
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـتى يَسـتَقيم الظـل وَالعـود أَعوج
وَهَــل ذهــبٌ صــرف يسـاويه بهـرج
ومـن رام اخـراج الزَكـاة وَلَم يجد
نصــابا يزكيــه فمـن أَيـنَ يخـرج
هـي النَفس وَالدنيا وابليس وَالهَوى
بطــاعتهم عَـن طاعـة اللَـه أَزعـج
أَروح وَأَغــدو شــارِبا كـأس غفلـة
بمــاء الامــانيّ الكَــواذِب يمـزج
وأَمسـى وأَضـحى حـامِلا فـي بِطـاقَتي
ذنوبــا تَكــاد الارض منهـن تخـرج
اذا قـالَت للنفـس اِسـتَعدي بتوبـة
أَبـــت وشـــفى الحــظ لا يتحجــج
وان قلـت للقَلـب اِسـتَقم بي تعرضت
لـــه شـــَهوات نارهـــا تتأجــج
فَكَــم أَتــر بالعبــادة وَالتقــى
ريــاء وَبــاب الرشـد عنـي مرتـج
أريـد مقـام الصـالحين وَلَيـسَ لـي
كمنهجهـم فـي الـدين ديـن وَمنهـج
وان حضـر الاخـوان للـذكر وَالبكـا
حضـــرت كـــأني لاعـــب متفـــرج
فَواخجلــتي شــيب وَعيــب وَقـددنا
رَحيلـــــي وَلا أَدري علام أَعــــرج
وَللمــرء يـوم يَنقَضـي فيـه عمـره
وَمــوت وَقــبر ضــيق فيــه يولـج
وَيَلقـى نَكيـرا فـي السؤال وَمنكرا
يَســومان بالتَنكيــل مـن يتَلجَلـج
وَلا يــدمن طــول الحســاب وَعرضـه
وَهـــول مقـــام حـــرّه يَتَوهَـــج
وديــان يـوم الـدين يـبرز عرشـه
وَيَحكـم بيـن الخلـق وَالحمـق أَبلج
فَطائِفــة فــي جنـة الخلـد خلـدت
وَطائِفـة فـي النـار تصـلى فتنضـج
فَيـا شـؤوم حَظـي حين ينكشف الغطا
اذا لَـم يَكـن لـي مـن ذنوبي مخرج
وَلَيــسَ مَعــي زاد وَلالــي وَســيلَة
بَلـــى هاشــمى بالبهــاء متــوّج
أَلــوذ الـى ذاكَ الجنـاب فـاحتَمي
بمـن هـو عنـد الكـرب للكرب يفرج
وأَدعـوه فـي الدنيا فَتقضي حَوائجي
وانــي اليـه فـي القيامـة أَحـوَج
اذا مـدح الشـعراء أَربـاب عصـرهم
مـدحت الَّـذي مـن نوره الكون ينهج
وان ذكــروا لَيلـى ولبنـى فـانني
بـذكر الحَـبيب الطيـب الذكر ملهج
أَمـا وَمحـل الهـدى تـدمى نحورهـا
وَمـن ضـمه الـبيت العَـتيق المديج
لَقَــد شــاقَني زوّار قــبر محمــد
فَشـَوقي مَـع الـزوار يسـري وَيدلـج
تظــل الهَـوادي بـالهوادج تَرتَمـي
وَمـالي فـي ركـب المحـبين هـودج
وَتمســى بــروق الابرقيـن ضـواحكا
فَتغــري غَرامــي بالبكــا وَتَهيـج
وأَرتــاح مــن أَرواح أَطيـب طيبـة
اذ المســك فــي أَرجائِهـا يتـأرج
بلاد بهــا جبريــل يســحب ريشــه
وَينــزل مــن جـوّ السـَماء وَيعـرج
نـبيّ تَغـار الشـمس مـن نـور وجهه
بهــىّ لقــىّ الثغــر أَحـور أَدعـج
تَزيــد بـه الايـام حسـنا وَيزدَهـي
بــه الـدين وَالـدنيا بـه تتـبرج
مَكــــارِم أَخلاق وَحســـن شـــَمائِل
وَشـــيمة جـــود بحـــره متمــوّج
غيـــاث لملهــوف وَغــوث لِــرائد
وَليــث اذا صــال الكمـىّ المدجـج
يخاصــمه الاعــداء وَالسـيف حـاكم
عليهم وَريح النصر في القوم تتأج
ومــن خلفهــم بـأس شـَديد وَنجـدة
وَرأى يَـــراه الســمهري المزجــج
فعـــز حمــاهم بالحمــاة مــذلل
وَرأس علاهـــم بالكمـــاة مشـــجج
فكـم مـن أَسـير فـي الوثـاق مقيد
وَكَــم مِــن قَتيـل بالـدماء يضـرج
بضــرب تَلــبيه الجَمــاجم وَالطلا
وَطعـن ذبـالات الحشـام منـه تسـرج
اليــك شــَفيع المـذنبين تِجـارَتي
فَــرائد فـي سـلك المحامـد تـدرج
مؤلفهــا عَبــد الرَحيــم كَأَنَّهــا
نجــوم لهـا فـي جـوّ جـودك أَبـرج
فَصـلني بمـا يَمحـو رسـوم حَواسـدي
وَيَشــرَح صــَدري بالســرور وَيبلـج
وأكــرم لاجلـي مـن يَلينـي فكلنـا
الـى الـرىّ مـن فيـاض فضـلك ينهج
وَصـلى عليـك اللَـه مـا هبت الصبا
وَمـــا لاحَ فجـــر نــوره متبلــج
وَنــاز بحــظ منــك أَربـاب هجـرة
اليـــك وأوس ناصـــروك وَخـــزرج
عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني.شاعر، متصوف من سكان (النيابتين) في اليمن.أفتى ودرس وله ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية.والبرعي نسبة إلى بُرع وهو جبل بتهامة (كما ورد في التاج).