
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَضـحى التَنـائي بَـديلاً مِـن تَـدانينا
وَنــابَ عَــن طيـبِ لُقيانـا تَجافينـا
أَلّا وَقَــد حــانَ صـُبحُ البَيـنِ صـَبَّحَنا
حَيــنٌ فَقــامَ بِنــا لِلحَيـنِ ناعينـا
مَــن مُبلِــغُ المُلبِسـينا بِـاِنتِزاحِهِمُ
حُزنـاً مَـعَ الـدَهرِ لا يَبلـى وَيُبلينـا
أَنَّ الزَمــانَ الَّــذي مـازالَ يُضـحِكُنا
أُنســاً بِقُربِهِــمُ قَــد عـادَ يُبكينـا
غيـظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِــأَن نَغَــصَّ فَقــالَ الــدَهرُ آمينـا
فَاِنحَــلَّ مـا كـانَ مَعقـوداً بِأَنفُسـِنا
وَاِنبَــتَّ مــا كـانَ مَوصـولاً بِأَيـدينا
وَقَــد نَكــونُ وَمــا يُخشــى تَفَرُّقُنـا
فَــاليَومَ نَحــنُ وَمـا يُرجـى تَلاقينـا
يـا لَيـتَ شـِعري وَلَـم نُعتِـب أَعادِيَكُم
هَـل نـالَ حَظّـاً مِـنَ العُتـبى أَعادينا
لَـم نَعتَقِـد بَعـدَكُم إِلّا الوَفـاءَ لَكُـم
رَأيــاً وَلَــم نَتَقَلَّــد غَيــرَهُ دينـا
مــا حَقَّنـا أَن تُقِـرّوا عَيـنَ ذي حَسـَدٍ
بِنــا وَلا أَن تَســُرّوا كاشــِحاً فينـا
كُنّــا نَـرى اليَـأسَ تُسـلينا عَوارِضـُهُ
وَقَــد يَئِســنا فَمـا لِليَـأسِ يُغرينـا
بِنتُــم وَبِنّـا فَمـا اِبتَلَّـت جَوانِحُنـا
شـــَوقاً إِلَيكُــم وَلا جَفَّــت مَآقينــا
نَكـــادُ حيــنَ تُنــاجيكُم ضــَمائِرُنا
يَقضــي عَلَينــا الأَسـى لَـولا تَأَسـّينا
حـــالَت لِفَقـــدِكُمُ أَيّامُنــا فَغَــدَت
ســوداً وَكـانَت بِكُـم بيضـاً لَيالينـا
إِذ جــانِبُ العَيـشِ طَلـقٌ مِـن تَأَلُّفِنـا
وَمَربَــعُ اللَهــوِ صـافٍ مِـن تَصـافينا
وَإِذ هَصــَرنا فُنــونَ الوَصــلِ دانِيَـةً
قِطافُهــا فَجَنَينــا مِنــهُ مـا شـينا
لِيُســقَ عَهــدُكُمُ عَهــدُ السـُرورِ فَمـا
كُنتُــــم لِأَرواحِنـــا إِلّا رَياحينـــا
لا تَحســَبوا نَــأيَكُم عَنّــا يُغَيِّرُنــا
أَن طالَمــا غَيَّــرَ النَـأيُ المُحِبّينـا
وَاللَــهِ مــا طَلَبَـت أَهواؤُنـا بَـدَلاً
مِنكُــم وَلا اِنصــَرَفَت عَنكُـم أَمانينـا
يـا سـارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ
مَـن كـانَ صـِرفَ الهَـوى وَالوُدُّ يَسقينا
وَاِســأَل هُنالِــكَ هَــل عَنّـى تَـذَكُّرُنا
إِلفـــاً تَـــذَكُّرُهُ أَمســـى يُعَنّينــا
وَيــا نَســيمَ الصــَبا بَلِّـغ تَحِيَّتَنـا
مَـن لَـو عَلـى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا
فَهَــل أَرى الــدَهرَ يَقضـينا مُسـاعَفَةً
مِنــهُ وَإِن لَــم يَكُـن غِبّـاً تَقاضـينا
رَبيــبُ مُلــكٍ كَــأَنَّ اللَــهَ أَنشــَأَهُ
مِســكاً وَقَــدَّرَ إِنشـاءَ الـوَرى طينـا
أَو صـــاغَهُ وَرِقـــاً مَحضــاً وَتَــوَّجَهُ
مِـن ناصـِعِ التِـبرِ إِبـداعاً وَتَحسـينا
إِذا تَـــــأَوَّدَ آدَتــــهُ رَفاهِيَــــةً
