
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـا سـعد قـل للقُـسِّ مـن داخل الدير
أذلــك نــبراس أم الكــأس بــالخمرِ
ســَرَينا لــه خِلنَــاه نَــارا تَوقَّـدت
عَلــى عَلَــم حــتى بَـدتْ غـرة الفَجْـرِ
أقـول لصـحبي عـادت النـار قـد جـرت
تلــوحُ وَتخْفــى مَـا كـذا هَـذه تجْـرِي
وَلــو أنّــه نَجْــمٌ لمـا كـان وَاقِفـا
تحيـرتُ فـي هـذَا كمـا حِـرتُ فـي أمْرِي
إِلــى أن أتيـت الـدير ألفُيـت فَـوقه
زجاجــا ولا أدرى الــذي فيـه لا أدري
بحـق المسـيح أصـْدُقْ لنا ما الذي حوت
فَقَـال لنـا خمـر الهـوى فاكتموا سِري
وقــد رفعــت مــن قبـل شـَيْث لطـارقٍ
أتـى قَاصـِدا لِلـدير تحـت الدجىَ يسرِي
فَقُلْنــا لــهُ مَـنْ يبتغـي سـكرة بِمـا
تَبيعُونهــا مِنــه فَقــالَ لنَـا يشـْرِي
ولكــن ببــذل النفـس والمـال حَقُّهـا
مَــع الـذل لِلخمـارِ والحَمـد والشـكرِ
فَقُلنـــا لــهُ خُــذْ إِلَيْــكَ وأســْقِنَا
فَمَـنْ لام أو يَلْحَـى ففـي جَـانب الصـَبرِ
فمَـــا زَالَ يســقِينَا بحســن لَطَافــةٍ
ويَشــفَع حــتى جـاء بالشـفع والـوتر
فَلمـــاَ تجوْهَرنَــا وطــابت نُفُوســُنا
وَخِفْنـا مِـنْ العربيـد فـي حالة السُكر
أحـس بِنـا الخمـار قـال لنـاَ اشْربوا
وطِيبُـوا فمـا فِـي الدير منْ أحَد غَيري
وَســيروا إِذا شــِئتم ودَلُّـو سـِواكُمُوا
عَلينـا وغَطُّـوا الأمـر عـن غيرِ ذي حِجرِ
وقــدَ ضــاقَ صــدرُ الششــتريِّ بكتمـهِ
مع الصحوِ بعدَ المحو والوسع في الصدر
فـدعنيِ أجـرّ الـذيلِ تيهـا علىَ الورى
وأصـبو إِلـىَ مثـل الفقيـهِ أبـيِ بكـرِ
قَــد اتحــدتْ هَــاء الفقيـهِ برِائنـا
وَقــد فتحــتْ فكــا لفـكٍّ مِـن القـبرِ
فقــوَّته العظمــيَ المحيطــةُ بـالقُوَى
سـَفينة معنـى قَـد حـوتْ كـل مـا يَدْري
وَتســبح فِــي بحَــر الوجــودِ وطمِّــهِ
بِريــح رخــاء هزَّهــاَ أفــقُ الفكــرِ
وذاكَ لتخصــــيصٍ وللجـــذْبِ عنـــدناَ
ومـن ضـل لـم يلحـق ولو جد في السير
مَطِيَّتُنـــا للمنــزلِ الرحــب صــبرنا
علـى الضـُّرِّ إِنَّ النفـع فـي ذَلكَ الصبرِ
عوائدنـــاَ الاهــلُ الغليــظُ حِجــابهُ
وتمزيقــه خــرقُ العــوائدِ بالقصــرِ
وفِـي الخلـع للنعليـن مـا قـد سمعتَهُ
مقــامٌ ولكــن نيــطَ بـالخلقِ والامـرِ
وطِلِّســمُ كنــز الكــونِ حَــلُّ عقالنـا
مـنِ العقـلِ وهوالمسـتفاد مـدىَ الدهرِ
وفــي كســرك الطِّلَّســمَ بالـذل صـبغةٌ
وذلـــك اكســـيرٌ يلقَّـــبُ بالكســـرِ
ومفتـــاحُ ســـرٍّ للحـــروف ورمزهــاَ
وفــكّ مُعَمَّــى العســرِ ينحـلُّ باليسـرِ
وقطـــعُ ذوي الألبــابِ عشــق مراتــب
مـن العـالم الأدنـى ويُسـلبن كالسـحرِ
وفــي العـالم العلـويّ لَـذَّتُنَا الـتي
نـدور عليهـاَ الآن والعيـش فـي الدَّورِ
وأن يـــد التجريــد ترفــعُ ســترها
وتبـدو ذواتُ الحسـن مـن داخـلِ الستر
وتبـدو لـك الأسـرار والملـكُ والغنـى
ويــا رُبَّ حـبر خـاض فـي ذلـك البحـرِ
وكـم دَاهـشٍ قـدَ حـارَ فـي عظـم مـوجهِ
ولـم يـدر مـا معناهُ في المدّ والجزرِ
فــان جَمَــعَ التفريــق كـانَ مسـافرَا
علَــى مركــبِ البِــرّ المقــرِّبِ للبَـرِّ
وإِن فَهـــم الاســـماءَ كــان خليفــةً
وعـاملهُ فِـي الرفـع يعمـلُ فـي الجـرّ
ومــا شـِمْت مـن بـرق الأنانيـة التِـي
شــَعرتَ بهــا منظومــةً وســطَ الشـِّعرِ
فـأنْتَ أنَـا بـل أنـت أنـتَ هـوَ الـذي
يقــولُ أنــا والــوهم مـاجرَّ للغيـرِ
ومــن لا يــرىَ غيـرا فكيـف افتقـارهُ
وقــدْ حـقَّ للتسـليم والنظـم والنـثرِ
أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي.ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوبي الأندلس سنة 610ه تتبع في دراسة علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول.ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام.توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان -ط).