
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خلعــت عـذارى فـي عـذارٍ علـى خـد
حكـى خضـرة الريحان في حمرة الوردِ
صــقيل كمثــل السـيف أخضـر مثلـه
يــبيت ولكـن مـن فـؤاديَ فـي غمـد
وممــا شــجاني شـكل شـاربه الـذي
تمثــل قوســاً مثـل ميسـمه الـبرد
كفــاني أنــا بالزبرجــد أشــتكي
فقـد صـار لي قفلا على الدّر والشهد
يقـــر بعينـــي أن أزور كناســـه
ولــو كـان محفوفـاً بضـارية الأسـد
ويقنعنـي شـعري لـدى نـاظر العلـى
وان كـان لـي فـي كـل وادٍ بنو سعد
هــو الــدهر فـي تصـريفه لصـروفه
فمــن جهـة يحيـى ومـن جهـة يُـردي
خصــيب نــواحي الفضـل يضـحك كلـه
عـن المكرمـات السبط والحسب الجعد
فقــل فـي أيـاديه رياضـته الـذرى
وقــل فـي معـاليه مصـافحة المجـد
اليــه والا قيــدوا قــدم الســرى
وفيــه والا اخرســوا منطـق الحمـد
يطــالع عـن صـبح وينهـل عـن حيـاً
ويخطــف عـن بـرق ويعصـف عـن رعـد
وعنــه أفيضـوا أنـه مُشـعر العُلـى
وحـوليه طوفـوا انـه كعبـة القصـد
وألقـوا حـديث البحـر عنـد حـديثه
فكـم يَبنـي في جُزر وكم يَبني في مدّ
تــؤثر فــي الأفلاك مـن بعـد غـوره
كتـأثير نور الشمس في الأعين الرمد
تخصصـــت أحيانــاً بلخــم ويعــرب
وظـــاهرت أحيانــاً بغســان والأزد
ولمــا حللــت الناصــرية أقبلــت
اليـك وفـود الشـعر وفـداً على وفد
وثقـت بـه ضـيفاً علـى رغـم حاسـدي
كـأني وقـف ضـاق منـه على زند كذا
ســكنت لــه حــتى أرقــت وانمــا
كمنـت كمـون النـار فـي حجر الزند
تقيســني الأعــداء فــي مهجاتهــا
كمَـن قـاس فـي أوداجـه ظبـة الهند
وتحســب فــي عــودي ليانـا وانـه
لفي السر من نبع وفي الجَهر من رند
غمـدت مـع الفتـح الكواسـر طـايرا
وهـا أنـا مشـاء مـع النُعـم الرقد
ويــا عجبــاً مـن جهـل كـل فراشـةٍ
تعــارض مصــباحي لتحرقهــا وقـدي
وأيقــظ مــن صـلٍّ خلقـت وهـا أنـا
يســامرني مـن ظَـلَّ أنـوم مـن فهـد
شـــكرتك عـــن ود وليــس مركبــاً
مـن الشـكر الا مـن بسـيط مـن الود
وفيـك جرعـت الـذل والعـز عـاد لي
فلـي سـيمة المولى ولي سيمة العبد
أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة.من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد.وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً.له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة)، و(نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و(سقيط الدرر ولقيط الزهر).