
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هِـيَ الشَمسُ مَغرِبُها في الكِلَل
وَمَطلَعُهـا مِـن جُيـوبِ الحُلَـل
وَغُصــنٌ تَرَشـَّفَ مـاءَ الشـَبابِ
ثَـراهُ الهَـوى وَجَنـاهُ الأَمَـل
تَهـادى لَطيفَـةَ طَـيِّ الوِشـاحِ
وَتَرنــو ضـَعيفَةَ كَـرِّ المُقَـل
وَتَـبرُزُ خَلـفَ حِجـابِ العَفـافِ
وَتَســفِرُ تَحـتَ نِقـابِ الخَجَـل
بَـدَت فـي لِداتٍ كَزُهرِ النُجومِ
حِســانِ التَحَلّـي مِلاحِ العَطَـل
مَشــَينَ يُهـادينَ رَوضَ الرُبـى
بِيـانِعِ رَوضِ الصـِبا المُقتَبَل
فَمِــن قُضــُبٍ تَتَثَنّــى بِريـحٍ
وَمِــن قُضــُبٍ تَتَثَنّــى بِــدَلّ
وَمِــن زَهَــراتٍ تُنَـدّى بِمِسـكٍ
وَمِــن زَهَــراتٍ تُنَــدّى بِطَـلّ
تَعاهَـدَ صـَوبُ العِهـادِ الحِمى
وَلا زالَ مَربَعُهــا فــي مَلَـل
مَـرادٌ مِـنَ الحُـبِّ غَـضُّ الجَنى
لَـدَيهِ مِـنَ الوَصـلِ وِردٌ عَلَـل
لَيالِيَ ما اِنفَكَّ يُهدي السُرورَ
حَــبيبٌ ســَرى وَرَقيــبٌ غَفَـل
زَمـانٌ كَـأَنَّ الفَـتى المَسلَمِيَّ
تَكَنَّفَـــهُ عَـــدلُهُ فَاِعتَــدَل
تَـدارَكَ مِـن حُكمِـهِ أَن يُعيـدَ
بِــهِ عِـزَّةَ الـدينِ أَيّـامَ ذَلّ
وَيوضـِحَ رَسـمَ التُقـى إِذ عَفا
وَيُطلِـعَ نَجـمَ الهُـدى إِذ أَفَل
حَمِــدنا المُظَفَّــرَ لَمّـا رَأى
لِمَنصــورِنا ســيرَةً فَاِمتَثَـل
مَليـــكٌ تَجَلّــى لَــهُ غُــرَّةً
تَأَمَّلَهـــا غِـــرَّةً تُهتَبَـــل
أَشـَفُّ الـوَرى في النُهى رُتبَةً
وَأَشـهَرُهُم فـي المَعـالي مَثَل
وَأَحـرى الأَنـامِ بِـأَمرٍ وَنَهـيٍ
وَأَدرى المُلــوكِ بِعَقـدٍ وَحَـلّ
يَمـانٍ لَـهُ التـاجُ مِن بَينِهِم
بِمــا أَورَثَ التُبَّعــونَ الأُوَل
سـَنامٌ مِنَ المَجدِ عالي الذُرا
يَظَـلُّ العِـدا مِنـهُ تَحتَ الأَظَلّ
تَقَيَّـلَ فـي المَهدِ ظِلَّ اللِواءَ
وَسـيمَ النُهـوضَ بِـهِ فَاِسـتَقَلّ
وَنيطَــت حَمـائِلُهُ الوافِيـاتُ
مَكـــانَ تَمــائِمِهِ فَاِحتَمَــل
وَمـا بَلَّـتِ البُردَ تِلكَ الدُمو
عُ إِلّا وَفـي البُـردِ لَيـثٌ أَبَلّ
عَهِـدنا المَكـارِمَ فيهِ مَعاني
تُبَشـِّرُنا فيـهِ مِنهـا الجُمَـل
تُـرى بَعـدَ بِشرٍ يُريكَ الغَمامَ
تَهَلَّـــلَ بـــارِقُهُ فَاِســتَهَلّ
يُصــَدِّقُ مــا حَــدَّثَتنا عَسـى
بِـهِ عَنـهُ أَو أَنبَأتَنـا لَعَـلّ
