
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تنشــق ريــاحين الســلام فانمــا
أفــض بهــا مســكاً عليـك مختمـا
وقـل لـي مجـازا ان عـدمت حقيقـة
لعلـك فـي نعمـى فكـم كنـت منعما
أفكــر فـي عصـر مضـى لـك مشـرقاً
فيرجـع ضـوء الصـبح عنـدي مظلمـا
وأعجــب مـن أفـق المجـرة اذ رأى
كســوفك شمسـاً كيـف أطلـع أنجمـا
لئن عظمــت فيــك الرزيــة اننـا
وجـدناك منهـا فـي المزيـة أعظما
قنــاة ســعت للطعـن حـتى تقصـّدت
وســيف أطـال الضـرب حـتى تثلمـا
وطــود غريـب فـي الشـواهق أمـره
بنــى كلَّــة مــن فوقهـا وتهـدما
منـأبته زادت علـى النبـع بالجنى
فـإذ عريـت عـادت مع النبع أسهما
بكــــى آل عبــــاد ولا كمحمـــد
وأولاده صــوب الغمامــة اذ همــى
حــبيب الــى قلـبي حـبيب لقـوله
عســى وطــن يــدنو بهـم ولعلمـا
صــباحهم كنــا بـه نحمـد السـرى
فلمـا عـدمناهم سـرينا علـى عمـى
وكنــا رعينـا العـز حـول حمـاهم
فقـد اجدب المرعى وقد أقفر الحمى
وقـد ألبسـت أيدي الليالي قلوبهم
مناسـج سـدى الغيـث فيهـا وألحما
قصـور خلـت مـن سـاكنيها فما بها
سـوى الأدم تمشـي حول واقفة الدمى
يُجيـبُ بهـا الهـامَ الصدى ولطالما
أجـاب القيـانُ الطـائر المترنمـا
كـأن لـم يكن فيها أنيس ولا التقى
بهـا الوفـد جمعاً والخميس عرمرما
ولا حلــت الآمــال فيــك ثباثبــا
فقـامت اليهـا المكرمـات لما لما
ولا اخضــر وض فــي رباهـا فخلتـه
توشـح منهـم لا مـن النـور أنعُمـا
ولا انعطفـت فيـه الغصـون فعـانقت
وشــيجاً بأيـدي الـدارعين مقومـا
ولا حسـبت بيـضُ الظـبى مـن فرندها
ســوالف بـات الـدرّ فيهـا منظمـا
ولـم تخفـق الرايـات فيـه فاشبهت
قـوادم طيـر فـي ذرى الجـو حُوَّمـا
ولا جـرّ فيهـا صـعدة الرمـح خلفـه
فتاهـا فقلـت الصـلّ أتبـع ضـيغما
ولـم يصـدع النقـع المثـار سنانه
كمـا صـدع الظلمـاء بـرق تضـرّ ما
ولا صـورت فـي جسـمه الـدرع شكلها
فأشــبه ممــا صـوَّرت فيـه أرقمـا
جـرى القـدر الجاري الى نقض أمره
فعـاد سـحيلا منـه مـا كـان مبرما
مؤيــد لخــم هــل تؤمــل رجعــة
فكـم أمـل أضـحى الـى النجم سلما
حكيــت وقـد فـارقت ملكـك مالكـاً
ومــن ولهــي أحكـى عليـك مُتممـا
مصـاب هـوى بـالنيرات مـن العلـى
ولـم يبـق فـي ارض المكارم معلما
تضــيق علــيَّ الارض حــتى كأنمــا
خُلقــت واياهــا ســواراً ومعصـما
نــدبتك حـتى لـم يُخـل لـي الأسـى
دموعـاً بهـا أبكـي عليـك ولا دمـا
وانـي علـى رسـمي مقيـم فـان أمُت
ســأترك للبــاكين رســمي موسـما
بكـاك الحيـا والريـح شقت جيوبها
عليـك ونـاح الرعـد باسـمك معلما
ومـزق ثـوب الـبرق واكتسـت الدجى
حـداداً وقـامت أنجـم الليل مأتما
وحار ابنك الاصباح وجدا فما اهتدى
وغـار اخـوك البحـر غيظاً فما طما
ومــا حـلّ بـدر التـم بعـدك داره
ولا أظهــرت شـمس الظهيـرة مبسـما
قضـى اللَـه أن حطـوك عن ظهر أشقرٍ
أشــمَّ وأن أمطــوك أشــام أدهمـا
قيـودك ذابـت فـانطلقت لقـد غـدت
قيــودك منهــم بالمكـارم ارحمـا
عَجِبــتُ لأن لان الحديــدُ وان قسـوا
لقـد كـان منهـم بالسـريرة أعلما
سـينجيك مـن نجّـى مـن الجب يوسفا
ويأويـك مـن آوى المسيح بن مريما
أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة.من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد.وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً.له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة)، و(نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و(سقيط الدرر ولقيط الزهر).