
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا سـايراً نحـوَ الحجـاز مُشـمراً
اجْهَدْ فَدَيْتُك فِي المَسير وَفِي السُّرى
وتــدَرَّع الصـبرَ الجميـلَ ولا تكُـنْ
فِـي مطلـب المَجْـدِ الأثيـلِ مُقَصـرَا
اقصـدْ إِلَـى حَيْـثُ المكارمُ والندى
يلقــاكَ وجههمــا مضـيئاً مقمـرا
وإذا سـهرت الليـلَ فِي طلب العلا
فحـذارِ ثُـمَّ حَـذَارِ مـن خدْع الكرى
إن كلــتِ النجـبُ الركـائبُ تـارةً
فأعِـدْ لَهَـا ذكـر الحَـبيب مُكَـررا
وأبعـث لَهَـا سـرَّ المُـدامِ فإنهـا
بالــذِّكرِ لا تَنْفــكُّ حَتَّــى تَسـْكَرا
وإذا اخْتفـتْ طُـرقُ المَسير وظَلّ من
أشــكالِها نَظــرُ البصـير محيـرا
فالقصـْدُ حَيْـثُ النـورُ يُشرقُ ساطِعاً
والطـرق حيـثْ تـرَى الثَّرى مُتَعطرا
قـف بالمنـازلِ والمَناهـل من لدُنْ
وادي قبـاءَ إِلَـى حِمـى أمُ القُـرَى
وتــوَخّ آثــارَ النَّـبي فَضـَعْ بِهَـا
مُتَشــرِّفاً خَـدَّيكَ فِـي عَفْـر الثَّـرَى
وَإذَا رَأيـتَ مهـابِطَ الـوحيِ الَّتِـي
نَشــرتْ عَلَـى الآفـاق نُـوراً نَـوَّرَا
فـاعلم بأنَّـكَ مَـا رَأيـتَ شـَبِيهَهَا
مُـذْ كنـتَ فِي ماضيَ الزَّمان ولا يرى
شـــرفاً لأمكنــة تَنَــزَّلَ بَيْنَهــا
جبريــلُ عــن رب السـماء مُخَبِّـرا
فَتَـــأَثَّرَتْ عنــهُ بأحســنِ بهجــة
أُفــدى الجَمــالَ مُـؤثَّراً ومُـؤَثِّرا
فــتردَّد المحتــارُ بَيْـنَ بَعِيـدهَا
وقَرِيبِهـــا مُتَبـــدّياً مُتَحَضـــرَا
فتــــبرمتْ بجمـــالهِ وتشـــرَّفَتْ
بجلالـــهِ وَرَأَتْ مَقَامـــاً أكْبَــرا
واسـْتَوْدَعت مـن سـره مَـا كـاد أنْ
يُبـدَى لنـا مَعنـى الكمـال مُصَوَّرَا
ســرٌّ فهمنــا كنهــهُ لَـمْ يَشـْتَبِهْ
فنشــكَّ فِيــهِ وَلَـمْ يهـنْ فَيُفَسـَّرَا
اللــهُ أكْبَــرُ مَــا أعـزَّ جَنَـابَه
وأجــلَّ رفعْتَــه عَلَـى كُـل الـورَى
ولقـدْ أقـولُ إذَا الكـواكبُ أشرَقَتْ
وترفعـتْ فِـي منتهَـى شـرف الـذرى
لا تفخــراً زُهــراً فــإنَّ مُحَمَّــداً
أعلــى عُلاً مِنهَــا وأشـرقُ جـوهَرا
أحيـى الإلـهُ بِبعثِـه سـُننَ الهُـدَى
وأعـادَ مِـن عَهْـد النَّبُـوَّةِ أعصـرَا
وأتـى بِـهِ والنَّـاسُ فِي ظُلَم الْعَمَى
مُـولى المعَـارفُ والقلـوب فأنشرا
نِلنَـا بِـهِ مَـا قَـدْ رأينا من عُلاً
مـعَ مَـا يؤمل فِي القيامة أنْ ترى
فَبِـــهِ المَلاذُ تَقَـــدَّماً وتــأخراً
ولَــهُ الجَميــلُ مُحقّقًــا ومقـرَّرَا
للـه مَـا فِيـهِ مِـنَ الشـرفِ الَّـذِي
أعيَــا عَلَــى حُســَّابِه أنْ يُحْصـرا
فَســـَعادَةٌ أوليــةٌ ســَبَقَتْ وَمَــا
هــوَ ثــابتٌ أزلاً فلــنْ يَتَغَيَّــرا
وســيادَةٌ بـارَى الأنـامَ لَهَـا وَلا
سـيما إذَا قـدموا عَلَيْهَا المحشَرا
وَزَهَـادَةٌ مَا اسْتَصْلَحَت شَيئاً من الدْ
دُنْيــا لأنْ يُصــغِي إِلَيْـهِ ويَنظُـرا
