
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُشــرايَ أَبصــَرتُكَ خَيــرَ إمـامِ
فــي حَضــرَةِ القُــدسِ والإِعظـامِ
أمـا وَقَـد ألقَت إِليه يدُ النَّوى
فلأعفُــــوَنَّ جِنايـــةَ الأيَّـــامِ
وَلـوَ أنَّنِي شِئتُ انتِصاراً لم أكُن
فيهـــنَّ إِلاّ فاقِـــدَ الأحكـــامِ
أنهَضــتُ عََزمـي فاسـتَّارَ مُصـَمِّماً
فكَــأنّني أُنبــت غَــربَ حُســامِ
أهجَعـتُ نـومي لابسـاً خِلعَ الدُّجى
وَحــدي فَمــا عَرَجــتُ بـالنُّوّامِ
هـي هَجعَـة هجَرَت لها سِنَة الكَرَى
فـالجَفنُ لـم يُطعَـم لذيـذَ مَنامِ
لـم أكتَـرِث لِشَتاتِ شَملي بالنَّوَآ
فكأنَّمــا للشــَّملِ جَمــعُ نِظـامِ
شـوقاً إِلـى دارِ الخِلافَـةِ إنَّهـا
دارُ الهُـــدى ومُعَــرَّسُ الإســلام
مــن كُــلِّ مُعطِيَـةٍ علـى عِلاّتِهَـا
وَخـداً لها في الشَّهرِ سَيرُ العامِ
جَـبَّ السـُّرَى منهـا سَنام فقارِها
فكأنّهــا خُلِقــت بِغَيــرِ سـَنامِ
فـأتت كأمثـالِ القِسـِيِّ ضـَوامراً
وَلرُبَّمــا مَرَقَــت مُــروقَ سـِهَامِ
وافَـت أميـرَ المؤمنينَ بِنَا على
شـَحطِ النَّـوَى فَلهَـا يَـدُ الإنعَامِ
لـو أنعِلـت حُـرَّ الخُـدودِ كَرامَةً
لـم تَقـضِ واجبَهَـا مِـنَ الإكـرامِ
وَلوِ استَطعنا لم تَكُن تَطأ الثرى
إِلاّ علــــى الأرواحِ وَالأجســـَامِ
كَيمَـا تَـرى مـادام إيضـَاعٌ لهَا
لا تَشــتَكِي مــن وضــعِ خُـفِّ دامِ
وبِوَدِّنـا لـو لـم نُكلِّفها السُّرَى
لَيَكــونَ هــذا الحَــقُّ للأقـدامِ
حتَّـى إِذا رُفِـعَ الحِجابُ بَدا لنَا
مَلِـكٌ وقُـل إن شـِئتَ بَـدرَ تَمـامِ
فتَسـَكَّنَ الجَـأشُ الطَّمـوحُ عُبـابُهُ
بِطلاقَــةٍ مِــن وَجهــهِ البَســَّامِ
وَدَنَـا الجَميعُ لِلثمِ راحَتِهِ التي
هِــيَ مَعــدِنُ الأرزاقِ والأقســامِ
وانهَـلَّ بَعـدَ تَعَلُّـلٍ بَسـطُ المُنَى
فَتَلا وَميــضُ البَـرقِ صـَوبُ غَمَـامِ
محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي أبو الحسين.رحالة أديب ولد في بلنسية ونزل بشاطبة وبرع في الأدب ونظم الشعر الرقيق وحذق الإقراء وأولع بالترحل والتنقل فزار المشرق ثلاث مرات إحداهما سنة 578-581هوهي التي ألف فيها كتاب (رحلة ابن جبير -ط).ومات بالإسكندرية في رحلته الثالثة.وقيل إنه لم يصنف كتاب رحلته وإنما قيد معاني ما تضمنته فتولى ترتيبها بعض الآخذين عنه.له (نظم الجمان في التشكي من إخوان الزمان)، (نتيجة وجد الجوانح في تأبين القرن الصالح)، يرثي به زوجته أم المجد.