
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جــاءَ النَســيم وَنشــره يتصــبب
النشــر نشـر القـوم مـن يتطيـب
أَهــدى لَنــا مــن طيـه أَو طبـه
طيبــاً لأحيــاء القُلــوب مجــرب
اشـرقت مـن شـرق ايـا ريح الصبا
وانــا بغــرب مكمــد او متعــب
يـــا حبــذاه وَحبــذا نفحــاته
لَـولا النَسـيم لكـاد عَقلـي يَـذهَب
فَلعلَـــــه دار الأَحبـــــة داره
أَولا فمــا هَــذا العَـبير الطيـب
قَلــبي يقلــب كفـه وقـت الـدعا
بلقــا الأَحبــة وَالحــوادِث قلّـب
مــالي اغــرب وَالــدَواعي جمــة
شَمســـي بمشــرقها علام المغــرب
يـا نـاق سيري واقصدي وجه الصبا
والمــم بربـع فيـه سـعدك ينجـب
عــرج عَلـى كثبـان تـونس تَرتَـوي
فَعلـــي البـــاش غمـــام صــيب
امـــا النَســيم فــانه هبــاته
وَهبــاته القمـران أَو مـا يقـرب
ذاك العَلـــي الالمعــي لمعــانه
يغشــى ســناه النيــرات فتحجـب
ذاكَ النجــار المُســتَطيل نجـاده
ذاك الفخــار المُسـتَطيل السـلهب
مجـــد كَـــبير شــامِخ مُتنــاول
دل الكَـواكِب فـي المَـواكِب أَهيـب
منــه المَعـالي أشـرقت جنباتهـا
منــه الرَعايـا أمنـت مـا ترهـب
منـه السـَماح بَـدا فان كان ابنه
قــالَت شــَهامته بلــى انـي الأب
ان قلـت أَنـتَ البحـر كنـت مقصراً
أَو قلـت فـوق البحـر خفـت أَكـذب
مـالي وَذا خـل النَـدى يَحكـي اذن
فَلســـانه ذلـــق فَصــيح معــرب
فَـإِذا بَـدا للنـاس هينـم ذا لذا
هَـذا أَخـو المَهـدي أَم هـو أَحسـب
وَإِذا تـألق فهمـه قـالوا إِسـتَمع
لابــي حَنيفــة فهــو حــي طيــب
مـن أَروع فـي الحـق يَمضـي عزمـه
مــن أَروع فــي شــهوة لا يَغضــَب
لا تَعجَبـــوا لمضـــائه وَنفــاذه
يَـوم الـوَغى فـالحلم منـه أَعجَـب
وَكَـذا ملـوك العـدل فـي احكامها
فــي ضــمنها مــاء وَنـار تلهـب
لَقَـد اِسـتَهان ذوو الفَسـاد بلينه
هَيهــات ان الرمــح ليــن ينقـب
فـي السـابقين مـن العصاة زواجر
فاصــغوا لانــذاري فــاني اخطـب
وانــا الَّـذي لازمـت طاعـة سـيدي
فَأَطــاعَني منهــا غطــا لا يـذنب
وَأَنـا الَّـذي ما بين أعطاف الهدى
وَغطــــائه ووطــــائه اتقلـــب
وَأَنــا الَّـذي أَوصـافه قـد أدبـت
فرســي فَلا تَكبــو وَلَيــسَ تكبكـب
لِلَّـــه درى مـــن فَصــيح كــاتِب
لكـــن خصــالك علمتنــي اكتــب
أَولَيتَنــي در العَطايــا فـاِنثَنَت
تلـك الجَـواهِر مـن لسـاني تسـكب
وَلَقَــد زَرعـت مَـدائحي فـي مربـع
فاعشـو شـب الكـذر الَّـذي لا يعشب
ان قيـل ذي الأَزهـار انـي لقيتها
قلــت اتئد مــن مـزرع هـو طيـب
ضــمخت شــيبي مـن عَـبير مَـديحه
فاِنصـاغ فـي عصـر الشـَباب الأَشيَب
اطلعتهــا ازمــان بخــتي غيهـب
فـابيض حيـن اسـود شـيبي الغيهب
وَمَــتى تَــراءَت منّـةٌ فـي مَنيـتي
يَمشـي لِـداري قبـلَ مشـيي المطلب
قـل للنَظيـر ان اِنتَهى ذا إِن يقل
ســبق المَقــال نظـارة المتهلـب
نخـب المَعـالي حـزت هَـل من فضلة
لِلفَضــل تَبقــى أَو لغيـرك تنسـب
حشــرت إِليــك جليلهـا وَحَقيرهـا
انهارهـــا وَبحارهــا وَالمــذنب
أَكـثرت مـن نهـب المَكـارِم ياسنا
النــادي ترفــق أَيهـذا المنهـب
فـاذا الملـوك تبهرجـت روضـاتها
وَبـدت فَضـائلك الخَصـيية اجـدبوا
طلعــت شموســك بينهـم فتحجبـوا
