
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَمـالي وَزَينـي إِذا ما حَضَر
وَمَــن لَسـتُ إِلّا بِـهِ أَفَتَخِـر
وَمَـن هُـوَ عِنـدِيَ مُذ لَم يَزَل
أَجَـلَّ الـوَرى وَأَعَـزَّ البَشـَر
صـَغى القَلـبُ مِنهُ إِلى سَفرَةٍ
غَـداةَ رَأى وَجهَهـا قَـد سَفَر
فَلَمّــا تَمَلَّــكَ رِقَّ المُنــى
أَتـاني الكِتـابُ بِنَصِّ الخَبَر
فَقَبَّلــتُ مِـن جِسـمِهِ كاسـِياً
عَلَيـهِ الكِتـابُ بِنَـصِّ الخَبَر
وَمـا زِلـتُ أَشـرَبُ مِنهُ الَّذي
أَراقَتـــهُ بِحــارُ الفِكَــر
وَأُنشــِدُ مَنظـومَهُ المُشـتَهي
وَأَقــرَأُ مَنثـورَهُ المُختَصـَر
فَأَمّا المَعاني فَمِثلُ الرِياضِ
وَأَمّـا القَوافي فَمِثلُ الزَهَر
وَأَمّـا الفُصـولُ فَمِثلُ الحُلى
بَلـى الإِختِراعاتُ مِثلُ الدُرَر
فِلِلَــهِ مِنــهُ أَخــو خـاطِرٍ
بَعيـدِ اللِحـاقِ إِذا ما خَطَر
تَـرى مِنـهُ مَـن لا يُرى مِثلَهُ
إِذا أَنـتَ حَـدَّدتَ مِنكَ النَظَر
يَــتيهُ فَيُعــذِرُ فـي تيهِـهِ
وَمـا كُـلُّ مَـن تاهَ مِنّا عُذِر
أَرَقُّ مِـنَ العُذرِ عِندَ العِتابِ
وَأَحلـى مِنَ الأَمنِ عِندَ الحَذِر
حَليفــي إِلَهــي رَبُّ العُلـى
عَلى الأَبلَجِ الوَجهِ مِنهُ الأَغَر
فَكَـم بـالجَزيرَةِ مِـن نَشـوَةٍ
لَنـا بَينَ مَنثورِها المُنتَثِر
وَقضـد نَشـَرَ الرَوضُ مِن وَشيِهِ
عَلى الأَرضِ ما لَم يَكُن يَنتَشِر
وَرَضـَّعَتِ السـُحبُ مـا صيغَ مِن
لُجَيـنِ الأَقـاحي بِـدُرِّ المَطَر
وَقَــد ظَهَـرَ الآسُ يـا زَهـرَهُ
فَمـا أَطيَـبَ العَيشَ لَمّا ظَهَر
وَكُـلُّ الحَـدائِقِ قَـد أَحـدَقَت
بِعُشــبٍ ذَكِــيٍّ وَنَبــتٍ عَطِـر
وَنَــورٍ يُفَصــِّلُ مِــن بَعـدِهِ
بِمـا شـَكَرَتهُ عَلَيـهِ الشـَجَر
وَأَمّـا الخَليـجُ فَكَـم صـُبحَةٍ
نَعِمنـا بِها فيهِ بَينَ الخُضَر
وَتِلـكَ البَسـاتينُ مِـن حَولِهِ
مُقَلِّـــدَةً بِعُقــودِ الثَمَــر
وَقَـد شـَهَرَ الـوَردُ يا قوتَهُ
وَمَـن لا يُسـَرُّ إِذا ما اِشتَهَر
وَأَمّــا الخُزامـي فَلا تَنسـَهُ
فَنَفــسُ المُــرُوَّةِ أَن يُـدَّكَر
بَلـى كَـم هُنالِـكَ مِـن بُلبُلٍ
يُبَلبِـلُ قَلـبي إِذا مـا صَفَر
رِيـــاضٌ يُحَــرِّضُ ناعورُهــا
عَلـى الاِصـطِباحِ إِذا ما نَعَر
سـَقى الغَـيُ أَكنافَ دَيرٍ بِها
يُطِـلُّ عَلـى طَودِهـا المُشمَخِر
فَكَـــم غــازَلَتنِيَ غِزلانُــهُ
وَوَجـهُ الزَمـانِ جَميـلٌ نَضـِر
فَمـاذا تَـرى فـي ذَوي أَسهُمٍ
تَضــيمُ الشـَريفَ فَلا يَنتَصـِر
كَـــأَنَّ وُجـــوهَهُمُ أُفرِغَــت
لَنـا فـي قَوالِبِ تِلكَ الصُوَر
فَمِـن ذي قَوامٍ كَمِثلِ القَضيبِ
وَمِـن ذاتِ دَلٍّ كَمِثـلِ القَمَـر
وَكَـم قَـد عَـدَلنا إِلـى ظِلِّهِ
لِيَحظـى بِلَهـوٍ حَميـدِ الأَثَـر
وَمــاءُ الســُرورِ لِــوُرّادِهِ
إِذا فـاضَ لَـم يَـكُ فيهِ كَدَر
وَفـي كُـلِّ يَـومٍ لَنـا مُسـمِعٌ
رَخيـمُ الغِنـاءِ رَخيمُ الوَتَر
إِذا مــا تَغَنّـى لِصـَبٍّ غَـدا
وَمَغنــى صـَبابَتِهِ قَـد دَثَـر
فَــإِن كـانَ زامِـرُهُ حاذِقـاً
زَمَرنـا بِأَقـداحِنا إِن زَمَـر
وَبِكــرٌ تَطــوفُ بِبَكـرٍ لَهـا
عُقـودٌ تُـزَفُّ بِهـا في البُكَر
عُقـارٌ تَـرى حُمـرَ نيرانِهـا
تُطَيِّرُ في الكَأسِ مِنها الشَرَر
أَلَـذَّ مِـنَ البُرءِ بَعدَ الضَنى
وَأشهى مِنَ الغُمضِ بَعدَ السَهَر
إِلـى أَن أَتَتنا النَوى بَغتَةً
وَلَــم تَتَــأَنَّ وَلَـم تَنتَظِـر
فَأَصـدَرَتِ القُربَ بَعدَ الوُرودِ
وَأَورَدَتِ البُعـدَ بَعـدَ الصَدَر
فَـإِن غَدَرَ الدَهرُ بي في أَخي
فَكَـم مِـن كَريـمٍ بِهِ قَد غَدَر
قال الصفدي في الوافي: (ذكره ابن سعيد المغربي في كتاب المغرب وساق له قطعاً كثيرة من شعره. وأما أنا فما رأيت أحداً من شعراء المتقدمين من أجاد الاستعارة مثله، ولا أكثر من استعاراته اللائقة الصحيحة التخيل. وقد وقفت على ديوانه. وأكثره مقاطيع وقد ختمه بأرجوزة طويلة ناقض فيها ابن المعتز في أرجوزته التي ذم فيها الصبوح ومدح الغبوق)