تـومُ العُقـودِ وَأَدمَتـهُ البُـرى لينـا
كــانَت لَـهُ الشـَمسُ ظِئراً فـي أَكِلَّتِـه
بَــل مــا تَجَلّــى لَهـا إِلّا أَحايينـا
كَأَنَّمــا أُثبِتَــت فــي صــَحنِ وَجنَتِـهِ
زُهــرُ الكَــواكِبِ تَعويــذاً وَتَزيينـا
مـا ضـَرَّ أَن لَـم نَكُـن أَكفـاءَهُ شـَرَفاً
وَفــي المَــوَدَّةِ كــافٍ مِـن تَكافينـا
يــا رَوضــَةً طالَمـا أَجنَـت لَواحِظَنـا
وَرداً جَلاهُ الصـــِبا غَضــّاً وَنَســرينا
وَيـــا حَيـــاةً تَمَلَّينــا بِزَهرَتِهــا
مُنـــىً ضـــُروباً وَلَــذّاتٍ أَفانينــا
وَيــا نَعيمــاً خَطَرنــا مِـن غَضـارَتِهِ
فـي وَشـيِ نُعمـى سـَحَبنا ذَيلَـهُ حينـا
لَســــنا نُســــَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَـــةً
وَقَــدرُكِ المُعتَلــي عَـن ذاكَ يُغنينـا
إِذا اِنفَــرَدتِ وَمـا شـورِكتِ فـي صـِفَةٍ
فَحَســبُنا الوَصــفُ إيضـاحاًّ وَتَبيينـا
يــا جَنَّـةَ الخُلـدِ أُبـدِلنا بِسـِدرَتِها
وَالكَــوثَرِ العَــذبِ زَقّومـاً وَغِسـلينا
كَأَنَّنــا لَــم نَبِـت وَالوَصـلُ ثالِثُنـا
وَالسـَعدُ قَـد غَـضَّ مِـن أَجفـانِ واشينا
إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
فـي مَوقِـفِ الحَشـرِ نَلقـاكُم وَتَلقونـا
ســِرّانِ فـي خـاطِرِ الظَلمـاءِ يَكتُمُنـا
حَتّــى يَكــادَ لِسـانُ الصـُبحِ يُفشـينا
لا غَـروَ فـي أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت
عَنـهُ النُهـى وَتَرَكنـا الصـَبرَ ناسينا
إِنّـا قَرَأنـا الأَسـى يَـومَ النَوى سُوَراً
مَكتوبَــةً وَأَخَــذنا الصــَبرَ تَلقينـا
أَمّــا هَــواكِ فَلَــم نَعــدِل بِمَنهَلِـهِ
شــُرَباً وَإِن كــانَ يُروينـا فَيُظمينـا
لَــم نَجــفُ أُفـقَ جَمـالٍ أَنـتِ كَـوكَبُهُ
ســالينَ عَنــهُ وَلَـم نَهجُـرهُ قالينـا
وَلا اِختِيــاراً تَجَنَّبنــاهُ عَــن كَثَــبٍ
لَكِــن عَــدَتنا عَلــى كُـرهٍ عَوادينـا
نَأســـى عَلَيــكِ إِذا حُثَّــت مُشَعشــَعَةً
فينــا الشــَمولُ وَغَنّانــا مُغَنّينــا
لا أَكـؤُسُ الـراحِ تُبـدي مِـن شـَمائِلِنا
ســِيَما اِرتِيـاحٍ وَلا الأَوتـارُ تُلهينـا
دومـي عَلـى العَهـدِ مـا دُمنا مُحافِظَةً
فَـالحُرُّ مَـن دانَ إِنصـافاً كَمـا دينـا
فَمــا اِستَعَضــنا خَليلاً مِنـكِ يَحبِسـُنا
وَلا اِســتَفَدنا حَبيبــاً عَنـكِ يَثنينـا
وَلَــو صـَبا نَحوَنـا مِـن عُلـوِ مَطلَعِـهِ
بَـدرُ الـدُجى لَـم يَكُـن حاشاكِ يُصبينا
أَبكــي وَفــاءً وَإِن لَـم تَبـذُلي صـِلَةً
فَــالطَيّفُ يُقنِعُنــا وَالـذِكرُ يَكفينـا
وَفــي الجَــوابِ مَتـاعٌ إِن شـَفَعتِ بِـهِ
بيـضَ الأَيـادي الَّـتي مـا زِلتِ تولينا
عَلَيــكِ مِنّــا سـَلامُ اللَـهِ مـا بَقِيَـت
صـــَبابَةٌ بِـــكِ نُخفيهــا فَتَخفينــا
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.