
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمْــرُكَ لَلْبَيْــتُ الــذي لا نَطُــورُهُ
أَحَـــبُّ إلينــا مِــنْ بِلادٍ نَطُورُهــا
أَقُــولُ لِصـَحْبي يَـوْمَ أَشـْرَفْتُ وَاجِفـاً
ونفْسـِيَ قَـدْ كَـادَ الهَـوَى يَسـْتَطيرُهَا
أَلاَ حَبَّـــذَا دَارُ الســـَّلامِ وَحبَّـــذَا
أَجَــارِعُ وَعْســَاءِ التُّقَــيِّ فَــدُورُها
وَمِــنْ مَرْقَــبِ الـزّوْرَاءِ دَارٌ حَبيبَـةٌ
إلينــا مَحــاني مَتْنِهــا وظُهُورُهـا
وَســَقْياً لأعْلَــى الـوادِيَيْن وللرَّجَـا
إذا مـا بَـدَتْ يَوْمـاً لِعَيْنَيْـكَ نُورُها
وبـــالبرقِ أَطْلاَلٌ كـــأنَّ رُســـُومَها
قَراطِيــسُ رُهْبَــانٍ تَلُــوحُ ســُطُورُها
تَحَمَّــلَ منهــا الحَــيُّ لمَّـا تَلَهَّبَـتْ
لهــم وَغْـرَةُ الشـِّعْرَى وَهَـبَّ حَرُورُهـا
وَفــي الحَـيِّ غَـرَّاءُ الجَـبينِ كأنَّهـا
غَمَامَـــةُ صـــَيْفٍ مُســْتَهلٌّ صــَبِيرُها
وَلَمَّـا رَأَيْنَـا نِعْمَـةَ اللَّهْـوِ قَدْ مَضَتْ
بِطِيَّتِهــــا أيَّامُهــــا وشـــهُورُها
عَزَفْنــا وَمَــا كــانَتْ بِـأَوَّلِ نِعْمـةٍ
مَحَتْهَــا اللَّيــالي كَرُّهـا ومُرُورُهـا
فكــم قـد رأينـا مـن تكـدر عيشـة
وأخـرى صـغا بعـد اكـدرار غـديرُها
وَقَـدْ تَغْـدِرُ الـدُّنْيا فيُضـْحى غَنِيُّهـا
فَقيــراً وَيَغْنَـى بَعْـدَ بُـؤْسٍ فَقيرُهـا
إذَا يَســَّرَ اللّــهُ الأمُــورَ تَيَســَّرَتْ
وَلانــتْ قُواهَــا واســتَقَادَ عَسـِيرُها
وَمَا الجُودُ مِنْ فَقْرِ الرِّجالِ وَلاَ الغِنَى
وَلكِنَّـــهُ خِيــمُ الرِّجَــالِ وَخِيرُهــا
فَكَــمْ طَــامِعٍ فِـي حَاجَـةٍ لا يَنالُهـا
وَكَــمْ بَــائِسٍ مِنْهَـا أَتَـاهُ بَشـِيرُها
وَكَــمْ خَــائِفٍ صـَارَ المَخُـوفَ وَمُقْتِـرٍ
تَمَــوَّلَ والأحْــدَاثُ يَحلُــو مَرِيرُهــا
تَقَلَّبْــتُ فـي الإخـوانِ حَتَّـى عَرَفْتُهُـمْ
ولا يَعْـــرِفُ الإخـــوانَ إلاَّ خَبِيرُهــا
فَلاَ أَصـــْرِمُ الخِلاَّنَ حَتَّــى يُصــَارِمُوا
وحَتَّــى يَســِيرُوا ســِيرَةً لا أسـِيرُها
فَإِنَّــكَ بَعْـدَ الشـَّرِّ مـا أَنْـتَ وَاجِـدٌ
خَلِيلاً مُـــدِيماً شـــِيمَةً لا يُــديرُها
وإِنَّـــكَ فـــي غَيْــرِ الأخِلاَّءِ عَــالِمٌ
بــأَنَّ الــذي يخْفَـى عَلَيْـكَ ضـَمِيرُها
فَلا تَــكُ مغْــرُوراً بمَســْحةِ صــَاحِبٍ
مِــنَ الــوُدِّ لاَ تَــدْرِي عَلاَمَ مَصـِيرُها
وَنَفْســَكَ أكْــرِمْ عَــنْ أُمُـورٍ كَثِيـرةٍ
فَمــا لَــكَ نَفْـسٌ بَعْـدَها تَسـْتَعِيرُها
وَكَــمْ قَـدْ رَأَيْنـا مِـنْ تَكـدُّرِ عِيشـَةٍ
وَحــالٍ صـَفَا بَعْـدَ اكْـدِرَارٍ غَـدِيرُها
وَنَفْســَكَ فاحْفَظْهَــا وَلاَ تُفْـشِ للـوَرَى
مِـنَ السـِّرِّ مَـا يُطْـوَى عَلَيْـهِ ضَمِيرُها
فَمَـنْ يَتَّبِـعْ مَـا يُعْجِـبِ النَّفْسَ لاَ يَزَلْ
مُطِيعـاً لهـا فـي فِعْـلِ شـَيْءٍ يضيرُها
وَلاَ تَقْــرَبِ الأَمْــرَ الحَــرامَ فــإنَّهُ
حَلاوَتُـــهُ تَفْنَــى وَيَبْقَــى مَرِيرُهــا
ولا تُلْهِـكَ الـدنيا عـن الحق واعْتَمِلْ
لآخِـــــرةٍ لابُــــدَّ أَنْ سَتَصــــِيرُها
فَمَـا يَحْفَـظُ المكْتُـومَ مِـنَ سـِرّ أَهْلِهِ
إذا عُقَــدُ الأســْرَارِ ضــَاعَ كَثِيرُهـا
مِــنَ القَــوْمِ إلاَّ ذُو عَفــافٍ يُعِينُـهُ
عَلَــى ذَاكَ مِنْـهُ صـِدْقُ نَفْـسٍ وخِيرُهـا
الحسين بن مطير بن مكمل الأسدي.شاعر متقدم في القصيد والرجز، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية.له أماديح في رجالهما. وكان زيه وكلامه كزي أهل البادية وكلامهم. وفد على معن بن زائدة لما ولي اليمن، فمدحه. ولما مات معن رثاه.