ أَرادوا
وذهبنــــا بَلُبِّــــهِ وهـــو رُوحٌ
وَتَركنــا القُشــُورَ وهــيَ جَمــادُ
قَــدْ ســكرنا بحبِّنــا واكتفينـا
طَفَـحَ الكَـأْسُ فـاذهبوا يـا سـُقاةُ
نحــنُ نحيــا فلا نريــدُ مزيــداً
حَســْبُنا مَــا مَنَحْتِنـا يـا حيـاةُ
حَســْبُنا زهرُنــا الَّــذي نَتَنَشــَّى
حَســْبُنا كأســُنا الــتي نترشــَّفْ
إنَّ فــي ثَغْرِنــا رحيقـاً سـماوِيًّا
وفـــي قلبنـــا ربيعــاً مُفَــوَّفْ
أَيُّهـا الـدَّهْرُ أَيُّها الزَّمَنُ الجاري
إلـــى غيـــرِ وُجهـــةٍ وقـــرارِ
أَيُّهـا الكـونُ أَيُّهـا القَدَرُ الأَعمى
قِفُــوا حيــثُ أَنتُــمُ أَو فسـيرُوا
ودَعُونــا هنـا تُغنِّـي لنـا الأَحلامُ
والحــــبُّ والوُجُـــودُ الكـــبيرُ
وإذا مَـــا أَبَيْتُـــمُ فاحْمِلُونــا
ولهيــبُ الغَــرامِ فــي شــَفَتَيْنا
وزهــورُ الحَيَــاةِ تعبـقُ بـالعِطْرِ
وبالســِّحْرِ والصــِّبا فــي يـديْنَا
أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب. قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته. ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته. له (ديوان شعر -ط) و(كتاب الخيال الشعري عند العرب) و(آثار الشلبي -ط) و(مذكرات -ط).مولده 24 فبراير 1909 ووفاته 9 اكتوبر 1934 .