
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبـى القَلـبَ سـَلوانَ الأَحِبَّـة سَرمَدا
وَكُـــلُّ وِداد صــَح طَبعــاً تَأَبــدا
وَلا خَيـرَ فـي وَدِّ إِذا لَـم يَـدُم عَلى
جَفــاءٍ وَاِبعــادِ فَوَصـلُ أَوِ الـرَدى
لـي اللّه ما أَشقى فُؤادي في الهَوى
أَذوبُ بِمَـن أَهـواهُ صـافي أَو اِعتَدى
أَعُـد مِـنَ اللَـومِ الصَراحِ إِذ النَوى
أَتـاحَ لـي السـَلوانَ هَيهاتَ اِن بَدا
وَلَســتُ أَثنــي مَــن هَــوَيتُ لِأَنَّنـي
عَرَفــتُ لَـدى أَهـلِ الغَـرامِ مَوحِـدا
ظَمَئتُ وَمـالي فـي الهَـوى مِن مُسالِمِ
وَلَم أَرضَ غَيرَ الحُبِّ في الدَهرِ مَورِدا
إِذا لاحَ ضـوءُ الصـُبحِ فـي فَرقِ عاشِق
رَضــيع هَـوى أَنّـى يُطـاعُ المُفَنَّـدا
خَلَعــتُ عَــذاري وَاِرتَــدَيتُ خِلاعَـتي
فَرِحـتُ خَليعـاً بِـالغَرامِ قَـدِ اِرتَدى
هَـلِ العَيـش إِلّا أَن تَرى مونِق الهَوى
أَقـامَ بِـكَ الشـَوقُ المُلِـحِّ وَأَقعَـدا
فَـرَدَّ منهـل الحُـبِّ الشـَهِيِّ تَصـب بِهِ
بَقِيَّــةَ عُمـر ضـاعَ فـي غَيـرِهِ سـُدى
رَعـى وَسـَقى الرَحمـنَ أَكنـافَ يَـثرِبٍ
مُلثـاً مِـنَ الوَسمي ذي النَفعِ مُزَبَّدا
مَعاهِــدَ ســَماري وَمَســرَح عِــترَتي
وَمَطلَـعُ أَقمـاري لِتِلـكَ كـن الفِـدا
أَحِـنُّ إِلى تِلكَ الرُبى ما هَمى الحَيا
حَنيـــن وَدود مطفــل ذات أَوحــدا
فَفـي سـَفحِ سـَلع جيـرَة ذِكرُهُـم جَلا
لِقَلـب كَئيـب قَـد أَضـَرَّ بِـهِ الصـَدى
هُـمِ القَـومُ خُـذ مِـن حُبِّهِـم لَكَ جنة
وَإِن تَتَّبِــع آثـارَهُم فُـزتَ بِالهُـدى
كَلفـت بِهِـم وَالعُمـرُ في رَيِّقِ الصِبا
فَصـِرتُ بِهِـم فـي العاشـِقينَ مُحَمَّـدا
إِذا كُنــتَ تَهـوى أَن تَنـالَ سـَعادَة
فَــوالَ ســَعيداً وَاِتبَعــهُ لِتَسـعَدا
وَلــوعي بِهِــم لا يَنقَضــي وَتَعَطُّشـي
إِلـى وَردِ مَغنـاهُم تَعـدى بي المَدى
كَفــى شـَرَفاً عِشـقي بَـديعِ جَمـالِهِم
وَيـا فَـوزُ نَفسي أَن رَأَوا لي تَوَدُّدا
نَــأَت دارَهُــم عَنّــي بِفَـجّ مَهـامهٍ
مَـتى جبـت مِنهـا فَدَفداً جِئت فَدَفدا
يَظَــلُّ بِهــا الخَريـتُ يَعـولُ حَسـرَة
وَجـالَت عَلـى حاوي مِنا هجها العِدا
وَلَـو سـاعَدَ الجَـدُّ العُثـورُ بِمِنيَتي
لِمـا كُنـتَ عَـن لُقيـا الأَحِبَّة مُقعَدا
فَحَــقَّ لِعَينــي أَن تَجــود بَهائِهـا
وَحَــقَّ لِجَفنــي أَن يَــبيتَ مَســهَدا
أَعــاني هِيامــاً كامِنــاً وَصـَبابَة
وَأَحمِـلُ شـَوقاً فـي الفُـؤادِ تَوَقُّـدا
وَتَمنَـــعُ أَفكــاري وُرودَ مَطــالِبي
ســِوى مَــدحِ حُـرٍّ بِالسـَماحِ تَفَـردا
هُـوَ السـَيد الراقي عَلى رتبِ العُلا
هُوَ الماجِدِ المُفضالِ قَطب رحى النَدى