فَمــا وَعَــدَ الظَـنُّ إِلّا وَفـى
وَلا قــالَتِ النَفــسُ إِلّا فَعَـل
فَلَقّــى مُنــاوِئَهُ مـا اِتَّقـى
وَأَعطــى مُــؤَمِّلَهُ مــا سـَأَل
كَـمِ اِسـتَوفَتِ الشـُكرَ نَعماؤُهُ
فَأَقبَــلَ يُنعِـمُ مِـن ذي قَبَـل
غَمــامٌ يُظِــلُّ وَشــَمسٌ تُنيـرُ
وَبَحــرٌ يَفيــضُ وَســَيفٌ يُسـَلّ
قَسـيمُ المُحَيّـا ضَحوكُ السَماحِ
لَطيـفُ الحِـوارِ أَديـبُ الجَدَل
تُوَشـــّي البَلاغَـــةَ أَقلامُــهُ
إِذا مـا الضـَميرُ عَلَيها أَمَلّ
بَيـــانٌ يُبَيِّـــنُ لِلســامِعي
نَ أَنَّ مِـنَ السـِحرِ مـا يُستَحَلّ
أَلا هَـل سَبيلٌ إِلى العَيبِ فيهِ
فَكَـم عيـنَ مِـن قَبلِهِ مَن كَمَل
لَئِن لَبِـسَ المُلـكَ رَحبَ المُلا
إِ فَاِختـالَ مِنـهُ بِـذَيلٍ رَفَـل
فَـــإِنَّ تَـــزَوُّدَهُ لِلمَعــالي
وَإِنَّ تَــــــأَهُّبَهُ لِلأَجَـــــلّ
فَيـا خَيـرَ سـُوّاسِ هَذي الأُمورِ
وَناسـِكَ أَربـابِ هَـذي الـدُوَل
وَليـتَ الثُغـورَ فَلَـم تَعدُ أَن
رَأَبـتَ الثَـأى وَسـَدَدتَ الخَلَل
سـِواكَ إِذا قُلِّـدَ الأَمـرَ جـارَ
وَغَيـرُكَ إِن مُلِّـكَ الفَيـءَ غَـلّ
حِمــىً لا يَــزالُ لِمَــن حَلَّـهُ
أَمانــانِ مِـن عَـدَمٍ أَو وَجَـل
فَـــأَنجُمُ دَهرِهُـــمُ ســـَعدَةٌ
وَشــَمسُ زَمـانِهِمُ فـي الحَمَـل
أَبـا بَكـرٍ اِسـمَع أَحاديثَ لَو
تُبَــثُّ بِســَمعِ عَليــلٍ أَبَــلّ
سَأَشـــكُرُ أَنَّـــكَ أَعلَيتَنــي
بِــأَحظى مَكـانٍ وَأَدنـى مَحَـلّ
وَأَنّــي إِن زُرتُ لَــم تَحتَجِـب
وَإِن طـالَ بـي مَجلِـسٌ لَم تَمَلّ
تَبَســَّمتَ ثُـمَّ ثَنَيـتَ الوِسـادَ
فَحَســبِيَ مِـن خَطَـرٍ مـا أَجَـلّ
فَلَـو صـافَحَ التِبرَ خَدّي لَهانَ
وَلَـو كـاثَرَ القَطرَ شُكري لَقَلّ
بِأَمثالِهــا يُسـتَرَقُّ الكَريـمُ
إِذا مَطمَـــعٌ بِســِواهُ أَخَــلّ
فَلا تَعـدَمَنكَ المَسـاعي الَّـتي
لِأُمِّ المُناويـكَ فيهـا الهَبَـل
فَأَنتَ الجَريءُ إِذا الشِبلُ هابَ
وَأَنـتَ الدَليلُ إِذا النَجمُ ضَلّ
وَمـا اِبنُـكَ إِلّا جِلاءُ العُيـونِ
إِذا نــاظِرٌ بِســِواهُ اِكتَحَـل
رَبيـبُ السـِيادَةِ فـي حِجرِهـا
تُــدِرُّ لَــهُ ثَـديَها إِذ حَفَـل
تَمَكَّـنَ يَتلـوكَ فـي الصالِحاتِ
فَلَمّــا تَفُتــهُ وَلَمّــا يَنَـل
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.