
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِعجَـب لِحـالِ السـَروِ كَيـفَ تُحالُ
وَلِدَولَــةِ العَليـاءِ كَيـفَ تُـدالُ
لا تَفسـَحَن لِلنَفـسِ في شَأوِ المُنى
إِنَّ اِغتِــرارَكَ بِــالمُنى لَضــَلالُ
مــا أَمتَـعَ الآمـالَ لَـولا أَنَّهـا
تَعتــاقُ دونَ بُلوغِهــا الآجــالُ
مَـن سـُرَّ لَمّـا عـاشَ قَـلَّ مَتـاعُهُ
فَــالعَيشُ نَـومٌ وَالسـُرورُ خَيـالُ
فــي كُــلِّ يَــمٍ نُنتَحـى بِرَزِيَّـةٍ
لِلأَرضِ مِـــن بُرحائِهــا زِلــزالُ
إِن يَنكَــدِر بِـالأَمسِ نَجـمٌ ثـاقِبٌ
فَــاليَومَ أَقلَــعَ عــارِضٌ هَطّـالُ
إِنَّ النَعِـــيَّ لَجَهـــوَرٍ وَمُحَمَّــدٍ
أَبكــى الغَمـامَ فَـدَمعُهُ مُنثـالُ
شـَكلانِ إِن حُـمَّ الحَمـامُ تَجاذَبـا
لا غَــروَ أَن تَتَجــاذَبَ الأَشــكالُ
وَلّـى أَبـو بَكـرٍ فَراعَ لَهُ الوَرى
هَــولٌ تَقاصــَرَ دونَــهُ الأَهـوالُ
قَمَـرٌ هَـوى في التُربِ تُحثى فَوقَهُ
لِلَّـهِ مـا حـازَ الثَـرى المُنهالُ
قَـد قُلـتُ إِذ قيـلَ السَريرُ يُقِلُّهُ
هَــل لِلســَريرِ بِقَـدرِهِ اِسـتِقلالُ
الآنَ بَيَّـــنَ لِلعُقـــولِ زَوالُــهُ
أَنَّ الجِبــــالُ قُصـــارُهُنَّ زَوالُ
مــا أَقبَـحَ الـدُنيا خِلافَ مُـوَدَّعٍ
غَنِيَــت بِـهِ فـي حُسـنِها تَختـالُ
يـا قَبرَهُ العَطِرَ الثَرى لا يَبعَدَن
حُلــوٌ مِــنَ الفِتيـانِ فيـكَ حَلالُ
مـا أَنـتَ إِلّا الجَفـنُ أَصـبَحَ طَيَّهُ
نَصـلٌ عَلَيـهِ مِـنَ الشـَبابِ صـِقالُ
فَهُنـاكَ نَفّـاحُ الشـَمائِلِ مِثلَمـا
طَرَقَــت بِأَنفـاسِ الرِيـاضِ شـَمالُ
دانٍ مِـنَ الخُلُـقِ المُزَيّـنِ نـازِحٌ
عَـن كُـلِّ مـا فيـهِ عَلَيـهِ مَقـالُ
شــِيَمٌ يُنـافِسُ حُسـنَها إِحسـانُها
كَـالراحِ نـافَسَ طَعمَهـا الجِريالُ
يـا مَـن شـَأى الأَمثالُ مِنهُ واحِدٌ
ضـُرِبَت بِـهِ فـي السـَودَدِ الأَمثالُ
نَقَصـَت حَياتُـكَ حيـنَ فَضـلُكَ كامِلٌ
هَلا اِستُضـيفَ إِلـى الكَمـالِ كَمالُ
وُدِّعــتَ عَـن عُمُـرٍ عَمَـرتَ قَصـيرَهُ
بِمَكـــارِمٍ أَعمـــارُهُنَّ طِـــوالُ
مَــن لِلنَـدِيِّ إِذا تَنـازَعَ أَهلُـهُ
فَاِســتَجهَلَت حُلَمــاءَهُ الجُهّــالُ
