
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هُـمُ الناسُ شَتّى في المَطالبِ لا تَرى
أَخـا همَّـةٍ إِلا قَـد اختـارَ مَـذهَبا
فَمَـن يَعتنـي بِالفِقهِ يَرأس إِذ يلي
قَضــاءً وَتَدريسـاً وَفُتيـا وَمَنصـِبا
وَمَـن كانَ ذا حَظٍّ مِن النَحو وَاللُغا
يَـرى أَنَّـهُ أَسـنى الفَضـائلِ مَطلَبا
وَيزهــى عَلــى هَـذا الأَنـام لِأَنَّـهُ
يَرى هَمَجا في الناس مَن لَيسَ مُعرِبا
وَمَـن كـانَ بِـالمَعقول مُشـتغلاً يَرى
جَميـعَ الـوَرى صـُمّاً عَن الحَق غَيَّبا
فَـإِن كـانَ في النَحوين صاحبَ دِريَةٍ
فَـذاكَ الَّـذي يُدعى الإمام المهذَّبا
وَحــافظ أَلفـاظِ القِـراءاتِ جاهِـلٌ
بِـالإعرابِ وَالمَعنـى للإقـراءِ رُتِّبا
يرقِّــقُ مــا قَــد فَخَّمُـوا وَمفخِّـمٌ
لمـا رَقَّقـوا لَـم يَلقَ شَيخاً مُهذَّبا
يَـرى أَنَّ نَظمَ الشاطِبي غايةُ المُنى
وَلَـم أَرَ نَظمـاً مِنـهُ أَعصى وَأًصعَبا
يَظَــلُّ الفَـتى فيـهِ سـِنينَ عَديـدَةً
يُحاولُهــا فَهمــا فَيَبقـى مُعَـذَّبا
بِلُغــزٍ وَأُحجِيّــاتِ شُلشــل شـَمَردَلٍ
وَدَغفَـلِ أَسـماءٍ عَـن الفَهـم حُجَّبـا
وَقَـد أولـعَ الجُهّـالُ فيـهِ بِشـَرحِهِ
فَمِــن شـارِحٍ قَصـراً وَآخَـر أَطنَبـا
وَغــايَتُهُ نُطــقٌ بِأَلفــاظِ أَحــرُفٍ
كَمالــك نَنســَخ ننسـِها لا نكـذِّبا
لَقَـد كـانَ هَـذا الفَـنُّ سَهلاً مُعَرَّبا
فَبَعَّــدَهُ هَــذا القَصــيد وَصــعَّبا
وَنـاظمِ أَشـعارٍ يَـدورُ عَلـى الوَرى
بِــذمٍّ وَمَــدحٍ مُرهِبــا أَو مُرغّبـا
يـرى أَنَّ نظـمَ الشـعرِ أَسنى فَضيلَةً
وَلَيــسَ بِفَضــلٍ مـا بِطَبـعٍ تركَّبـا
وَراوي حِكايــاتٍ لِنــاس تَقَــدَّمُوا
غَـدا وَاعِظـاً يَشـرو وَيَنشـر مُطرِبا
وَطـوراً يُبكّـي النـاسَ خَوفاً وَرَهبةً
وَطــوراً يُرجِّـي بِالتَسـامح مُـذنِبا
وَتـــالٍ لِقُـــرآنٍ بِتُربــة مَيِّــتٍ
قَـد اتَخَـذَ التَنغيمَ بِالصَوتِ مَكسبا
وَجـــامعِ آدابٍ وَحفـــظِ رَســـائِلٍ
وَجــودَةِ خَــطٍّ راجِيــاً أَن يُقرّبـا
إِلــى ملــكٍ كيمـا يَكـون موقِّعـا
فَينظُــف أَثوابــاً وَينبُـل مَوكِبـا
وَحامــلِ أَجــزاءٍ لِطــافٍ ســَقيمَةٍ
تَأبّطهــا كيمــا تَــروّى وَتكتبـا
يَــدورُ عَلــى شـَيخٍ جَهـولٍ وَشـَيخةٍ
عَجـوزٍ تَـرى جمـع الـرُؤوسِ تقربـا
وَجمّـاعِ أَنـواعٍ مِـن الفِسقِ لَم يبَل
بِمعصــيَة إِن كـانَ كَهلاً أَو أَشـيبا
أَتَأخُـذُ ديـنَ اللَـهِ عَـن مثلِ هَؤلا
لَأَنـتَ إِذَن فـي الغَـي أَصبَحتَ مُسهبا
