
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا آلَ عَبــد القـادر الكيلانـي
يــا أَبحــر الأَفضــال وَالعِرفـانِ
لَكُــمُ الفَخــار بِنِســبَة بازيــة
تَعـزى إِلـى المَبعـوث مِـن عَـدنانِ
مِنكُــم تَعَلَمَـت المُلـوك ملابـس ال
زُهــاد حَســب الجُهــد وَالإِمكــان
قَـد عَـزَ جـار مَريـدُكُم وَكَفى الأَسا
بَــل جــارُهُ يَحمــي طَريـد طعـان
دامَــت مَحَــطَ رِحــال كُــل مُكَمـل
أَبيــاتُكُم فَعلــت عَلــى كيــوان
لَـو لَـم تَكُـن حرمـاً لَما لاحَت بِها
أَنـوار اِبـن أَبـي الحُسين الثاني
أَنتُـم بِـدور سـَما العُلا وَشُموسـِها
أَنتُــم كُنــوز الفَضــل وَالإِحسـان
أَنتُــم ســَلاطين الأَنــام حَقيقَــةً
وَلِــواءُ دَولَتِكُــم عَلــي الشــان
مَــولى كبســم اللَـهِ ظَـلَ مُقَـدِماً
فــي كُــل مَرتَبَــةٍ عَلـى الأَقـران
هُـوَ فـي الأَنام كَليلة القَدر الَّتي
لا يَســــتَطيع لِجَحــــدِها الثَقلان
إِنســان عَيـن العـارِفين فَلا تَسـَل
عَــن شــان ذاكَ العَيـن وَالإِنسـان
بِطَـل لَـو اِسـتَدعى الأُسـود لِخِدمَـة
لاتتــهُ مِــن رَضــوى وَمِـن لُبنـان
مُلــكٌ بَــدا فــي صــورة بَشـَرية
تَعنـــو لَهِيبَتِــهِ ذوو التِيجــان
وَإمــام حَــق قـامَ يَـدعونا إِلـى
نَهـــج الهُـــدى بِالســر وَالإِعلان
وَعَلا وَلايَتِـــهِ المُعظـــم قَــدرها
قــامَ الــدَليل بِأَوضـَح البُرهـان
لَــولا المَدينـة ثـم مَكـة بَعـدَها
وَالقُــدس قُلــت الفَضـل فـي جيلان
عظـم المَقـام عَـن المَقال فَمالَنا
غَيــر الخُضــوع لَــدَيهِ وَالإِذعـان
ســَيف تَهــاب الأُسـد سـَطوة باسـِهِ
وَيَكُـــف قــائِمُهُ يَــد العُــدوان
بِعَزيمـة أَمضـى وَأَسـبَق فـي العِدى
مِــن كُــل خَطيــء وَكُــل يَمــاني
لا غُــرو إِن صــادَ الكَمـال فَجَـده
بـــاز رَفيـــع مَكانَــة وَمَكــان
ســُلطان كُــل الأَوليــاء وَقطبهـم
حَيــاه روح القُــدس مِــن سـُلطان
حَفِــظَ الآلــه مِــن الـزَلازل دارَه
وَحِمــا حِمــاه الشـامخ البُنيـان
فـي لَيـل سـَبع بَعدِها العشرون مِن
ذي القعـدة الشـَهر العَظيم الشان
عَـن عامِهـا تَنـبي الثَلاثون الوَرى
وَالســَبع ثُــم الأَلــف وَالمِئَتـان
أَيّــام أَوجـس خيفـة وادي الحِمـى
وَبَــدا الخَـراب بِغـالب العُمـران
غَنَـت مَزاميـر الرِيـاح لَنـا وَقَـد
ضــَجَت طُبـول الرَعـد فـي الأَكـوان
وَأَضــاءَ مقيــاس البُـروق بِشـُعلة
فَغَــدا يُصــفق قــائِم الجُــدران
وَالأَرض قَـد هـامَت بِعُـرس في السَما
فَتَراقَصــَت مِــن كَــثرة الهيمـان
وَالحَـق نَجـى بَيـت بـاز الأَوليـاء
كَرَمــاً وَأَبــدَل خَــوفَهُم بِأَمــان
أَسـَفاً عَلـى ذات العَـوالم لا عَلـى
تَلبيســــة وَمَعـــرة النُعمـــان
يا خاطب المَعنى البَديع وَطالب ال
مَجــد الرَفيــع بِدَوحـة الرُضـوان
يَمــم حُمــاة الشـام إِن رِياضـَها
