
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــل راكِـبٌ ذاهِـبٌ عَنهُـم يُحَيِّينـي
إِذ لا كِتــابَ يُــوافيني فَيُحيِينـي
قَــد مِــتُّ إِلّا ذَمــاءً فِـيَّ يُمسـِكُهُ
أَنَّ الفُــؤادَ بِلُقيــاهُم يُرَجّينــي
مـا سـَرَّحَ الـدَمعَ مِن عَيني وَأَطلَقَهُ
إِلّا اعتِيـادُ أَسـىً في القَلبِ مَسجونِ
صـَبراً لَعَـلَّ الَّـذي بِالبُعدِ أَمرَضَني
بِـالقُربِ يَومـاً يُـداويني فَيَشفيني
كَيـفَ اِصـطِباري وَفي كانونَ فارَقَني
قَلـبي وَهـانَحنُ فـي أَعقـابِ تِشرينِ
شـــَخصٌ يُـــذَكِّرُني فــاهُ وَغُرَّتَــهُ
شـَمسُ النَهـارِ وَأَنفـاسُ الرَيـاحينِ
لَئِن عَطِشـتُ إِلـى ذاكَ الرُضـابِ لَكَم
قَـد بـاتَ مِنـهُ يُسـَقّيني فَيُروينـي
وَإِن أَفــاضَ دُمــوعي نَـوحُ باكِيَـةٍ
فَكَـــم أَراهُ يُغَنّينــي فَيُشــجيني
وَإِن بَعُـدتُ وَأَضـنَتني الهُمـومُ لَقَد
عَهِــدتُهُ وَهــوَ يُـدنيني فَيُسـليني
أَو حَـلَّ عَقـدَ عَـزائي نَـأيُهُ فَلَكَـم
حَلَلـتُ عَـن خَصـرِهِ عَقـدَ الثَمـانينِ
يـا حُسـنَ إِشراقِ ساعاتِ الدُنُوِّ بَدَت
كَواكِبـاً فـي لَيـالي بُعـدِهِ الجونِ
وَاللَـهِ مـا فـارَقوني بِاِختِيـارِهِمِ
وَإِنَّمـا الـدَهرُ بِـالمَكروهِ يَرميني
وَمــا تَبَــدَّلتُ حُبّــاًّ غَيـرَ حُبِّهِـمِ
إِذاًّ تَبَـدَّلتُ ديـنَ الكُفـرِ مِن ديني
أَفدي الحَبيبَ الَّذي لَو كانَ مُقتَدِراً
لَكـانَ بِـالنَفسِ وَالأَهليـنَ يَفـديني
يــا رَبِّ قَـرِّب عَلـى خَيـرٍ تَلاقينـا
بِالطـالِعِ السَعدِ وَالطَيرِ المَيامينِ
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.