
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أضــاء بِبُرقَــةٍ بَــرقٌ لَمـوعُ
فَأَرَّقَـــةُ وَصـــُحبَتُهُ هُجـــوعُ
كَإِيمَـاءِ الحَـوَاجِبِ يَـومَ بَيـنٍ
بِتَســلِيمٍ وَقَـد غَفَـلَ الجَمِيـعُ
كَــأنَّ رَبـابَهُ الجَـونِيّ أعيـا
فَصــُبّ عَلَيـهِ مِـن لَهَـبٍ قَطِيـعُ
كَــأَنَّ الجَــو صــُكّ بِصـَارِمَيهِ
فَسـَالَ عَلَـى حَنَادِسـِهِ النّجيـعُ
كَـأنّ الرّيـحَ تَجـري فِيـهِ خَيلٌ
بِأيـدِي الرَّاكِضـَاتِ لَهَـا شُموعُ
شـَجا صـدعُ السـَّنَا فِيهِ فُؤَاداً
لِرَوعَــاتِ النَّـوَى فِيـهِ صـُدُوعُ
تَـــذَكّرَ إِذ شــَبِيبَتُهُ غُــرابٌ
لَــهُ فِــي رَوضِ عِفّتِــهِ وُقُـوعُ
وَإذ مَرمَــى غَــوَانِيهِ قَرِيــبٌ
إلَيــهِ وَخَطــوً هِمَّتِــهِ ذَرِيـعُ
وَإذ وَادِي صـــَبَابَتِهِ مَرِيـــعٌ
عَلَيــهِ لِلتّقَــى حِصــنٌ مَنِيـعُ
وَلَكِــنّ الشــَّبَابَ إِذَا تَــوَلَّى
فَصــَعبٌ أَن يَكُــونَ لَـهُ رُجُـوعُ
وَمَــن لَـم يَسـتَطِع رَدّاً لِشـَيءٍ
فَــإِنَّ الصــَّبرَ عَنـهُ يَسـتَطِيعُ
إِذَا شــَيطَانُ أَطمَـاعِي عَصـَانِي
فــإنَّ قَنَــاعَتِي مَلَــكٌ مُطِيـعُ
وَمَـن وَطِئَتـهُ أَقـدَامُ المَنَايَا
فَــإِنِّي ذَلِـكَ النّيـقُ الرَّفِيـعُ
وَإن صـَالَ الزّمـانُ فـإِِنَّ عَزماً
لَــدّيّ الأَنــفِ صــَولَتِهِ جَـدُوعُ
وَإِن تَضــِقِ البلادُ فَثَــمّ عَيـشٌ
وَثَــمَّ مَهَــامِهٌ فِيــحٌ وَرِيـعُ
وَإن مَحَـلَ الغَمَـامُ فَلِلقَـوَافِي
غَمَــامٌ نَبــتُ مَســقَطِهِ مَرِيـعُ
وَلَـم يُمحِـل رِيَـاضُ بَنَـاتِ فِكرٍ
وَمَـاءُ أبِـي الرَّبيعِ لَهَا رَبِيعُ
ولا أخــوَت نُجُـومُ سـَمَاءِ مَجـدٍ
لَهَـا مِـن أُفـقِ سـُؤدَدِهِ طُلُـوعُ
تَنَــامُ عُفَــاتُهُ شـِبَعاً وَرَيّـاً
إذَا ذادَ الكَــرَى ظَمَـأ وَجـوعُ
وَيُــورِدُ مِـن مَـوَاهِبِهِ بِحَـاراً
إذَا يَبِسـَت مـنَ الشّظفِ الدُّمُوعُ
ويُجنَــى دوحُ أنعمــه رطَابـا
إِذا اصفَرَّت عَلَى الغُصنِ الفُروعُ
وأُذهلَـتِ المَرَاضـِعُ عَـن بَنِيهَا
وَأنسـِيَ أمَّـهُ الضـَّرعَ التَّبِيـعُ
رَعَـى أمـرَ الثُّغـورِ فَلا قُلُـوبٌ
تُخـــالِفُهُ ولا مَـــالٌ يَضــِيعُ
وَلَكـــن مِنّـــة لِلّــهِ عَمَّــت
وَأعلَـنَ شـكرَهَا المَلأُ الجَمِيـعُ
وَمََـن يَجحَـد فَمَا حُرِمَ اصطِنَاعاً
وَلَكِــن رُبَّمَــا خـابَ الصـَّنِيعُ
إذ استشـرى سـَطَا ليـثٌ هَصـورٌ
وَإن أعطَــى هَمَىغيــثٌ هَمُــوعُ
تَســَربَلَ مِــن مَهَـابَتِهِ دلاصـاً
يُفَـلّ بِهَـا السـُّرَيجيُّ الصـَّنيعُ
وَأصــلَتَ مِـن عَزِيمَتِـهِ حُسـاماً
تُقَـدُّ بِـهِ الجَوَاشـِنُ وَالـدُّروعُ
فَمَهمَــا ثَـارَ فِـي جَـوٍّ قَتـامٌ
فَفِيــهِ لرَفــعِ شـَفرَتِهِ صـَرِيعُ
لَـهُ فِـي سـُوقِهِم طَـوراً سـُجُودٌ
وَفِــي هَامَـاتِهِم طَـوراً رُكُـوعُ
ســـَمِيُّ مُســَخّرِ الأروَاحِ فِيــهِ
مِـنَ الهَـدي السَّكِينَةُ وَالخُشوعُ
فَلَــو وَلاّه ذاكَ الملــكَ وَلّـى
أَمِينــا لا يخــونُ ولا يَضــِيعُ
غَـدا قَلبـاً وَنَحـنُ لَـهُ ضـُلوعٌ
تَحُــفّ بِــهِ فَــدَانٍ أَو شَسـُوعُ
وَلكِــن بِــرُّهُ يَحنــو عَلَينَـا
كَمَـا تَحنو عَلَى القَلبِ الضُّلُوعُ
أَقَائِدَنَـا لَكَـم قيـدَت إلَينَـا
أمَــانٍ فِــي أزِمِّتهــا خَضـُوعُ
قَطَفنــا فِــي ظلالِكُـمُ جَناهـا
ولا خَطـــبٌ يَعُــوقُ ولا يَــرُوعُ
حَيِينَــا بانتِجــاعِكُمُ حَيَــاةً
كَقَطــرِ الغيـثِ مَـوقِعُهُ نَجيـعُ
وَكَـان شـَفِيعَنَا عِنـدَ اللَّيَالِي
رَجَــاؤُكُمُ فَيَـا نِعـمَ الشـَّفِيعُ
جَزَاكُــم شـَاكِرُ الإِحسـَانِ عَنَّـا
فَـــإِنَّ جَزَاءَكُــم لا نَســتَطِيعُ
وَهَنَّــأكُم بِغُــرّة عيــدِ نَحـرٍ
لِرِونَقِهَــا بِبَهجَتِكُــم ســُطُوعُ
مَنَــائِحُ جــودِكُم فِيـهِ تُضـَحّي
وَصــَائِكُ طِيبِكُــم فِيـهِ يَضـُوعُ
وَدُمتُـم مَـا حَـدَا بَـرقٌ سَحَاباً
وَمَــا جَلّـى دُجَـى لَيـلٍ صـَدِيعُ
علي بن محمد بن أحمد بن حريق المخزومي البلنسي، أبو الحسن.شاعر بلنسية المستبحر في الأدب واللغات دون شعره في مجلدين له شعر في كتاب زاد المسافر.