
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غُصـــُنٌ يَهتَــزُّ فــي دِعــصِ
يَجتَنـي منـه فـؤادي حُرَقـا
أَطلـع الحسـنُ لَنا من وَجههِ
قَمــراً لَيــسَ يُـرى مُمَّحِقـاً
وَرَنـا عَـن طَـرفِ ريـمٍ أَحوَرٍ
لحَظُــهُ سـَهمٌ لِقَلـبي فُوِّقـا
باســم عَـن عِقـدِ دُرٍّ خِلتُـهُ
ســَلَبَتهُ لثتــاه العُنُقــا
سـالَ لام الصـدغ فـي صَفحتِهِ
سـيلانَ التـبر وافى الوَرِقا
فَتَنـاهى الحسـنُ فيـهِ إِنَّما
يَحسـُنُ الغصنُ إِذا ما أَورَقا
رَقَّ منـه الخصـرُ حَتّـى خلتهُ
مِـن نحـولٍ شـَفَّهُ قَـد عَشـِقا
وَكــأنَّ الــرِدفَ قَـد تيّمَـهُ
فَغَــدا فيــه مُعنـى قَلقـا
نــاحِلا جـاورَ منـه ناعِمـاً
كَحَبيــبي ظـل لـي مُعتَنِقـا
عجَبـاً إِذ أَشـبهانا كَيفَ لَم
يُحـدِثا هَجـراً وَلَـم يَفتَرِقا
رُبَّ كـأسٍ قَد كَسَت جُنحَ الدُجى
ثـوبَ نـورٍ من سَناها أَشرُقا
بِـتُّ أَسـقيها رَشـاً في طَرفِهِ
ســِنَةٌ تــورثُ عينـي أَرقـا
خَفيـت للعيـن حَتّـى خِلتُهـا
تَتَّقـي مِـن لَحظِـهِ مـا يُتَقى
أَشـرقت فـي ناصـِعٍ مـن كَفِّهِ
كَشـعاع الشـَمس لاقى الفَلَقا
فَكــأَنَّ الكـأسَ فـي أَنمُلِـهِ
صـُفرةُ النَرجِسِ تَعلو الوَرِقا
أَصـبَحت شَمسـاً وَفـوهُ مَغرِباً
وَيَـدُ الساقي المُحَيّى مَشرِقا
فَـإِذا مـا غربـت فـي فَمِـهِ
تَركـت فـي الخَـدِّ منه شَفَقا
وَغمـــامٍ هَطِـــلٍ شــؤبوبه
نـادمَ الـروضَ فَغَنّـى وَسـَقى
خلـعَ الـبرقُ عَلـى أَرجـائِهِ
ثـوبَ وَشـيٍ منـه لَمّا أَبرقا
فَكــأَنَّ الأَرضَ منــه مُطبَــقٌ
وَكـأَنَّ الهُضـبَ جـانٍ أَطبقـا
وَكـأَنَّ العـارضَ الجـونَ بـه
أَدهَــمٌ خلّــى عليـه بَلقـا
وَكـأَنَّ الريـحَ إِذ هَبَّـت لـه
طيـرت فـي الجَوِّ منه عَقعَقا
فـي لَيـالٍ ضـَلَّ ساري نجمها
حــائِرٍ لا يَسـتَبين الطُرقـا
أَوقَـدَ البَـرقُ لَهـا مصباحه
فـاِنثَنى جُنـحُ دُجاها مُشرِقا
وَشـدا الرَعـدث حَنيناً فجرت
أَكـؤس المـزنِ عليـه غـدَقا
فاِنتَشـى شُرباً وَأَضحى مائِلاً
مثـلَ نشـوانٍ وَقَـد خَـرَّ لقى
وَغـدت تَحنـو له الشَمسُ وَقَد
أَلحفتـهُ مِـن سـناها نُمرُقا
وَكـأَنَّ الشـَمسَ تُحيـى نَفسـَه
غُـرَّة المَعشوق تحيى الشَيِّقا
فَكـأَنَّ الوَردض يَعلوه النَدى
وَجنَـةُ المَحبـوبِ تَندى عَرَقا
يَتفقّــا عَــن بهـار فـاقِعٍ
خِلتـه بـالوَردِ يَطـوي وَمَقا
كـالمحبين الوصـولين غَـدا
خَجِلا هَـــذا وَهَــذا فَرِقــا
وَرَنَـت مِنـه إِلى شمس الضُحى
حـدقٌ للنَـور تصـبي الحدَقا
وكـأَنَّ القطـرَ لمـا جادهـا
صارُ في الأَوراق منها زئبقا
مَـن فَـتىً مثلـي لبأسٍ وَنَدى
وَمَقـــالٍ وَفعـــالٍ وَتُقــى
شـرفي نَفسـي وَحَليـى أَدَبـي
وَحُسـامي مِقـوَلي عند اللقا
وَلِســاني عنـد مَـن يَخـبرُهُ
أُفعـوانٌ لَيـسَ تثنيه الرقى
وَيَمينــي يُمـنُ عـافٍ مُعسـرٍ
جمعـت حمـداً غَـدا مُفتَرِقـا
جَـدّىَ الناصـرُ للـدين الَّذي
فرَّقـت كفّـاه عنـه الفرَقـا
أَشـرَفُ الأَشـرافِ نَفسـاً وأباً
حيـن يَعلـوه وَأَعلـى مُرتَقى
أَنـا أَكسو ماغفا من مجدهم
بِحُلـى رونـق شـعرى رونقـا
مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر، الأموي.من أمراء بني أمية في الأندلس.سجن في أيام المنصور محمد بن أبي عامر وهو في السادسة عشرة من عمره مكث سجيناً 16 عاماً وعاش بعد إطلاقه 16 سنة.وهذا من نوادر الاتفاق.وكان أديباً شاعراً مكثراً.قال ابن حزم: هو في بني أمية كابن المعتز في بني العباس ملاحة شعر وحسن تشبيه.وقيل في سبب سجنه: إنه كان يتعشق جارية رباها أبوه معه، ثم أستأثر بها أبوه فاشتدت غيرته وقتل أباه ونظم أكثر شعره وهو في السجن وعرف بالطليق بعد خروجه منه.