لَـو كُنـتَ شـاهِدَهُم لَقَـلَّ مِراؤُهُم
لِأَغَــرَّ فيــهِ مَــعَ الفَتـاءِ جَلالُ
مَن لِلعُلومِ فَقَد هَوى العَلَمُ الَّذي
وُســِمَت بِــهِ أَنواعُهـا الأَغفـالُ
مَـن لِلقَضـاءِ يَعِـزُّ فـي أَثنـائِهِ
إيضــاحُ مُظلِمَــةٍ لَهــا إِشـكالُ
مَــن لِليَــتيمِ تَتـابَعَت أَرزاؤُهُ
هَلَـكَ الأَبُ الحـاني وَضـاعَ المالُ
أَعـزِز بِـأَن يَنعـاكَ نَعـيَ شَماتَةٍ
لِلأَولِيـــاءِ المَعشــَرُ الأَقتــالُ
فُجِعَـت رَحـى الإِسـلامِ مِنكَ بِقُطبِها
لَيـتَ الحَسـودَ فِـداكَ فَهُـوَ ثِفالُ
زُرنـاكَ لَـم تَـأذَن كَأَنَّـكَ غافِـلٌ
مــا كـانَ مِنـكَ لِـواجِبٍ إِغفـالُ
أَيـنَ الحَفـاوَةُ رَوضُها غَضُّ الجَنى
أَيــنَ الطَلاقَــةُ بِشـرُها سَلسـالُ
أَيّــامَ مَـن يَعـرِض عَلَيـكَ وِدادَهُ
يَكُــنِ القَبـولُ بَشـيرُهُ الإِقبـالُ
مَهمـا نُغِبُّـكَ لا نُرِبـكَ وَإِن نَـزُر
رِفهـــاً فَمـــا لِزِيــارَةٍ إِملالُ
هَيهــاتَ لا عَهــدٌ كَعَهـدِكَ عـائِدٌ
إِذ أَنـتَ فـي وَجـهِ الزَمانِ جَمالُ
فَاِذهَب ذَهابَ البُرءِ أَعقَبَهُ الضَنى
وَالأَمــنِ وافَــت بَعــدَهُ الآجـالُ
لَـكَ صـالِحُ الأَعمـالِ إِذ شـَيَّعتَها
بِــالبِرِّ ســاعَةَ تُعـرَضُ الأَعمـالُ
حَيّـا الحَيـا مَثواكَ وَاِمتَدَّت عَلى
ضــاحي ثَـراكَ مِـنَ النَعيـمِ ظِلالُ
وَإِذا النَسـيمُ اِعتَلَّ فَاِعتامَت بِهِ
ســـاحاتِكَ الغَــدَواتُ وَالآصــالُ
وَلَئِن أَذالَـكَ بَعـدَ طـولِ صـِيانَةٍ
قَـــدَرٌ فَكُــلُّ مَصــونِهِ ســَيُذالُ
ســَيَحوطُ مَــن خَلَّفتَــهُ مُستَبصـِرٌ
فـي حِفـظِ مـا اِستَحفَظتَهُ لا يالو
كَفَلَ الوَزيرُ أَبو الوَليدَ بِجَبرِهِم
إِنَّ الـــوَزيرَ لِمِثلِهــا فَعّــالُ
مَلِـكٌ سـَجِيَّتُهُ الوَفـاءُ فَمـا لَـهُ
بِالعَهـــدِ فــي ذي خُلَّــةٍ إِخلالُ
حَتَـمٌ عَلَيـهِ لَعـاً لِعَـثرَةِ حالِهِم
قَــد تَعثُـرُ الحـالاتُ ثُـمَّ تُقـالُ
إيهـاً بَنـي ذَكوانَ إِن غَلَبَ الأَسى
فَلَكُـم إِلـى الصـَبرِ الجَميلِ مَآلُ
إِن كـانَ غـابَ البَدرُ عَن ساهورِهِ
مِنكُــم وَفـارَقَ غـابَهُ الرِئبـالُ
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.