
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَيَـوم تَضـُوعُ الشـَّمسُ حَلياً بِحُسنِهِ
تُفَضِّضــُهُ طَــوراً وَطَــوراً تُــذَهِّبُ
تُريه كَحَليِ مُشرِقِ الوَجه في الضُّحى
وتُضـمِرُ شـَجواً فـي الأصـيل فَيَنحبُ
تَبَسـَّمَ عَـن ثَغـرِ العَشـِيَّةِ مِثلَ ما
جَلا صـُفرَةَ المِسـواكِ ألعَـسُ أَشـنَبُ
تَجَلّــي يــهِ غُصــنٌ تَطَلَّـعَ بشـرُهُ
فقُلنا أيَبدو الصُّبحُ والشَّمسُ تَغرُبُ
وَقـد قابَلَتنـا مِـن سَجاياه نفحَة
أنَـمُّ مِـنَ المِسـكِ الفَـتيقِ وأَطيَبُ
شـَمائلُهُ تُزهَـى الشـَّمولُ بطيبهَـأ
وَمَـا خِلتُ أَنَّ الرَّاحَ بِالرَّاحِ تعجبُ
تُــدارُ عَلينَـا بـالكُؤوسِ كَـوَاكِبٌ
إِذَا غـابَ مِنهَـا كَـوكَبٌ لاحَ كَـوكَبُ
فَنَشـربُها فـي وِردِهـش وَهيَ عِندَنَا
ألـذُّ مِـنَ العَيـشِ الهَنِـيِّ وَأعـذَبُ
بِمَجلِـسِ أُنـسٍ وَدَّتِ الشـَّمسُ لو تَرَى
كُؤُوسـاً بِهَـا بَينَ النَّدَامى فتَشرَبُ
يُــذكِّرُنَا دار النَّعِيــمِ بِحُســنِهِ
يُعيـدُ شـَبابَ المَرءِ وَالمَرءُ أَشيَبُ
مَحَبَّتُنــا أضــحَت إِلَيــهِ وَسـِيلةٌ
فَتُــدني إِلــى مَرضــَاتِهِ وتُقـرِّبُ
محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي أبو الحسين.رحالة أديب ولد في بلنسية ونزل بشاطبة وبرع في الأدب ونظم الشعر الرقيق وحذق الإقراء وأولع بالترحل والتنقل فزار المشرق ثلاث مرات إحداهما سنة 578-581هوهي التي ألف فيها كتاب (رحلة ابن جبير -ط).ومات بالإسكندرية في رحلته الثالثة.وقيل إنه لم يصنف كتاب رحلته وإنما قيد معاني ما تضمنته فتولى ترتيبها بعض الآخذين عنه.له (نظم الجمان في التشكي من إخوان الزمان)، (نتيجة وجد الجوانح في تأبين القرن الصالح)، يرثي به زوجته أم المجد.