وَغايــةُ مــا يــدريهِ أَنَّ فلانــةً
رَوَت جُـزءَ بيـبي وَهيَ ماتَت بِيَثرِبا
وَذا لَقَّبــــوه جَـــزرةً وَملقـــبٌ
بِصـاعِقَةٍ إِن كـانَ في الحِفظِ أَغلبا
وَمشــتغلٍ بِــالطبِّ قَـد رامَ صـَنعَةً
قَليلاً جَــداها مــا أَشـقَّ وَأَخيَبـا
يَـدور عَلـى المَرضـى وَيُحـرز علَّـة
وَيَســأل مـاذا كـانَ عَنـهُ تَسـبَّبا
وَيَنهَـــبُ مِنــهُ مــالَهُ لا يهمُّــه
ســواء لَــدَيهِ أَن يَصــِحَّ وَيَعطَبـا
وَغــايَتُهُ اســتقبالُ بَـولٍ بِـوجهِهِ
وَشــَمُّ قَــذوراتٍ كَـأَن شـمّ زرنَبـا
وَكَســلانَ يَختــارُ المَشـيخةَ صـَنعةً
فَيَجمَـع أَوشـاباً إِلـى الزَّرد رُغَّبا
تيــوسٌ رُعــاعٌ وَهــوَ جَهلا أَبـوهُمُ
فَاقبِـح بِهِـم وُلـداً وَاقبِح بِهِ أَبا
وَيَبهَــتُ نَحـوَ الأَرض طَـوراً وَتـارَة
إِلـى العالَمِ العُلوِيِّ يَستَمِعُ النَبا
وَيَركــبُ عيـراً وَهـوَ عيـرٌ حَقيقـةً
فَجهــلٌ بَســيطٌ قــادَ جَهلاً مركَّبـا
فَيُخبِــرُ عَـن أَشـياءَ فـي ملكـوتِهِ
رَآهـا عَيانـاً لَيـسَ عَنهـا محجّبـا
تَلاميــذُهُ يَمشــونَ حَــولَ حمــارِهِ
وَأَوسـاطُهم مَشـدودة لابِسـو القَبـا
عريُّـون عَـن علـمٍ وَمَـن كانَ فاضِلا
تَقرمَـطَ كَـي يُـدعى الامامَ المقرَّبا
فَيُبـدي لَهُـم أَسـرارَ عِلـمٍ غَوامِضاً
تلقَّفهــا عَــن ســر ســرٍّ ترتّبـا
فَمِنـهُ إِلَيـهِ عَنـهُ فيـهِ لَـديهِ قَد
بَـدَت غامِضـاتٌ عَنـهُ تنبَـثُ كَالهبا
عَجِبــتُ لِمثلـي عِشـتُ سـَبعينَ حِجَّـةً
وَتِسـعاً أُلاقـي الناسَ شَرقا وَمَغرِبا
فَمـا ظَفِـرت عَينـي بِمَـن هُـوَ صالِحٌ
سـِوى مَـن بِـهِ بَيـنَ الأَنـامِ تَلقَّبا
محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي.كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة العرب حكي أنه سمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو 450 شيخاً، كان شيخ النحاة بالديار المصرية أخذ عنه أكابر عصره كان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع درس النحو في جامع الحاكم سنة 704 هـ وأصبح مدرساً للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر وتولى منصب الاقراء بجامع الأقمر.توفي بالقاهرة 28 صفر 745 هـ ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر وصلي عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب ، ورثاه الصفدي وذكره في نكت الهيمان.له (شرح التسهيل)، و(مختصر المنهاج للنووي) و(الارتشاف) وغير ذلك.