
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضــريحَ أميــر المســلمين محمـد
يخصــُّك ربِّــي بالســلام المــردَّدِ
وحيَّتــكَ مــن رَوْح الإِلَــه تحيــةٌ
مــع الملأ الأَعلـى تـروح وتَغتـدي
وشـقّت جيـوبَ الزهـر فيـك كمـائمٌ
يـرفُّ بهـا الريحـان عـن خَضِلٍ نَدي
وصـابت مـن الرُّحمَـى عليـك غمائمٌ
تُـروّي ثـرى هـذا الضـريح المنجّدِ
وزَارَتْـكَ مـن حـور الجنـان أوانسٌ
نـواعمُ فـي كـل النعيـم المخلْـدِ
وجاءتـك بالبشـرى ملائكـة الرضـى
كما جاء في الذكر الحكيم الممجَّدِ
وصـافح منـك الـروضُ أطيـب تربـةٍ
وعاهـد منـك المـزنُ أكـرم معهـدِ
رضـى اللـه والصفحُ الجميل وعفوُهُ
يُـوالي علـى ذاك الصـفيح المنضدِ
ويـا صدفاً قد فاز من جوهر العلا
بكــلِّ نفيــس بالنفاســة مفــردِ
أعنـدك أن العلـم والحلم والحجى
وزهـرَ الحلـى قـد أُدرجت طيَّ مَلْحَدِ
وهـل أنـت إِلاّ هالـةُ القمـر الذي
بنـور هـداه الشـهبُ تهدي وتهتدي
ويـا عجـبً مـن ذلك الترب كيف لا
يفيــضُ ببحــر للســماحة مزبــدِ
لقـد ضـاقت الأكـوان وهْـيَ رحيبـةٌ
بمـا حُـزتَ مـن فخـر عظيـم وسؤددِ
قـدِمْتَ علـى الرحمـن أكـرم مَقـدّمٍ
وزُوَدت مــن رُحمــاه خيــر مُـزوَّدِ
أقـام بـك المـولى الإمـام محمـدً
مؤمِّـــلَ فــوز بالشــفيع محمّــدِ
فجـاء كمـا ترضى وترضى به العلا
وأنجـــز للآمــال أكــرم موعــدِ
ومــدَّ ظلال العـدل فـي كـل وجهـةٍ
وكـفَّ أكُـفَّ البغـي مـن كـلِّ معتـدِ
وقـام بمفـروض الجهـاد عن الورى
وعــوّدَ ديــن اللــه خيـر معـوَّدِ
قضـى بعـدما قضـَّى الخلافـةِ حقّهـا
وعامـل وجـه اللَّـهِ فـي كـل مقصدِ
وفتّــح بالســيف الممالـك عَنْـوةً
ومــدَّت لــه أملاكُهــا كـفّ مجتـدِ
وكســَّر تمثــال الصـليب وأخرسـت
نــواقيسُ كــانت للضــلال بمَرْصـَدِ
وطهَّــر محرابــاً وجــدَّد منــبراً
وأعلـن ذكـر اللـه فـي كـل مسجدِ
ودانـت لـه الأمْلاك شـرقاً ومغربـاً
وكلُّهُـمُ ألقـى لـه الملـكَ باليـدِ
وطبَّــق معمــورَ البســيطة ذكـرُهُ
وسـارتْ بـهِ الركبـان في كل فَدْفَدِ
وسـافر عـن دار الفنـاء ليجتلـي
بمـا قـدّم اليـوم السعادة في غدِ
وقــام بــأمر اللـه حـقَّ قيـامه
بعَزمـــــة لا وانٍ ولا مُتَـــــردِّدِ
لئن ســار للرحمــن خيــر مـودع
وحــلَّ مـن الفـرودس أشـرفَ مقعـدِ
فقـد خلَّـف المولى الخليفة يوسفاً
يُعيـد لـه غُـرَّ السـماعي ويبتـدي
سـبيلك فـي سـُبْل المكـارم يقتفي
وهــديَك يـا خيـر الأئمـة يقتـدي
محمـدُ جلَّـى الخطـبَ مـن بعدُ يوسفٌ
ويوســفُ جــلَّ الخطـبُ بعـد محمَـدِ
ولـو وَجَـدَ النـاسُ الفـداء مُسوْغاً
فــداك ببــذل النفـس كـلُّ مُوحِّـدِ
ســتبكيك أرض كنــت غيـثَ بلادهـا
وتبكيـك حـتى الشـهبُ في كل مشهدِ
وتبكـي عليـك السـحبُ ملءَ جفونها
بـدمع يُـروِّي غُلّـة المجـدِب الصَّدِي
وتلبَــسُ فِيــكَ النَّيِّــراتُ ظلامَهَـا
حـداداً ويـذكي النجـمُ جفُـن مُسهْدِ
ومــا هــي إِلاْ أعيـن قـد تسـهَّدت
فكحَّلهـــا نجـــم الظلام بإِثمِــدِ
فلا زلـتَ فـي ظـل النعيـم مخلَّـداً
ونجلُــك يحيـا بالبقـاء المخلَّـدِ
وأوردك الرحمـــن حـــوض نَــبيِّهِ
وأصـدر مـن خلَّفـت عـن خيـر موردِ
عليــك ســلامٌ مثــل حمـدك عـاطر
يفـضُّ ختـام المسك عن تُربك النَّدي
وصـلى علـى المختـارِ من آل هاشم
صـلاةً بهـا نرجـو الشـفاعة في غدِ
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله. المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره. وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله. وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن القاضي: كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.وكان صديقا لابن خلدون، وفي رحلة ابن خلدون حديث مطول عنه يقعفي زهاء عشر صفحاتأولها (صاحبنا الوزير الكبير العالم، كاتب سر السلطان ابن الأحمر صاحب غرناطة)