
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذروا فِي السُّرى نحو الجناب الممنَّعِ
لذيـذَ الكـرى واجفُـو لَـهُ كل مضجع
وأهـدوا إِذَا جئتـم إِلَـى خير مرْبع
تحيــةَ مضـنىً هـائم القلـبِ موجَـع
ســريع إِلَــى دَاعِ الصــَّبابة طيِّـعٍ
يَقُــومُ بِأحْكــامِ الهَـوى ويُقيمهـا
فكــمْ ليلـة قَـدْ نـازلتُه هُمُومُهَـا
فســَامَرَها حَتَّــى تَــوَلَّتْ نجومُهــا
لَــهُ فِكــرةٌ فيمَــنْ يُحـبُّ نـديمها
وطَـرْفٌ إِلَـى اللقيـا كـثير التَّطَلع
وكـمْ ذَاقَ فِـي أحـوَالِه طَعـم محنـة
وكـمْ عـاذَ مِنـهُ مـن مواقـف فِتنـة
وكــمْ أنَّـةِ يـأتي بِهَـا بَعْـد أَنَّـةٍ
تَنِــمُّ عَلَــى ســر لَــهُ فِـي أكِنَّـة
وَتُخْبِــرُ عَــنْ قلْــب لَــهُ مُتقَطــع
نعَــى صــَبْرَهُ شــَوْقٌ أقَـامَ ملازِمـاً
وحــبٌّ يحاشـى أن يطيـعَ اللوائمـا
وجفـنٌ تـرى أَنْ لا يرى الدهر نائماً
وعقـلٌ ثَـوَى فِـي سـكرة الحب دائما
وأقســـَمَ أن لا يَســْتَفِيقَ وَلا يَعِــي
أقــامَ عَلَـى بُعْـد المـزَار مُتَيَّمـاً
وَأَبْكــاهُ بــرقٌ بالحجــازِ تَبَسـَّما
وشـــوَّقه أحبــابَهُ نَظَــرُ الحمــى
دَعُــوهُ لأمْــر دُونَـه تَقْطـر الـدما
فَيَـا وَيْـحَ نَفْس الصب من مَا لَهُ دُعِي
لَـهُ عنـدَ ذكـر المُنْحَنـا سَفْحُ عبرة
وبيـن الرجـا والخـوف موقـفُ عِبرة
فَحِينــاً يُــوافِيهِ النعيـمُ بنَظْـرة
وحينـاً تـرى فِـي قَلبِـهِ نـار حسرة
يَجِيـء إِلَيْـهِ المـوْت مـنْ كـل مَوْضع
ســَلامٌ عَلَـى صـَفْو الحَيَـاة وطِيبِهَـا
إِذَا لَـمْ تفـز عينـي بِلُقْيا حَبيبِها
ولــم تحـظَ مـن إِقبـالِه بِنَصـِيبِها
ولا اســتعطفتهُ عَــبرتِي بِصــَبِيبِها
وَلا وَقَعَــتْ شــَكْوَايَ مِنــه بمَوْقِــع
مُوَكِّــلَ طَرْفــي بِالســُّهاد الْمُـؤرّق
وَمُجْــرِىَ دَمْعِــي كَالحيـا المتـدفِّق
وملهــبَ وَجــدٍ فِــي فـؤادي مُحَـرق
بِعينَيْـك مَـا يَلْقَى الفؤَادُ وَمَا لَقِي
وعِنْـدَكَ مَـا تَحـوي وتُخْفِيـهِ أَضـْلُعِي
أضـرتْ بـي البلوى وذو الحب مبتلى
يعالــجُ دَاءً بَيْـنَ جنـبيه مُعْضـلا
ويُثْقِلُــه مِــنْ وَجْــده مَــا تحملا
وتبعثــه الشـكوى فيَشـْتَاقُ منـزلا
بِـــهِ يَتَلَقَّـــى رَاحَــةَ الْمُتَــوَدع
مقــر الَّــذِي دلَّ الأنــام بشــرْعِه
عَلَـى أصـل ديـن اللـه حقّـاً وَفرعِه
بِـهِ انضـم شمل الدين من بعد صدعه
لَنَـا مـذْهبُ العشـاق فِـي قصْدِ رَبعه
نُقيــمُ بِـهِ رَسـْمَ البُكَـا والتَّضـَرع
تحــلُّ بِــهِ الأنــوارُ مِلـءَ رحَـابِه
ومســتودَعُ الأســرار عِنــد صـحَابِه
هِدايــةُ مـن يحتـارُ تأميـل بَـابِه
وتشــريف مـنْ يختـارُ قَصـْدَ جنـابِه
بِتَقْبِيلِــه وَجْــهَ الثَّـرى المتَضـوع
أقــامَ لَنَـا شـرْعَ الهـدَى وَمَنـارَهُ