كَريــم السـَجايا ذو صـِفات حَميـدَة
فَقَـرّط بِهـا سـَمعاً إِذا رحـت منشدا
بِــهِ نَســَخت آيــات كُــل معــارِض
لِمُحكَــم مــا يُلقيـهِ قَـولاً مُسـَدِّدا
يُعَنعِــن أَخبــارَ الفَضـائِلِ عَـن أَب
فَجِــد فَجِــد يَرفَـع المَجـد مُسـنِدا
وَمُنيَتِـهِ تَنـويرُ أَبصـارِ طـالِبي ال
هِدايَــة لِلعلــم الشــَريفِ تَعبـدا
فَطــافَ بِــهِ مِــن كُـلِّ فَـج رَواتِـه
فَــأَورَثَهُم علمــاً فَــرائِد شــَردا
وَاِعــرَب عَــن تَمييـزِهِ رَفـع قَـدرِه
عَلـى عـالَمِ في العِلم وَالأَمرِ مُبتَدا
غَــرائِر مــا يُملـي بِغَيـرِ تَنـافُر
حَقيقَــة اِعجـازِ بِهـا الضـد غَـردا
أَغَــر وَســيمِ مُشــرِق نــورَ وَجهِـهِ
لَــهَ خَلــق كَـالرَوضِ كَلِلَّـهِ النَـدى
وَقـورُ وَخُـذ مـا شـِئتَ مِن لينِ جانِب
بَشاشـَتِهِ عِنـدَ القُـرى تَسـبِقُ الجدا
يَفـي بِعُهـودِ الـوُدِّ مُـذ كـانَ خَلقَة
وَيَــأنَفُ مِــن خَفـرِ الإِخـاءِ تَعَمُّـدا
بِـهِ عـرف الانصـافِ بَيـنَ ذَوي الصَفا
فَـآخى وَمـا أَكـدى وَعاشـَرَ فَاِهتَـدى
تَعــودُ تِــذكارُ المُحِبّيــنَ إِذ رَأى
لِكُـلِّ اِمرىـءٍ مِـن دَهـرِهِ مـا تَعَوَّدا
وَأَنضـى هَـواهُ سـارِياً حَيثُما اِصطَفى
فَلَمّــا دَنــا مِنّــا تَبَـوَّأَ مرقَـدا
وَمـالَ بِـهِ داعـي الكَـرى عَن تَذَكُّري
فَأَصــبَحَت فــي ذاكَ الـدُنُوِّ مُبعَـدا
فَيـا ذا التَسـامي يـا أَمينُ إِخائِهِ
وَمَـن لاحَ فـي أُفـقِ المُـروءَةِ فَرقَدا
وَمِــن هَمِّــهِ أَكرومَــةِ يَســتَزيدُها
وَمَـن طـابَ فِرعاً مِثلَ ما طابَ مُحتَدا
إِلَيـــكَ رَداحــاً غــادَة هاشــِمِيَّة
نِمتَهــا ســراة مِـن لُـؤي فَأَحمـدا
مُحجِبَـــة غَـــراء بــادٍ ســَناؤُها
تَعيـرُ الظِبـاءَ العَيـنَ جيداً مُقَلَّدا
هِــيَ الــدُرُّ أَنــى جَـوهَرِيُّ صـَحاحِه
فَـإِن شـِئتَ نَـثراً فَاِلتَقَطَ أَو منضدا
إِذا أَنشـَدَت فـي مَحفَـلَ بـاتَ أَهلِـهِ
نَشـاوى وَفـي تِكرارِها الشَيخُ عَربَدا
لَعَــلَّ بِهــا تَلفــى لِصـَبِّكَ شـاكِراً
وَتَــوَلّيهِ بَعــدَ الصـَدِّ وُدّاً مُجَـدَّداً
فَقَـد طـالَ نَبـذي بِـالعَراءِ كَـأَنَّني
أَطَعــت عــذولي وَاِدرَعـت التَجَلـدا
منــايَ بِـأَنَّ تكسـى بِـرودِ قُبولِهـا
وَتُصــَدِّقُها مِنـكَ الجَـوابَ المُنقِـدا
وَدَم فــي ســُرورِ وَاِغتِبـاطٍ وَرِفعَـة
وَلا زِلــتُ يــاقِس الحجــازَ محَمَّـدا
عبد الجليل بن ياسين بن إبراهيم بن طه بن خليل الطباطبائي الحسني البصري.شاعر، من أهل البصرة، ولد بها، ورحل إلى (الزبارة) في قطر، فسكنها إلى أن استولى عليها آل سعود، فانتقل إلى البحرين، وظل فيها إلى سنة 1259هـ، ثم استوطن (الكويت) وتوفي بها، له (ديوان عبد الجليل- ط).