وجَلالَــةٌ فِــي الخُلْــقِ حَتَّـى إنَّـه
أثنــى عَلَيْهَـا مـن بَـرَاهُ وَصـَوَّرا
وطهــارةٌ فِــي الخَلْـق حَتَّـى إنَّـهُ
ينـدَى مـع الأعـرافِ مِسـكاً أذفَـرَا
وتجــاوزٌ يُنســى العيـوب تكرمـاً
ويُغــادِر الـذنب الكـبير مُحقـرا
ومـواهبٌ يـأتي لَهَـا التأمِيـلُ مُسْ
تقصــىً فَيَرجــعُ عَنــدَهُ مستقصـرَا
ومهابـــةٌ مَلأ القلــوبَ بَهاؤُهَــا
واســْتَنْزَلَتْ كِبْـرَ المُلـوكِ مُصـغَّرَا
نَزَلَــتْ عَلَـى قِـدَم الزمـان بِتُبَّـعٍ
وَدَنَـتْ عَلَـى بُعـد المَـزارِ بِقَيصَرا
ولربمــا هـبَّ القِتـالُ فلـوْ غَـدَتْ
للَّيْـثِ نـالَ بِهَـا الفريسـةَ مُخْدَرَا
وبَــديعُ لُطـفِ شـَمائل مِـن دونِهـا
مَـاءُ الغَمامَـة والنَّسـيمِ إِذَا سَرَى
مَـع سـَطْوَة للـه فِـي يـوْم الـوَغَى
تعنُـو لشـدَّةِ بأسـها أَسـْدُ الشـرى
متعـادلُ الطَّرَفيْـن فِـي طرُق العلا
عــدلا وحاشــاهُ بــأن يَســْتَجْورا
لا يُنْكَــرُ المَعْــرُوفُ مِــن أَخلاقـه
فـإِذا اسـتبيحَ حمـى الإلَـه تَنَكَّرَا
عضـبا لـو أن الـبيض تـدركُ كنهه
دانـتْ لَهَـا رعبـاً فسـالتْ أنْهُـرَا
شــوْقِي لِقُــرِب جنــانه وصــَحابِه
شــوقاً يجِــلُّ يســيرُهُ أن يـذْكرا
أفنـى كنـوزَ الصـَّبر مـن إسـرافه
وجـرَى علَـى الأحشـاء منْـهُ مَا جرى
إِن لاح صــُبحٌ كَــانَ وجـداً مقلقـاً
أَوْ جـــنَّ ليـــلٌ همـــاً مســهرَا
لا وَاخَــذَ اللــهُ الزمــانَ فـإنَّه
أعنــى مُــرادِي مِنْـهُ أن يتيسـرا
أرجُــو وصــَالَ أحبّــتي فكأنَّمَــا
أرجـو المحَـالَ وُجُـودَهُ المتعَـذرَا
وأَســيرُ نَحْــو مقـامِهِم حَتَّـى إِذَا
شــَارفْتُ رؤيتــه رَجعـتُ القهقَـرَا
متلوّناً فِي الحالِ والمتَغير الأحْوَا
لِ يَلْقَــــى شــــرْبَهُ مُتَغَيــــرا
يَـا خـاتم الرُّسَل الكرامِ نداءَ مَنْ
وافــى إِلَيْــكَ مــديحَه مُسـْتَعذَرَا
أنـا ضَيفك المدعو يومَ معادنا ال
مرجـوّ فاجْعَـلْ مـنْ قـرايَ الكوثَرَا
محمد بن علي بن وهب بن مطيع، أبو الفتح، تقي الدين القشيري، المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد.قاض، من أكابر العلماء بالأصول، مجتهد.أصل أبيه من منفلوط (بمصر) انتقل إلى قوص، وولد له صاحب الترجمة في ينبع (على ساحل البحر الأحمر) فنشأ بقوص، وتعلم بدمشق والإسكندرية ثم القاهرة.وولي قضاء الديار المصرية سنة 695هـ، فاستمر إلى أن توفي (بالقاهرة) وكان مع غزارة علمه، ظريفاً، له أشعار وملح وأخبار.له تصانيف، منها (إحكام الأحكام -ط) مجلدان، في الحديث، و(الإلمام في أحاديث الأحكام -خ) صغير، وله (الاقتراح في بيان الاصطلاح -خ)، و(تحفة اللبيب في شرح التقريب -ط)، و(شرح الأربعين حديثاً للنووي-خ)، و(اقتناص السوانح) فوائد ومباحث مختلفة، و(شرح مقدمة المطرزي) في أصول الفقه، وكتاب في (أصول الدين).