
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقــول وآنســتُ بالليـل نـارا
لعـل سـِراجَ الهـدى قـد أنـارا
وإلا فمــا بــالُ افــق الـدجى
كـأن سـَنَا الـبرق فيه استطارا
ونحــن مــن الليـل فـي حنـدسِ
فمــا بـاله قـد تَجّلـى نهـارا
وهـذا النسـيم شـذا المِسـك قد
اعيـر ام المِسـك منـه استعارا
وكـــانت رواحلُنـــا تشـــتكي
وجاهـاً فقـد سـابقتنا ابتدارا
وكنـــا شـــَكوناعناء الســرُّى
فَعـدُنا نبـارى سـِراعَ المَهـارى
اظــنّ النُّفــوسَ قــد استَشـعرَت
بلــوغَ هَــوى تخــذَته شــِعارا
بشــائرُ صــبحِ الســرى آذنــت
بــأَنَّ الجيــبَ تَــدانيَ مَـزَارا
جــرَىَ ذكــر طَيبـةَ مـا بَينَنَـا
فلا قَلـبَ فـي الرّكـبِ الا وطَـارا
حنينــاً إلــى أَحمـدَ المصـطفى
وشـوقاً يَهيـجُ الضـُّلوعَ استِعارا
ولاح لنــــا احــــدٌ مشـــرقاً
بنــورِ مـن الشـُّهداء اسـتِنارا
فمــن اجــلِ ذلــك ظـلَّ الـدُجى
يَحُــلُّ عقـودَ النجـومِ انتِثـارا
ومـن ذلـكَ الـترب طـابَ النّسيم
نشــراً وعـمَّ الجنـابَ انتشـارا
ومــن طـرب الركـب حـثَّ الخطـى
اليهـا ونـادى البِدار البِدارا
ولمــا حَللنــا فِنـاء الرّسـول
نَزَلنــا بــأَكرمِ خلــقِ جـوارا
وحيــنَ دَنونــا لفــرض السـّلامِ
قَصـَرنا الخُطَـى ولَزِمنا الوَقارا
فمـا نرسـل اللحـظ الا اختلاسـا
ولا نرفَــع الطّـرف الاّ انكِسـَارا
ولا نظهِــرُ الوَجـدَ الا اكتتافـاً
ولا نلفِـــظُ القــولَ إلاســرارا
ســوى اننــا لـم نطـق أَعينـاً
بأَدمُعِهــا غَلبَتنَــا انفِجَــارا
وَقَفنَــــا بروضـــَتِه للســـّلام
نعيــدُ الســّلام عليــه مـرارا
ولــولا مَهــابته فــي النّفـوس
لَثِمنا الثّرى والتزَمنَا الجِدَارا
قضــــينا بزورتنـــا حجّنـــا
وبــالعُمرينِ خَتمنــا اعتِمَـارا
اليـــك اليــك نــبي الهُــدى
رَكبـتُ البِحـار وجبـتُ القِفـارا
وفــــارقتُ أهلـــي ولا منّـــةٌ
ورُبَ كَلامِ يَجـــــرُ اعتِــــذارا
وكيــفَ نمــنُ علــى مــن بِــه
نُؤَمِـــل للســـّيئات اغتِفــارا
دَعـــاني إليــك هــوى كــامِن
أثـارَ مـن الشـَّوق ما قد أَثارا
فنــاديتُ لبّيــك داعـي الهـوَى
ومـا كنـت عنـك اطيـقُ اصطِبارا
ووطنــت نفســي لحكــم الهـوى
علــي وقلــتُ رَضــِيت اختِيـارا
اخــوض الــدجى واروض الســرى
ولا أطعــمُ النَّــوم الا غِــرارا
ولــو كنـت لا اسـتطيع السـبيل
لطِـرت ولـو لـم اصـادف مَطَـارا
وأجــدر مـن نـال منـك الرِّضـى
محــبُ ذُراكَ علــى البُعـد زارا
عســى لحظـةٌ منـك لـي فـي غَـدٍ
تُمهِّـد لـي فـي الجِنان القَرارا
فمــا ضــَل مـن بِهُـداك اهتَـدى
ولاذلَّ مـــن بــذراكَ اســتجَارا
محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي أبو الحسين.رحالة أديب ولد في بلنسية ونزل بشاطبة وبرع في الأدب ونظم الشعر الرقيق وحذق الإقراء وأولع بالترحل والتنقل فزار المشرق ثلاث مرات إحداهما سنة 578-581هوهي التي ألف فيها كتاب (رحلة ابن جبير -ط).ومات بالإسكندرية في رحلته الثالثة.وقيل إنه لم يصنف كتاب رحلته وإنما قيد معاني ما تضمنته فتولى ترتيبها بعض الآخذين عنه.له (نظم الجمان في التشكي من إخوان الزمان)، (نتيجة وجد الجوانح في تأبين القرن الصالح)، يرثي به زوجته أم المجد.