وَأَلْبَســَنَا ثَــوْبَ التقَــى وشـِعارَهُ
وجَنَّبَنــا جــورَ العَمَــى وَعِثَــارَهُ
ســَقَى اللـهُ عَهْـدَ الهاشـِمِيّ ودارهُ
سـَحَاباً مـن الرضـْوَان لَيْـسَ بِمقلَـعِ
بنـي العـز للتوحيـد مـن بعد هدِّهِ
وأَوْجَـــبَ ذُلَّ المُشـــركينَ بِجِـــده
عزيــزٌ قضــَى رَبُّ الســَّماءِ بسـعده
وأيَّـــدَهُ عِنْــدَ اللقــاء بِجُنْــده
فـــأَوْرَدَهُ لِلنَّصــرِ أعْــذَبَ مَشــرَع
أقُـــولُ لِرَكْــبٍ ســَائِرينَ لِيثْــرب
ظَفرْتُــم بتَقْريــب النَّـبي المقَـرَّب
فَبُثــوا إِلَيْــهِ كُـلَّ شـَكْوَى ومتعـب
وَقُصــُّوا عَلَيْــهِ كُــلَّ سـُؤلٍ وَمَطْلَـب
فَــأَنْتُم بِمِــرءى للرَّســُول ومَسـْمع
ســتحمون فِـي مغنـاهُ خيـر حمايـة
وتكفــوْنَ مَــا تخشــوْنَ أيَّ كفايـة
وتبــدو لكـمْ مـنْ مجـده كـل آيَـة
فَحلـوا مـن التعظيـمِ أبْعَـدَ غَايَـةِ
فَحَــق رَسـُول اللـه آكَـدُ مَـا رُعـى
أمــا والـذي آتـاهُ مَجْـداً مُـؤَثَّلاً
لقــد كَـانَ كهفـاً للعفـاة ومعقلاً
يبـوِّئهمْ سـتراً مـنَ الحِلـم مسـْبِلا
ويمطرهـم غيثـاً مـن الجـود مُسبَلا
وَينــزعُ فِــي إِكرامِــه كُـلَّ منـزعِ
تَعِبْنـا بِعيـش مَـا هَنـا فِـي وروده
وضــرٍّ ثَقيــل الـوطء فِيـهِ شـَديده
فَرُحْنــا إِلَــى رَب النَّـدى وعَمِيـده
ولمــا قَصــَدْناهُ وَثِقْنــا بِجُــوده
وَلَـمْ نَخـشَ رَيْـبَ الحَـادث المُتوقَّـع
لَقَــدْ شــرَّفَ الـدُّنْيا قـدومُ محمـد
وألْقــى بِهَــا أنــوارَ حـقٍّ مُؤَيَّـدِ
تَزيــنُ بِــهِ وُرَّاثــه كــلَّ مَشــْهَد
فَهُــمْ بَيْــنَ هَــاد للأنـامِ ومهتـدِ
وَمَنْبِــتُ أَصــْل فِـي الهُـدَى ومُفَـرِّع
ســَلاَمٌ عَلَـى مـنْ شـرَّفَ اللـهُ قَـدْرَهُ
ســَلامَ مُحِــب عمَّــر الــدهر ســِرَّه
لَــهُ مطلــبٌ أفنــى تَمَنيـه عُمـرَه
وحَاجَــات نفــس لا تجــاوز صــدره
أعَــدَّ لَهَـا جَـاه الشـَّفِيعِ الْمشـَفَّعِ
محمد بن علي بن وهب بن مطيع، أبو الفتح، تقي الدين القشيري، المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد.قاض، من أكابر العلماء بالأصول، مجتهد.أصل أبيه من منفلوط (بمصر) انتقل إلى قوص، وولد له صاحب الترجمة في ينبع (على ساحل البحر الأحمر) فنشأ بقوص، وتعلم بدمشق والإسكندرية ثم القاهرة.وولي قضاء الديار المصرية سنة 695هـ، فاستمر إلى أن توفي (بالقاهرة) وكان مع غزارة علمه، ظريفاً، له أشعار وملح وأخبار.له تصانيف، منها (إحكام الأحكام -ط) مجلدان، في الحديث، و(الإلمام في أحاديث الأحكام -خ) صغير، وله (الاقتراح في بيان الاصطلاح -خ)، و(تحفة اللبيب في شرح التقريب -ط)، و(شرح الأربعين حديثاً للنووي-خ)، و(اقتناص السوانح) فوائد ومباحث مختلفة، و(شرح مقدمة المطرزي) في أصول الفقه، وكتاب في (أصول الدين).