
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد كنتُ جَلْداً قبْلَ أَنْ تُوقِدَ النَّوَى
علــى كبـدي نـاراً بطيئاً خُمودُهـا
ولــو تُرِكَـتْ نـارُ الهَـوى لَتَضـرَّمَتْ
ولكــنَّ شــَوْقاً كــلَّ يـومٍ يَزِيـدُها
فقـدْ جَعَلـتْ فـي حَبَّةِ القَلْبِ والحَشا
عِهـادُ الهَـوى تُـولَى بِشـَوْقٍ يُعِيدُها
وقـد كنـتُ أَرْجُـو أنْ تمـوتَ صَبابَتي
إذا قَـــدُمَتْ أيَّامُهـــا وعُهودُهــا
بِمُرْتَجـــةِ الأرْدافِ هِيــفٌ خُصــورُها
عِــذابٌ ثَناياهــا لِطــافٌ قُيودُهـا
وَصــُفْرٌ تَراقِيهــا وحُمْــرٌ أكُفُّهــا
وســُودٌ نَواصــِيها وبِيــضٌ خُـدودُها
يُمَنِّينَنَـــا حَتَّــى تَــرِفَّ قُلُوبُنَــا
رَفِيـفَ الخُرَامَـى بَـاتَ طَـلٌّ يَجُودُهـا
وَفِيهِـــنَّ مِقْلاقُ الوِشـــَاحِ كَأنَّهــا
مَهــاة بتُرْبَــانٍ طَويــلٌ عَمُودُهــا
مُخَصــَّرةُ الأوْســَاطِ زَانــتْ عُقُودَهـا
بِأحْســَنَ مِمَّــا زَيَّنَتْهَــا عُقُودُهــا
مِنَ البِيضِ لا تَخْزَى إذا الرِّيحُ أَلْصَقَتْ
بِهـا مِرْطَهـا أَوْ زَايلَ الحَلْيَ جِيدُها
ألاَ لَيْــتَ شـِعري هَـلْ تَغيَّـرَ بَعْـدَنا
مَلاَحَــةُ عَيْنــيْ أُمِّ عَمْــرو وجِيـدُها
وهــل بَلِيَــتْ أثْوَابُهـا بعـدَ جِـدَّةٍ
ألا حَبَّـــذا أخْلاَقُهـــا وجَدِيـــدُها
وكنـتُ أذُودُ العَيْـنَ أَنْ تَـرِدَ البُكا
فقـد وَرَدَتْ مـا كنـتُ عَنْـهُ أذُودُهـا
خَلِيلـيَّ مـا في العيش عَيْبٌ لو انَّنا
وجـدنا لأيـامِ الصـِّبا مـن يُعِيـدُها
إذَا جِئْتُهـا بَيْـنَ النِّسـاءِ مَنَحْتُهـا
صـُدُوداً كـأنَّ النَفْـسَ لَيْـسَ تُرِيـدُها
ولِـي نَظْـرَةٌ بعـد الصُّدودِ منَ الجَوى
كنظــرة ثَكْلَـى قـد أُصـِيبَ وَلِيـدُها
هَـل اللّـهُ عـافٍ عَـنْ ذُنـوبٍ تَسـَلَّفَتْ
أمِ اللّـهُ إن لـم يَعْفُ عنها مُعِيدُها
الحسين بن مطير بن مكمل الأسدي.شاعر متقدم في القصيد والرجز، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية.له أماديح في رجالهما. وكان زيه وكلامه كزي أهل البادية وكلامهم. وفد على معن بن زائدة لما ولي اليمن، فمدحه. ولما مات معن رثاه.