
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ومضــطغن علــى الألبـاب قـاس
يـرى ويقـول بـالرأي القـديم
يحــدِّث عــن أب فــأب مجــوس
إلـى هابيـل كالليـل البهيـم
أبـوه أخـوه وهـو أخـو بنيـه
ولا الســّيْرانِ قـدَّا مـن أديـم
لـه فـي النـور والظلمات عقد
بطيــء الحــل ممنـوع الأديـم
تخيـر مـن أديـم الحـزن أرضاً
عــذاة الــترب طيبــة الأروم
وعَــرَّش فوقنـا فـالطرف فيهـا
يســير علــى صــراط مسـتقيم
وحصـــَّنها بعيـــدان طـــوال
وزينهـــا بقضــبان الكــروم
وحـاز لهـا مـن الأنهـار فحلاً
فأهــداها إلــى كفــؤ كريـم
فأولــدها بنيــن ولـم تخنـه
وَرُبَّـــتَ لائم فيهـــا مليـــم
وأقبــل ربهــا يسـعى إليهـا
ضـحى فـي سـمت لقمـان الحكيم
فأبصــر غِلمـة كالصـبح بيضـاً
لهــن وغلمــة مثــل الصـريم
فصــعر خــده غضــباً عليهــا
وزناهـــا ببهتـــان عظيـــم
قضــى بسـواد ذا وبيـاض هـذا
كمـا ولـد الصـبيح من الدميم
فقـال جـزى العواهر ما جزاها
وســـمن كــل جانيــة ظلــوم
ألــم ترضـين أن تزنيـن حـتى
تَمــاريتُن فــي علـم النجـوم
وجــرَّد مديــة كالمـاء أبقـت
علــى أوداجهـا أثـر الكلـوم
فمــا أرعــى علــى أم ثكـول
ولا أبقــى علــى ولــد يـتيم
وجــاء بهـن أمثـال السـبايا
علــى لــونين مـن حبـش وروم
فــداس بطــونهن بِرَكْــل علـج
أشـــق كظــل شــيطان رجيــم
فســالت بالـدم الأنهـار حـتى
تركــن القـاع أحمـر كالـديم
ولمـا أن قضـى الأوطـار منهـا
وميــزت الـدماء مـن اللحـوم
أشــار بحســها لتزيــد غمـاً
علـى مـا حملتـه مـن الغمـوم
فأودعهـا مـن المغشـى سـموماً
تطــابق تحـت أعـراق النجـوم
فوافاهــا مـن النجـدين شـيخ
تـرى مـا لا تـرى عيـن النديم
فقــص عليـه قصـة مـا أجـابت
وقــال ولـم تـدعها كالهشـيم
حلفــت لنشــربن دم الزوانـي
وننتصـــرنّ للــدين القــديم
وفـض الختـم عـن صافي الْحُمَيّا
ورد الطيـن فـي دانـي النسيم
ولمــا ذاقهــا والطعــم مـر
وقـوس الظهـر ظـاهرة الوضـوم
أعـــادت ســـِنه جَــذَعاً وردت
ضــراءة ذلـك العظـم الرميـم
وجــازته عـن السـوءَى بحسـنى
فيــا للّــه للطبــع الكريـم
وفتيـــان كمجتمــع الثريــا
علـى طـرف مـن العيـش الرخيم
يساقيهم من الفتيان أحوى غضي
ض الطـــرف ذو كشـــح هضــيم
تنــادوا للمــدام وعنفــوني
وقـالوا هـاك حظـك مـن نعيـم
فقلــت أخــاف عقباهـا ولكـن
أشــيعكم إلــى بـاب الجحيـم
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل.أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر.ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380ه فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382ه ولم تكن قد ذاعت شهرته.فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق.ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه.كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.وفاته في هراة مسموماً.وله (ديوان شعر -ط) صغير و(رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و(مقامات -ط)