وَإِذا أَغـار الشـمس غـار الكـوكب
وَإِذا ذكـرت وَفضـلك اسـتحيت بمـا
كــانَت بــه مــن فضـلها تتعجـب
فــالأمن ينشـر وَالخيانـة تنطَـوي
وَالهــدى يضــحك مـن ضـلال ينحـب
سـابق لمجـدك كـل من يبغي السبا
ق فَمـا يزاحـم خيـل مجـدك منكـب
يـا ممطـر الـذهب الغَزيـر عَطائه
المجتــدي يَزهــو فَتَحــزَن أسـحب
أَنـتَ العَزيز فَما لمالك في الهَوا
ن يظــل مَلقــى وَالعَطايـا تنهـب
قَـد كنـت فـي كـبري أؤمـل راحـة
وَســناك بحــر للمــدائح متعــب
نظمــت عقــدي وارتحلـت ومـأملي
لربــوعه فَرأيــت دَهــري يغلــب
ونظــرت اعــدائي إِذا حــاوَرتهم
كـــالتغلبيّ إِذا اتـــاه مــؤوّب
قَـد ضـلَّت الآمـال فـي قنصـي وَقَـد
كـانَت تَـروغ كَمـا يَـروغ الثعلـب
فــالحزن منفــي وَبســطي حاضــر
وَعَــرائس الأَفــراح لــي تتحبــب
ملــك تَخــاف النائبــات عقـابه
وَالــدَهر عَــن جيرانــه يتنكــب
لَـو شـمت إِذ أَشـكو اذى زمَنـي له
وَالــدَهر يقســم ثـم انـي اكـذب
مــاذا علــي مـن المَـدى وَضـلاله
ان كنــت عنــد ظلالــه لا أَنكــب
أَنـتَ الهدى فلك النَدى فلك النَدا
لا مســــتغاث حــــاتم وَمهلـــب
فاليــك يقصــد مـن عرتـه أزمـة
أَنــتَ الَّــذي مـا آب عنـك مخيـب
بزغــت شموســك وَالــدَنا مغـبرة
وَالنبـــت مصـــفر وَجــو أَشــهب
وَالـدوح تَشـكو مـن حمـورة ريشها
وَالــزَرع يَخطـو منـه شـيخ أَحـدَب
وَقَـد اِسـتَغاث الـبر منـك بـدعوة
فَـــدَعاكَ بــر للســَحائب يثقــب
فَوشــى دعــاك زروعهــا بحليّهـا
قــل لـي أَوشـيك أَخضـر أَو أَكهَـب
وَترَكتهــــا موشـــية بـــأزاهر
شـَقي الشـَقاء بهـا وأسـعد ربـرب
يـا سـَيداً يـا واحـداً يـا ماجِداً
فــي كــل مكرمــة اليــه منسـب
مــالي أَحلـي وَالمحلـي مـن فَضـا
ئلــه عرانـا أَو غزانـا المـوكب
مَــدحي غنــي عنــه لكــن خاضـب
يــدعى إِلـى كـف المَليحـة يخضـب
ان كـانَت الحَسـناء يَكفـي حسـنها
عَــن أن تحلــي فــالقَلائِد أَعـذَب
هَــذي القَصــيدة يممتــك خَريـدة
تَبغــي رضــاك فيـه عبـدك اشـعب
حَســناء مــا غــض عَنهــا حاسـِد
دبــت اليــه مــن شـباها عقـرب
لا تعجبـوا مـن حمـد أَحمد في علي
ان التَناســب واضــِح لا تعجَبــوا
دَم يـا مفـدى في السَلامة وَالهُدى
ذيــل المَعـالي وَالمَكـارِم تسـحب
بالمُصـطَفى المختـار تبلغ ما تري
د وَمــا تَــروم وَمــاله تتطلــب
ازكــى الصـَلاة عَلـى مطيـب طيبـة
لِلَّــه مــا حــازته طـابَت يـثرب
خَير العَوالِم زينة الدنيا مع الا
خــرى وَهَــذا الختـم ختـم يطـرب
أحمد الأصرم أبو العباس الوزير الكاتب.أديب وشاعر حامع للعلوم وأحد أئمة الكتابة والبلاغة في تونس، نشأ في القيروان وأخذ عن إمام الطريقة الفاضل العلامة سيدي عبد الله السوسي (كان يلقي دروسة في مدرسة بالقيروان أنشأها حسين باي سنة 1133ه).صحب الأمير محمد باي المتوفى سنة 1172هوهو ابن الأمير حسن بن علي مؤسس الدولة الحسينية وذلك خلال أيام إقامته ببلده عند تأجج الفتنة وذهب معه إلى الجزائر، وأقام معه بها وتصدر للإشهاد وقضى هناك أياماً بالنيابة.وقد أعلى الأمير مكانه وقدمه إلى رئاسة الكتابة وبقي مكرماً إلى أن وافته المنية أيام المولى علي باي المتوفى سنة 1196ه، 1782مله حواشي على شرح المحلي لجمع الجوامع.