خَفاقــــة الأَفيـــاء وَالأَفنـــان
وَأَنـزل بِحَـي حِمـى الإِمام المُرتَضى
حُصــن الــدَخيل وَمَلجـا اللَهفـان
أَعنيـهِ بـاب مَدينـة العلـم الَّذي
بِالفَتـــح خَــصَ لِكُــل عَبــدٍ دان
وَأَشـهَد سـنى أَنـوار طَلعـة شَمسـِهِ
مُتَنَعِمـــاً مِـــن لُطفِــهِ بِجِنــان
وَإِذا جَلَســت عَلــى أَرائك أُنســِهِ
فَـأَطرَب وَطـب وَاشـطح مَـع النَدمان
فَبِحــانَهُ حــانَ الصــَفاء وَحَبَـذا
ذاكَ الرَحيــق الــرائق الأَلــوان
وَهَــواهُ لـي عِـز يَـدوم فَخَـلِ مِـن
قـالَ الهَـوى يـا صـاح محـض هَوان
أَنا لَستُ بِالسالي العَهود وَلَو سَلي
قَلــبي بِنــار البُعـد وَالهِجـران
إِزدادَ وَجــداً كُلَمــا قَــد هَزَنـي
شــَوق لِــذاكَ البُــرج وَالإِيــوان
مِـن حَيـث أَطلَقَـت الغُصـون سَوالِفاً
قَــد كَلَلــت بِالــدُر وَالمُرجــان
وَزَهَــت ثُغــور الأُقحُــوان فَقَبلـت
صـــُبحاً عـــذار الآس وَالسوســان
وَالـوَرد فـي ليـن الحِيـاض كَـأَنَّهُ
مُلــك أَقــام بِشــاطئ الغُــدران
وَلَــديهِ نــوفرة بَــدَت فَتَنـافَرَت
مِنهــا دَواعــي الهَــم وَالأَحـزان
وَإَلَيكهـا يـا اِبـن الرَسول بَديعة
عَــذراء تَبســم عَـن عُقـود جُمـان
تَختـال فـي وَشـي البُـرود وَقرطها
كَفـــواد صـــَب دائِمِ الخَفَقـــان
قَــرت عُيــون طُروســِها لَمـا رَأَت
مَحيــاكَ بَــدراً جَــلَ عَـن نُقصـان
فَاِفتَـح لَهـا بـاب القُبـول وَخُصَني
بِمَزيــد أَدعيــة لِيَــذهب رانــي
وَأَود لَـــو وَفيــت مَــدحك حَقَــهُ
لَفنــي الكَلام وَضــاقَ ذِرعُ بَنـاني
أَو كـانَ بِالمـداح أَلـف فَـم يَـرى
مِنهــا بكــل أَلــف أَلــف لِسـان
لَــم أَحــص بَعـضَ ثَنـا عُلاك لِأَنَّنـي
كَمحــاول لَمــس الســَما بِبِنــان
مَـن يَملأُ البَحـر المُحيـط جَـواهِراً
أَو يَلبَـس الشـَمس السَنى النوراني
لَـكَ فـي الـوَرى أَسرار فَضل أَودَعَت
صــَدر الطُـروس فَضـاقَ عَـن كِتمـان
لَكِنَّنــي بِــالعَجز مُعتَــرف وَلــي
طَمَــع بِحالِــكَ لِلثَنــاءِ دَعــاني
فَاِهـدِ الصـَلاة لِجَـدك الأَعلـى وَصـَل
تَســـليمها بِــالروح وَالرَيحــان
وَإِلـى الصـِراط الحَـق عترتهِ الَّتي
أَرجـو النَجـاة بِهُـم مِـن النيران
وَإِلـى صـَحابَتِهِ إِلا ماجـد مـا ثَنَت
أَيــدي النَســيم مَعـاطف الأَغصـان
أَو مـا أَميـن الحُـب أَنشـدَ قائِلاً
يــا آل عَبــد القـادر الجيلانـي
ولما كانت سنة 1246 هـ قدم حمص عامل من قبل السلطان محمود العثماني فوشى إليه بعض أعوانه بأن أمين الجندي هجاه، فأمر بنفيه، وعلم الشيخ أمين بالأمر ففر إلى حماة فأدركه أعوان العامل، فأمر بحبسه في إصطبل الدواب وحبس عنه الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق، فأقام أربعة أيام، وأغار على حمص بمئتي فارس فقتلوا العامل، وأفرج عن الشيخ أمين.له (ديوان شعر - ط) وفي شعره كثير من الموشحات وتواريخ الوفيات الشائعة في أيامه..